دومينيك ليفانتي من بور-او-برانس: وافق مجلس الامن الدولي ليل على ارسال قوة امنية دولية فورا الى هايتي حيث وصل مشاة البحرية الاميركية (المارينز). وفي مواجهة عصيان مسلح، استقال الرئيس جان بيرتران اريستيد فجر الاحد وفر من بلاده الى جمهورية افريقيا الوسطى. وقال مسؤول اميركي انه سيقيم في بانغي "موقتا".
ووصل&اريستيد الى بانغي. وصرح مصدر قريب من ادارة مراسم الدولة في جمهورية افريقيا الوسطى ان اريستيد سيبقى بضعة ايام في افريقيا الوسطى قبل ان يتوجه الى جنوب افريقيا حيث سيقيم في منفاه. ووزير الاتصالات المتحدث باسم الحكومة بارفيه مباي الوزير المكلف الشؤون الخارجية غي موسكيت موجودان في مطار بانغي بانتظار اريستيد.
واوضح اريستيد (50 عاما) الذي كان اول رئيس منتخب في تاريخ الجمهورية الهايتية التي احتفلت اخيرا بمرور مئتي عام على استقلالها ان "استقالتي ستجنب البلاد حمام دم"، مؤكدا انه يريد "الحياة للجميع". وعلى الرغم من اشراف الولايات المتحدة على عملية رحيله، ترك اريستيد بور-او-برانس فريسة للفوضى واعمال العنف التي يرتكبها مؤيدوه. وتحدثت حصيلة موقتة للضحايا مساء الاحد عن مقتل 16 شخصا على الاقل ورجح عشرة آخرين.
انان: العالم الى جانب هايتي "وافضل ان يأتي متأخرا من ان لا يأتي ابدا"
وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بعد تصويت مجلس الامن الدولي بالاجماع على ارسال قوة لحفظ السلام الى هايتي "اعرف ان بعض الهايتيين سيقولون ان ذلك جاء متأخرا لكن التأخير افضل من عدم تحقيق اي شىء". وينص القرار على نشر "قوة موقتة" لمدة ثلاثة اشهر على الاكثر، حتى ارسال قوات لحفظ السلام. واعلن انان ان العالم يقف الى جانب هايتي معتبرا انه "من الافضل ان يأتي متأخرا من ان لا يأتي ابدا".
مجلس الامن الدولي صوت على ارسال قوة دولية الى هايتي
وقبل قرار الامم المتحدة، وصل جنود من مشاة البحرية الاميركية مساء الاحد الى هايتي، تلتهما طائرتان حطتا في بور-او-برانس حيث نقلتا جنودا وآليات. وقال قائد قوات المارينز في المطار اللفتنانت مايكل ادواردز "نحن هناك لحماية المصالح الاميركية". وكانت قوات كندية سيطرت قبل ذلك على مطار العاصمة.
من جهتها، قررت فرنسا ارسال حوالى مئتي عسكري الى هايتي من جزر الانتيل يليهم اليوم الاثنين حوالى مئة من الدرك. وكانت استقالة اريستيد اصبحت حتمية بعد ان تخلت واشنطن وفرنسا واوتاوا عن دعمه. وفر عدد من الوزراء الى الدومينيكان المجاورة. وبعد ساعات من رحيل اريتيد، تولى رئيس محكمة النقض بونيفاس الكسندر موقتا الرئاسة بينما غرقت بور-او-برانس في الفوضى.
وحول القصر الجمهوري، كان شبان مسلحون بمسدسات وبنادق والسواطير يهاجمون سيارات الصحافيين التي كانت الآليات الوحيدة في الشوارع بينما تسمع طلقات نارية في ارجاء العاصمة التي فر من سجنها عدد كبير من المعتقلين. وتقوم الميليشيا المسلحة الموالية لاريستيد وبعض السكان بعمليات نهب.
وبعد ظهر الاحد (بالتوقيت المحلي) تراجعت حدة العنف والفوضى وعا الهدوء الى العاصمة ليل الاحد الاثنين بعد فرض حظر للتجول من الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (23:00 تغ) الى الساعة السادسة (11:00 تغ) وان كانت طلقات نارية ما زالت تسمع في بور-او-برانس.
ومنذ اندلاع التمرد في بداية شباط/فبراير الماضي، قتل حوالى مئة شخص وجرح مئات آخرون.
من جهته، اعلن زعيم المتمردين المسلحين غي فيليب "نحن مستعدون لوقف القتال". لكنه اكد لشبكة "سي ان ان" انه يعتزم دخول العاصمة مساء الاحد او اليوم الاثنين. وقد شوهد حوالى 25 من رجاله في العاصمة يقومون بدوريات مع الشرطة. واعلن احد قادة المعارضة الهايتية ايفانز بول ان اجتماعا سيعقد مع المتمردين الذين يسيطرون على نصف البلاد صباح اليوم الاثنين.
من جهته، قال المسؤول في مجموعة ال184 التي تضم ممثلين عن المجتمع المدني وارباب العمل اندريه ابيد ان "المتمردين يجب ان يكونوا جزءا من الحل لانهم هايتيون".
بونيفاس الكسندر الذي تولى رئاسة هايتي بالنيابة
الرئيس الجديد بالنيابة لهايتي بونيفاس الكسندر&(68 عاما) محام محترف واستاذ في القانون معروف بكفاءته في القضاء وجديته.
ودرس الكسندر الذي ولد في 1936 لاسرة متواضعة في ضاحية غاتييه الزراعية شمال شرق بور-او-برانس، في العاصمة الهايتية حيث انهى دراسة الحقوق وعمل محاميا.
وعمل لمدة 25 عاما محاميا في احد اشهر مكاتب المحاماة الهايتية، وهو مكتب لوي لامار الذي يتولى الدفاع عن مصالح عدد من الشركات وخصوصا سفارة فرنسا في هايتي.&واصبح بعد ذلك قاضيا وشغل تدريجيا مناصب في محكمة النقض الى ان تولى رئاستها&في 2001 .
وبصفته رئيسا لهذه المحكمة، تولى بموجب الدستور رئاسة هايتي بالنيابة.&وهو متزوج واب لاربعة اولاد.