ماثيو لي من واشنطن: اخفق خبراء من وزارة الخارجية الاميركية مساء الاثنين في التوصل الى حل للخلاف حول ما اذا كان الهجوم الاسرائيلي على سفينة التجسس الاميركية "ليبرتي" خلال حرب 1967 بين العرب واسرائيل متعمدا او غير متعمدا&وعبر ثلاثة من اربعة خبراء عن قبولهم بالتفسير الاسرائيلي بان الهجوم على السفينة كان حادثا وقع بسبب عدم التعرف على هوية السفينة.
&وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية ان واشنطن لم تغير رأيها الاولي الذي توصلت اليه قبل 35 عاما بان الهجوم كان نتيجة "اهمال كبير" من جانب الجيش الاسرائيلي ولم يكن نتيجة عمل عدواني متعمد ضد الولايات المتحدة.&&الا ان معظم الناجين من الحادث وعائلات الضحايا يعتقدون ان اسرائيل هاجمت السفينة عمدا ويتهمون وزارة الخارجية بالمساعدة على التغطية على دور اسرائيل في الهجوم.
&وكانت السفينة تعرضت لهجوم في الثامن من حزيران/يونيو 1967 في المياه الدولية قبالة شبه جزيرة سيناء من قبل طائرات وزوارق حربية اسرائيلية مما ادى الى&مقتل 34 من بحارتها وجرح 171 اخرين.&وتصر اسرائيل على ان قواتها اعتقدت ان السفينة الاميركية هي سفينة حرب مصرية الا ان العديد يطعنون في التأكيدات الاسرائيلية ويطالبون باجراء تحقيق جديد في غرق السفينة.
&وقال المسؤول نفسه في وزارة الخارجية ان لجنة الخبراء التي تعقد مؤتمرا يستمر يومين، لا تعتزم اعادة تقييم قبول الولايات المتحدة منذ مدة طويلة بالتفسير الاسرائيلي.
&وقال المسؤول للصحافيين ان اي من الوثائق الجديدة التي كشف عنها الاثنين كجزء من التاريخ الدبلوماسي الاميركي لحرب 1967 لم تغير من التقييم للتفسير الذي قدمته اسرائيل في ذلك الوقت.
&ويؤكد التقييم الاميركي للحادث ان "الهجوم الذي لم يكن له مبرر على سفينة ليبرتي يمثل اهمالا سافرا وجسيما تتحمل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عنه"، على حد قول هذا المسؤول.&&الا ان هذا المسؤول وغيره من الذين شاركوا في المؤتمر اقروا ان اللجنة لم تغلق باب الجدل حول هذه المسالة ولم تنه الخلاف حولها.
&وقال مارك سوسر المؤرخ في وزارة الخارجية امام المؤتمر "لا ادري ان كنا قد سوينا اي امر ولكنني اعتقد اننا ربما القينا بعض الضوء على مختلف جوانب هذه القضية".
&ومن ابرز المشككين في التفسير الاسرائيلي للحادث جيمس بامفور مؤلف العديد من الكتب حول الاستخبارات الاميركية.
&ويقول بامفور الذي جدد دعوته الى فتح تحقيق جديد في الحادث، ان الاسرائيليين تعمدوا اغراق "ليبرتي" لاخفاء مجزرة ارتكبت بحق اسرى حرب مصريين في سيناء، معتبرا ان ادارة ليندون جونسون التي كانت تحكم انذاك اخفت الحقائق للحيلولة دون الاضرار بالعلاقات مع اسرائيل.
&وطالب برامفور في كتاب الفه عام 2001 بنشر البيانات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها من طائرة تجسس اميركية كانت في المنطقة في ذلك الوقت.
&وقال ديفيد هاتش المدير الفني لمركز تاريخ علم التشفير ان بعض هذه المعلومات على الاقل والتي اصدرتها وكالة الامن القومي تشير الى ان الاسرائيليين لم يتعمدوا استهداف السفينة الاميركية.&واضاف امام اللجنة "ان تلك المعلومات لا ترقى الى مستوى الدليل لكنها توحي لي بقوة بان المهاجمين الاسرائيليين لم يكونوا يعلمون انهم يطلقون نيران قاتلة على سفينة اميركية".
&ووافق المسؤول الاميركي على هذا التحليل مع انه قال انه لا تزال هناك "بعض الوثائق التي لا يمكن الكشف عن سريتها" امام المؤتمر.&&واستمع المؤتمر كذلك الى المؤرخ الاسرائيلي مايكل اورين والقاضي الفدرالي جاي كريستول اللذين نشرا تحقيقات في الحادث تدعم التفسير الاسرائيلي.&واثار اعضاء اللجنة واستنتاجاتهم استياء بعض الحاضرين الذين يعتقدون ان الولايات المتحدة تسمح لاسرائيل التي دفعت تعويضات عن الخسائر في هذا الحادث قيمتها 12 مليون دولار، بالافلات من العقوبة.
&وقال جوزيف لينتيني احد الناجين من حادث السفينة بلهجة تنم عن الغضب "تم تاليف العديد من انصاف الحقائق والتصريحات الخاطئة هنا اليوم".&&وعندما حاول سوسر انهاء فترة الاسئلة والاجوبة قال لينتيني "دعونا نستمع الى ناج اخر (..) من حق ناج اخر الحديث" مضيفا "انكم تحاولون التغطية على القضية".&