أسامة مهدي من لندن: قررت السلطات النرويجية اليوم تمديد فترة اعتقال مؤسس منظمة انصار الاسلام المتهمة بالارهاب الملا كريكار شهرا ثانيا لكسب مزيد من الوقت في بحث ادلة ضده حصلت عليها مؤخرا.
وابلغت مصادر عراقية في اوسلو "ايلاف" ان اعتقال كريكار وهو من اصل كردي عراقي ويحمل الجنسية النرويجية سيستمر حتى الثاني من الشهر المقبل لاستكمال التحقيق معه في اتهامات بعلاقة انصار الاسلام المنظمة الاصولية المتشددة بتنظيم القاعدة الارهابي الذي تلاحق الولايات المتحدة نشاطاته في جميع انحاء العالم .
وكان مسؤولون اكراد اتهموا منظمتي انصار الاسلام والقاعدة بتدبير عمليتي تفجير مقري الحزبين الكرديين الحاكمين في كردستان العراق امس والذي راح ضحيته 250 قتيلا وجريحا ولكنه لم يعرف بعد ما اذا كان لتمديد الاعتقال علاقة بالحادث .
&
واشارت المصادر الى ان محكمة اوسلو وافقت على طلب الشرطة باحتجاز الملا كريكار حتى الثاني من الشهر المقبل لمنح الضباط مزيدا من الوقت لاستكمال تحرياتهم فيما يتعلق بالتهم الموجهة الى منظمة انصار الاسلام وفي مقدمتها "التآمر ومحاولة اغتيال منافسين سياسيين في العراق والتحريض على نشاطات إجرامية" لكن كريكار ينفي علاقته بأي أعمال ارهابية ويقول إنه ساعد في تأسيس جماعة أنصار الاسلام المتشددة إلا أنه تخلى عن زعامتها في ايار (مايو) عام 2002&
وأعتقل كريكار (47 عاما) واسمه الحقيقي نجم الدين فرج احمد في اوسلوعند اندلاع الحرب الاخيرة ضد نظام صدام حسين في اذار (مارس) الماضي الا ان السلطات النرويجية اطلقت سراحه لنقص الادلة ضده كما ذكر في حينه غير انها اعادت اعتقاله في الثاني من الشهر الماضي .
&ورحل كريكار الى النرويج عام 1991 وحصل على اللجوء السياسي فيها غير ان اتهامه بعلاقة مع منظمات ارهابية جعل السلطات فيها تدرس حاليا سحب الجنسية النرويجية منه وطرده من البلاد .
وكان لمنظمة انصار الاسلام قواعد عسكرية في كردستان العراق في المناطق الخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني لكن الطائرات الامريكية وجهت لها ضربات موجعة لدى اندلاع الحرب الاخيرة والحقت بها خسائر كبيرة في الارواح .
وطالما تتهم القوات الامريكية في العراق منظمة انصار الاسلام باستهداف جنودها وتدبير اعمال مسلحة وخاصة القيام باعمال انتحارية وتفجير سيارات مفخخة ضد اهداف امريكية وعراقية .
وكانت المباحث النرويجية اكدت في وقت سابق انها حصلت على ادلة ضد الزعيم الاصولي حصلت عليها من خلال تعاون مشترك مع وكالة المخابرات الامريكية (سي . أي . ايه)& وقالت ان هذه المعلومات& مدعمة بوثائق وتشير بكل وضوح إلى تورط الملا كريكار في عمليات هجومية داخل العراق.
وأوضحت أن الوثائق دلت على أن كريكار استخدم البريد الإلكتروني من موقعه في أوسلو وأصدر أمرا لأحد أتباعه في العراق بتنفيذ عملية قبالة فندق بغداد في الثاني عشر من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي& ما أدى إلى مقتل ستة حراس أمن عراقيين وجرح ما لا يقل عن 23 مدنيا عراقيا.&
وأثار تكرار عملية فتح ملف الملا كريكار اهتمام العديد من المراقبين في أوسلولا سيما وأنه لم تثبت بحقه حتى هذه اللحظة أي تهمة إذ برأته المحكمة العليا في النرويج من تهمة الإرهاب في نيسان (أبريل) الماضي ولم تجد المحكمة أي دليل قانوني للاستناد عليه لإدانة كريكار في أي من التهم المنسوبة إليه.
ويقول كريكار في تصريحات سابقة له إن صلته الوحيدة بتنظيم القاعدة هو لقائين عرضيين بأسامة بن لادن وأيمن الظواهري في باكستان في أواخر الثمانينات من القرن الماضي قبل تكوين شبكة القاعدة ونفى قيام جماعة الأنصار بإنتاج أي سلاح كيماوي أو بيولوجي كما تقول الولايات المتحدة.
واضاف إنه أمضي في التسعينات من القرن الماضي في منطقة كردستان الجبلية بين إيران& والعراق وتركيا وساهم في إنشاء مجموعة من معسكرات التدريب العسكري التابعة لحركة إسلامية كردية. وعند نشوب الصراعات بين الفصائل انحاز إلى الفصائل الشابة الأكثر التزاما لتشكيل جماعة الأنصار في كانون الاول( ديسمبر) عام 2001.
وبعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان هرب كثير من مقاتلي تنظيم القاعدة إلى إيران لكن الملا كريكار يقول إنه لا يعرف شيئا عن معدات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة التي وجدت في معسكرات جماعة الأنصار وأضاف أنه لا يوجد مقاتلون أجانب في صفوف جماعة الأنصار في فترة قيادته القصيرة للتنظيم.
واوضح إن مقاتلي جماعة الأنصار كانوا من الصبية الأكراد غير المتعلمين الذين لا يتحدثون العربية ومن الصعب عليهم شن هجمات في المناطق العراقية التي تحدث فيها معظم أعمال العنف في الوقت الحالي.
وكان العرب في جماعته لا يزيدون على 11عضوا كلهم عراقيون حسب قوله& ولا شك أن بعضهم يقوم بمقاومة القوات الأمريكية في مناطق السنة. وأضاف أنه يعتقد أن مجاهدين من الدول الإسلامية قد انضموا إلى جماعة الأنصار في الأسابيع الأخيرة قبل نشوب الحرب وأن من المحتمل أيضا أنهم يشاركون حاليا في مقاومة القوات الامريكية في العراق .
واعترف كريكار بأن الجماعة قد تكون غيرت استراتيجيتها بعد مغادرته للمنطقة ولكنه يشك في وجود مائة عنصر نشط من جماعة الأنصار في العراق في الوقت الحالي.
وقامت السلطات الإيرانية باعتقال كريكار في الجانب الإيراني من الحدود بين العراق وإيران بعد خمسة أشهر على تشكيل جماعة الأنصار وفي النهاية قامت بترحيله إلى هولندا حيث سجن هناك قبل إعادته إلى النرويج. وأدى وصوله إلى أوسلو مطلع عام 1991 إلى استنفار كثير من النرويجيين حيث قضى فترة وجيزة في المعتقل قبل يوم من القصف الأمريكي لبغداد الذي مهد للحرب الاخيرة ولكن السلطات النرويجية برأته من أية جرائم الامر الذي يثير حفيظة الولايات المتحدة .&