محمود الناكوع
&
&
&
&
منذ يومين نقلت وسائل الاعلام العربية خبر وفاة احد اعلام الفكر العربى الاسلامى المعاصر، الكتور احمد صدقى الدجانى. وشهرته الفكرية واسعة معلومة فى كل العالم العربي من مشرقه الى مغربه، اضافة الى حضور فى عدد من المحافل الاوربية، والحوارات التى شارك فيها، ومنها حوارات تتعلق بالقضية الفلسطينية، وغيرها من قضايا الفكر والثقافة....
هذه المقالة تنصب اساسا على نشاطه واعماله التعليمية الفكرية والصحافية فى ليبيا، فقد عاش الفقيد الراحل نحو عشرين عاما فى ليبيا، مابين الخمسينيات والسبعينيات من القرن الميلادي الماضى، وبدأ نشاطه وعمله مدرسا ومربيا، وكان عطاءه فى معهد المعلمين بطرابلس من اهم حلقات نشاطه المهنى التعليمى التربوى، وهو يتمتع بقدرة متميزة تتمثل فى سلاسة دروسه، وفى ثرائها بالمعلومات. كما انه متميز فى القدرة على بناء علاقات حميمة مع الآخرين، فلا يملك اي انسان يستمع له او يعرفه عن قرب الا ان يحبه او يحترمه بسبب موضوعيته ودماثة اخلاقه.
عرفت المرحوم احمد صدقى الدجانى فى اواسط العقد السادس من القرن الماضى بمدينة طرابلس، وجلست معه مرات عدة بعضها& بحضور الشيخ فاتح احواس الذين كان خطيبا مشهورا خاصة فى جامع ( سيدى حموده ) بميدان الشهداء بطرابلس، وبعضها الآخر بحضور المرحوم على اوريث الصحافي المشهور، رئيس تحرير صحيفة البلاغ، والمحامى المعروف ابراهيم الغويل، وكان الحوار والبحث فى جميع تلك اللقاءات يدور حول قضايا فكرية ثقافية سياسية وحول هموم الامة العربية بصورة عامة. وكان للدجانى علاقة خاصة بكل من على اوريث ذلك الفارس الذى سقط وهو فى عنفوان نشاطه السياسى والثقافى اثر حادث وقع اثناء عودته من مصراته الى طرابلس، والمحامى ابراهيم الغويل، وقام ذلك الثلاثى بنشاط ثقافي مشترك بدأ بسلسلة من المحاضرات والندوات اغلبها كانت فى مدينة طرابلس، وبشكل محدد فى جمعية الفكر الليبية ومقرها بالقرب من ميدان الجزائر بطرابلس، وبعضها كانت فى مدن اخرى منها& مصراته وغريان. اما الظهور الأوسع لنشاطهم الثلاثي فقد برز فى اصدار صحيفة البلاغ التى عبرت فى اواخر العقد السادس من القرن الماضى عن تيار وطني معارض يتبنى& الشعارات القومية الناصرية، ويتخذ من وجود القواعد الاجنبية ( البريطانية والاميركية ) فى البلاد اضافة الى بعض مظاهر الفساد الادارى والمالى& مبررا لمهاجمة حكومات العهد الملكي. وكانت اعداد صحيفة البلاغ تنفد من السوق فور توزيعها، وقد كنت على صلة مباشرة بها، وكنت اكتب مقالات بها تتناول موضوعات فكرية، ولم اكن منسجما مع طرحها السياسي الناصري.
لقد ساهم المرحوم احمد صدقى الدجانى مساهمة واضحة فى اثراء الحياة الثقافية والفكرية فى ليبيا، وترك اثرا لاينسى، ومن اعماله ميئات المقالات الصحفية، والأحاديث الاذاعية، والمحاضرات الفكرية.
واعطى المرحوم اهتماما وجهدا خاصا لمادة التاريخ الليبى، فدرس التاريخ الليبى دراسة جيدة، واصبحت مقالاته و بحوثه وكتبه من اهم مصادر الطلاب والباحثين والدارسين، ومن انجازاته المعروفة فى التاريخ الليبى ثلاثة كتب:
ليبيا قبيل الاحتلال الايطالى او طرابلس الغرب فى آخر العهد العثمانى الثانى ( 1982ـــ 1911)
الحركة السنوسية نشأتها ونموها فى القرن التاسع عشر ( 1202 ــ 1320 هجرية )
بدايات اليقضة العربية والنضال الشعبى فى ليبيا ( 1882ــ 1911)
ان شخصية الراحل الكبير و ما يتمتع به من علم وتنوع ثقافي وما حباه الله من خلق رفيع فى التعامل مع المثقفين الآخرين من جميع مدارسهم واتجهاتهم جعلته يساهم مساهمة ايجابية ومحمودة فى نجاح اللقاء والتواصل الحديث بين التيارين الاسلامى والقومى.
لقد رحل احمد صدقى الدجانى وترك علما ينتفع به، وترك سيرة عطرة محمودة بين كل من عرفوه، وترك نموذجا للمفكر الموضوعي يستحق به ان يكون مثلا ورمزا يحتذى به...
