لورا بونيلا من مونتيري: سيكون للرئيس الاميركي جورج بوش، راس حربة اليمين الجمهوري المحافظ، الفرصة لاجراء اول اتصال حقيقي مع اليسار الجديد في اميركا اللاتينية خلال القمة الخامسة للدول الاميركية في مونتيري (المكسيك).&وسيلتقي بوش خلال هذه القمة عددا من شخصيات اليسار بينهم رؤساء البرازيل والارجنتين وتشيلي وفنزويلا حيث تولى اليسار السلطة خلال السنوات الاخيرة.
&واعلن رئيس بنك الدول الاميركية للتنمية انريكي ايغليزياس امس الاحد للصحافة "سوف نرى حقا نقاط التباين بين الحكومات" خلال الاجتماع الذي يشارك فيه حوالى&34 رئيس دولة وحكومة من المنطقة باستثناء كوبا التي استبعدت من منظمة الدول الاميركية عام 1962.&وقد حال التباين الايديولوجي بين بوش وبعض نظرائه خلال الاعداد للاجتماع دون التوصل الى توافق حول الاعلان الختامي للقمة. وتقوم خلافات كبيرة في وجهات النظر بين الاميركيين وعدد كبير من دول اميركا اللاتينية حول مسائل مثل كوبا والتبادل الحر والسيادة الوطنية.
&وتوصل الرئيس التشيلي الاشتراكي ريكاردو لاغوس ونظيره البرازيلي النقابي السابق في قطاع التعدين لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في غضون فترة قصيرة الى الفوز بثقة واشنطن والهيئات الدولية من خلال اعتمادهما نهجا صارما في مجال الادارة الاقتصادية والمالية في بلديهما.
&وفي المقابل، لا تعرف واشنطن حتى الان في اي خانة تصنف الرئيس الارجنتيني نستور كيرشنر الذي سيلتقيه بوش غدا الثلاثاء. ويقدر بوش لدى نظيره البيروني ميزات الزعيم، غير ان الولايات المتحدة تعتبر انه لم يتخذ حتى الان الاجراءات الاقتصادية الصعبة التي يحتاج اليها هذا البلد.
&فالارجنتين لم تتوصل بعد على سبيل المثال الى اتفاق لاعادة جدولة ديونها المتوجبة للجهات الخاصة والتي تتجاوز قيمتها 80 مليار دولار، وهي متخلفة عن تسديد اقساطها منذ كانون الاول/ديسمبر 2001.&وسيتيح اللقاء بين بوش وكيرشنر تسوية سوء تفاهم نتج عن تصريحات ادلى بها مساعد وزير الخارجية الاميركي المكلف شؤون اميركا اللاتينية روجر نورييغا هذا الاسبوع وانتقد فيها تقاربا يجري بين بوينس ايرس وكوبا.
&واثارت هذه التصريحات استياء كيرشنر الذي وعد بالفوز "بالضربة القاضية" في لقائه مع بوش، معتبرا ان على الارجنتين ان تتوقف عن التصرف وكانها "تابعة" للولايات المتحدة.
&وليس من المقرر من جهة اخرى عقد لقاء ثنائي بين بوش والرئيس الفنزويلي الشعبوي اليساري هوغو شافيز، صاحب الخطاب المعادي بقوة للاميركيين، غير انهما سيجلسان الى الطاولة ذاتها خلال الاجتماعات العامة.&ووعد شافيز الاحد بانه سيفضح خلال قمة مونتيري "مكائد" يتهم الاميركيين بتدبيرها لمساعدة المعارضة على طرده من السلطة. واكد انه سيعارض بكل الوسائل المتاحة له مشروع اقامة منطقة تبادل حر بين الدول الاميركية، تدعو واشنطن الى قيامها في مطلع 2005.
&وسجل تصعيد في التوتر بين البلدين اخيرا بعد ان عبرت مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس الجمعة عن قلقها ازاء روابط الصداقة القائمة بين شافيز والرئيس الكوبي فيدل كاسترو.&ورد شافيز في اليوم التالي واصفا رايس بانها "امية" تجهل واقع اميركا اللاتينية.
&وستبحث الولايات المتحدة ايضا في مونتيري منطقة الاضطرابات في الانديز خلال لقاء مع الرئيس البوليفي الجديد كارلوس ميسا الذي حل محل غونسالو سانشيس دي لوسادا في منتصف تشرين الاول/اكتوبر اثر حركة تمرد شعبية استمرت شهرا وتعرضت لحملة قمع دامية. وسيناقش الرئيسان مطلب بوليفيا بمنفذ على البحر الذي كان من دوافع حركة التمرد هذه.&كذلك سيجري بوش لقاء ثنائيا مع الرئيس البرازيلي، في وقت يقوم خلاف بين البلدين حول الاجراءات التي قررت الولايات المتحدة فرضها على الاجانب الذين يحتاجون الى تأشيرة دخول الى اراضيها. وعمدت البرازيل الى تطبيق الاجراءات نفسها على الاميركيين الراغبين في الدخول الى اراضيها بموجب مبدأ المعاملة بالمثل، ما اثار استياء واشنطن.