د. عمرو اسماعيل
&
&

أكتب هذه الرسالة من منطلق احترامي وتقديري للمرشد العام و قادة الأخوان والكثير منهم زملاء مهنة بل و زملاء دفعة، وهي رسالة عتاب و رجاء في نفس الوقت.
رسالة عتاب لأني ادعي أن الأخوان كانوا السبب الرئيسي في تأخير الديمقراطية في مصر، الديمقراطية التي لا تختلف كثيرا عن الشورى كما هي معرفة في مبادئهم :

الأمة مصدر السلطات
والعدل هو غاية الحكم فيها على مستواها وعلى مستوى العالم.
وتؤكد على الشورى في كافة أمورها، فلا مجال لدكتاتورية، ولا مجال لانفراد فرد بالسلطة، ولكن الاعتزاز بالحرية والدفاع عنها وتأكيدها حق لكل الناس.. منحه الله لها.
والشورى بهذا المعني لا تختلف كثيرا عن الديمقراطية بعد تحديد آليات تداول السلطة سلميا.
أما لماذا تأخر تطبيق الديمقراطية في مصر بسبب الأخوان؟ فالحقيقة أن السبب هو الخوف، خوف الحكومة منذ بداية ثورة يوليو من وصول الإخوان إلي الحكم في حالة قيام أي انتخابات حرة وخوف باقي الأحزاب والكوادر الليبرالية من أن الأخوان أن وصلوا إلي الحكم سينقلبون علي الديمقراطية و سيحولون مصر إلي دولة ثيوقراطية لا مجال فيها لأي اتجاهات سياسية أخري غير إسلامية يسارية كانت أم ليبرالية، والحقيقة أني والكثيرين غيري يشاطرونهم هذا الرأي ولعل هذا هو السبب الأساسي في عدم قيام قوي المجتمع المدني في الضغط الحقيقي و الفعال في سبيل الحصول علي الديمقراطية والرضاء بالوضع الحالي الي أن تستطيع الحكومة تقليم أظافر الأخوان أو القضاء عليهم تماما وهذا ما تفهمه الحكومة جيدا ولذا هي تضغط عليهم برفق وتستخدم الأخوان كبعبع لكل قوي الديمقراطية في المجتمع المدني وحتي لكل قوي المجتمع الدولي التي تضغط علينا من أجل الديمقراطية.
لعل السؤال المنطقي الآن ما ذنب الأخوان ان كان الآخرون يخافون من الأنتخابات النزيهة لعلمهم المسبق ان الأخوان سيكتسحونها، والأجابة علي هذا السؤال هى أننا لنا الحق ان نتشكك في نوايا الأخوان الحقيقية وهذا الشك نابع من مباديء و أهداف الأخوان المنشورة بموقعهم علي الأنترنت ووسائل تحقيق هذه الأهداف فهم أغفلوا تماما آليات تداول السلطة، ثم في أهدافهم تأكيد واضح وصريح علي فلسفة أحادية الاتجاه و التوجه تتعارض تماما مع التعددية التي هي صنوان للديمقراطية و لنراجع سويا ما هو منشور علي الأنترنت:
"نحن نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والشعب المسلم، والحكومة المسلمة، والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم شتات المسلمين وبلادهم المغصوبة، ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله تعالى حتى يسعد العالم بتعاليم الإسلام.
"أن يقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي، وتعلن مبادئه القديمة، وتبلغ دعوته الحكيمة إلى الناس، وما لم تقم هذه الدولة فإن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها.
"وأن العمل لإقامة الحكومة الإسلامية فريضة. وأن التجمع على أساس الإسلام فريضة. وأن كل تجمع لإقصاء الإسلام لا يجوز، ومن ثم فهو مرفوض في فهم وعرف الإنسان المسلم.
مما سبق يتضح أن أهداف الأخوان ليس فيها أي ذكر للآخر الذي يؤمن بطرق ووسائل مختلفة وأذا أضفنا ماهو منصوص عليه صراحة ان المسلمين جميعا آثمون عن تقصيرهم في أقامة الحكومة الأسلاميه وأن اقامة هذه الحكومة فريضة فكيف تتوقع منهم التزاما بالعملية الديمقراطية التي بالضرورة تستدعي و جود أحزاب علمانية و يسارية لا تؤمن من حيث المبدأ بالدولة الأسلامية ولا أدري ماهو المسوغ الشرعي لنواب الأخوان المسلمين من وجهة نظرهم لدخولهم انتخابات مجلس الشعب في ظل حكومة و دولة لا تؤمن بالحكومة الأسلامية التي يعتبرونها فرضا يؤثم المسلمين،،نحن عامة الشعب،، لتقصيرهم فى عدم اقامتها، اليس هذا نوعا من التقية التي نعير الشيعة بها، ما هو الفرق بين اهداف الأخوان المعلنة و أهداف بن لادن أو سيد قطب واذا اضفنا ماهو مكتوب بوضوح في مباديء الأخوان المنشورة أن الجهاد سبيل الأمة. دون تعريف الجهاد بالضبط فلا يستطيع المرء الا أن يتساءل عن التعارض التام بين الديمقراطية كما نعرفها وبين مباديء الأخوان ولا استطيع الا أن أعذر خوف الحكومة و المثقفين و انصار الديمقراطية و الليبرالية من الأهداف الحقيقية لهم وألا أن أقرر ان دخول الأخوان اللعبة الديمقراطية ما هو الا نوع من أنواع المكر السياسي للوصول الي الحكم ثم الانقضاض علي كل مظاهر الدولة المدنية و علي الأخص الديمقراطية نفسها.
أما الرجاء الذي اتوجه به الي المرشد العام للإخوان المسلمين وكل قادة الحركة ممن اصطلح علي تسميتهم بجيل الوسط أن يوضحوا لنا بدون ماهو رأيهم في التالي:
- موقفهم من التعددية السياسية والدينية في النظام الديمقراطي الذي نبحث عنه جميعا
- هل يسمحون بوجود أحزاب علمانية و يسارية أن هم وصلوا الي الحكم
- ما هي آليات اختيار الحاكم و تغيير هذا الحاكم سلميا و دوريا
- ما هو موقفهم من النظام الأقتصادي الحالي والذي يرتبط ارتباطا و ثيقا بالنظام المصرفي العالمي
- موقفهم الحقيقي من أخوتنا المصريين القبط وهل ما زالوا يعتبرونهم أهل ذمة (هناك عرض لكتاب أحكام الأسلام في أهل الذمة و المستأمنين علي موقعهم)
- موقفهم الواضح من المرأة و قوانين الأحوال الشخصية الحالية
- موقفهم الواضح من تطبيق الحدود و توقيت هذه التطبيق و اجتهادات فقهائهم في هذا الأمر
- موقفهم من الأعلام و الفن و السياحة وأنشطتها و مؤسساتها في مصر
- تعريف واضح و صريح للجهاد نستطيع أن نفهمه نحن عامة الشعب
نحن عامة الشعب المصري نريد ان نعرف برنامج عمل الأخوان السياسي بوضوح و دون لف ودوران وان اختارهم الشعب بعد ذلك فما علينا نحن انصار الليبرالية و الديمقراطية ألا أن نحترم ارادة الشعب، اما قبل ان يعلن الأخوان موقفهم بشفافية سياسية كاملة فأن من حقي أن أدعي انه لا فرق بينهم و بين ملالي ايران فى التقية و أنهم يبطنون غير ما يظهرون و لأني لا أومن بالتقية و أعتبرها نفاقا فسأبعث هذه الرسالة على موقع أخوان أون لاين لعلي أحظي برد.