رحم الله احمد صدقى الدجانى رحمة واسعة، وعوض الله اهله واصهاره وتلاميذه& واحبابه فيه خيرا. وان اعماله وسيرته وحب الناس له هي خير العزاء لهم جميعا.
( انا لله وانا اليه راجعون )
هذه المقالة تنصب اساسا على نشاطه واعماله التعليمية الفكرية والصحافية فى ليبيا، فقد عاش الفقيد الراحل نحو عشرين عاما فى ليبيا، مابين الخمسينيات والسبعينيات من القرن الميلادي الماضى، وبدأ نشاطه وعمله مدرسا ومربيا، وكان عطاءه فى معهد المعلمين بطرابلس من اهم حلقات نشاطه المهنى التعليمى التربوى، وهو يتمتع بقدرة متميزة تتمثل فى سلاسة دروسه، وفى ثرائها بالمعلومات. كما انه متميز فى القدرة على بناء علاقات حميمة مع الآخرين، فلا يملك اي انسان يستمع له او يعرفه عن قرب الا ان يحبه او يحترمه بسبب موضوعيته ودماثة اخلاقه.
عرفت المرحوم احمد صدقى الدجانى فى اواسط العقد السادس من القرن الماضى بمدينة طرابلس، وجلست معه مرات عدة بعضها& بحضور الشيخ فاتح احواس الذين كان خطيبا مشهورا خاصة فى جامع ( سيدى حموده ) بميدان الشهداء بطرابلس، وبعضها الآخر بحضور المرحوم على اوريث الصحافي المشهور، رئيس تحرير صحيفة البلاغ، والمحامى المعروف ابراهيم الغويل، وكان الحوار والبحث فى جميع تلك اللقاءات يدور حول قضايا فكرية ثقافية سياسية وحول هموم الامة العربية بصورة عامة. وكان للدجانى علاقة خاصة بكل من على اوريث ذلك الفارس الذى سقط وهو فى عنفوان نشاطه السياسى والثقافى اثر حادث وقع اثناء عودته من مصراته الى طرابلس، والمحامى ابراهيم الغويل، وقام ذلك الثلاثى بنشاط ثقافي مشترك بدأ بسلسلة من المحاضرات والندوات اغلبها كانت فى مدينة طرابلس، وبشكل محدد فى جمعية الفكر الليبية ومقرها بالقرب من ميدان الجزائر بطرابلس، وبعضها كانت فى مدن اخرى منها& مصراته وغريان. اما الظهور الأوسع لنشاطهم الثلاثي فقد برز فى اصدار صحيفة البلاغ التى عبرت فى اواخر العقد السادس من القرن الماضى عن تيار وطني معارض يتبنى& الشعارات القومية الناصرية، ويتخذ من وجود القواعد الاجنبية ( البريطانية والاميركية ) فى البلاد اضافة الى بعض مظاهر الفساد الادارى والمالى& مبررا لمهاجمة حكومات العهد الملكي. وكانت اعداد صحيفة البلاغ تنفد من السوق فور توزيعها، وقد كنت على صلة مباشرة بها، وكنت اكتب مقالات بها تتناول موضوعات فكرية، ولم اكن منسجما مع طرحها السياسي الناصري.
لقد ساهم المرحوم احمد صدقى الدجانى مساهمة واضحة فى اثراء الحياة الثقافية والفكرية فى ليبيا، وترك اثرا لاينسى، ومن اعماله ميئات المقالات الصحفية، والأحاديث الاذاعية، والمحاضرات الفكرية.
واعطى المرحوم اهتماما وجهدا خاصا لمادة التاريخ الليبى، فدرس التاريخ الليبى دراسة جيدة، واصبحت مقالاته و بحوثه وكتبه من اهم مصادر الطلاب والباحثين والدارسين، ومن انجازاته المعروفة فى التاريخ الليبى ثلاثة كتب:
ليبيا قبيل الاحتلال الايطالى او طرابلس الغرب فى آخر العهد العثمانى الثانى ( 1982ـــ 1911)
الحركة السنوسية نشأتها ونموها فى القرن التاسع عشر ( 1202 ــ 1320 هجرية )
بدايات اليقضة العربية والنضال الشعبى فى ليبيا ( 1882ــ 1911)
ان شخصية الراحل الكبير و ما يتمتع به من علم وتنوع ثقافي وما حباه الله من خلق رفيع فى التعامل مع المثقفين الآخرين من جميع مدارسهم واتجهاتهم جعلته يساهم مساهمة ايجابية ومحمودة فى نجاح اللقاء والتواصل الحديث بين التيارين الاسلامى والقومى.
لقد رحل احمد صدقى الدجانى وترك علما ينتفع به، وترك سيرة عطرة محمودة بين كل من عرفوه، وترك نموذجا للمفكر الموضوعي يستحق به ان يكون مثلا ورمزا يحتذى به...
رحم الله احمد صدقى الدجانى رحمة واسعة، وعوض الله اهله واصهاره وتلاميذه& واحبابه فيه خيرا. وان اعماله وسيرته وحب الناس له هي خير العزاء لهم جميعا.
( انا لله وانا اليه راجعون )
التعليقات