مهدي قاسم


&
&
لكوننا غير متعودين على حرية التعبير ، و الرأي ، في عالمنا العربي ، الذي يتحمل ، و يطيق ، كل شيء ، ما عدا ، حرية الرأي و التعبير ، فأنني ، عندما دخلت ، لأول مرة ، ، بالقدرة (السحرية) لفأرة جهازي ، إلى عالم (إيلاف) الجميل ، و الرحب ، و قرأت بضعة مقالات ، حتى شعرت بالذهول ، و الدهشة ، بل ، و عدم تصديق عيني ، لما أقرأ ، من مقالات ، يعبر ، و يكتب، كتابها عن رأيهم ، بكل حرية ، و مرونة ، و سهولة ، دون أدنى خوف ، من الرقابة ، و من المحاسبة البولسية ، التي التي تعودنا ، عليها ، في العالم العربي ، من خليجه ، إلى محيطه ، حيث الصحافة ، و الإعلام ، و دور النشر ، و توزيع الكتب ، تخضع لرقابة صارمة ، من قبل عسس الأنظمة العربية ، التي ترتعب ، أكثر ما ترتعب ، من حرية النشر ، و الرأي ، و العقيدة ، و تأسيس منظمات مدنية ، و اجتماعية ، لخوفها أي الأنظمة العربية من نشر غسيلها القذر ، علنا ، أمام الرأي العام العربي ، و من ثم ينكشف المستور ، ، و المشطور بسواد الليل المنثور ، الجاثم على قلب العربي المقهور ، الذي من الذل ، و الهوان ،و التخلف مدحور!!!..
و كنت أخشى ، ما أخشى ، على (إيلاف) ، النزيهة ، ، الرائعة ، ، في زمن الدجل ، و التضليل ، و التلقين الببغائي ، السياسي و الفكري& العربي المخيم ، السائد ، ، من خنجر التآمر ، و كمائن الغدر ، و خنق التكالب ، لقتلها ، في مهدها ، كنبتة أصيلة ، و نبيلة ، و قليلة ، في متاهات ، و صحارى الجدب القمعي العربي ، الجاثم على العقل العربي ، المنفي ، و الغافي ، في غيبوبات تاريخية ، ضالة ، منفية ، في أدغال الجهل ، و التخلف ، منكفئا نحو كهوف الماضي المظلمة!!!..
إلا أن رائد العصر التنويري لحرية التعبير ، و الرأي ، و العقيدة ، الأستاذ ، عثمان العمير ، تحمل ، كل (الغارات)& و الحملات الأنتقادية و ليس النقدية و لربما المضايقات و الضغوطات ، أيضا ، ليصًر على ، المواصلة ، الرعاية ، و العناية ، بهذه& النبتة النبيلة ، و الأصيلة ، لتترعرع ، و تنمو ، و تكبر ، و لتتفتح ، أكثر براعمها أزهارا ، و ورودا متنوعة ، و ملونة ، لتستحيل ، إلى حديقة ، جميلة ، يزورها ، الملايين من الزوار في كل يوم ، ليشم ، كل زائر ، الزهرة ، و الوردة ، التي تعجبه ، ، و تمنحه ، عطور ، الأفكار ، و الرأي ، و العقيدة ، و المواقف السياسية ، التي تنتمي إلى عالم قناعاته ، و معتقداته الخاصة به!!!..
إذ إن ( إيلاف ) قد تحولت إلى منبر حر ، و رحب ، و واسع جدا ، بحيث ،& يستطيع اليميني ، و المحافظ ، و المتزمت ، و اليساري ، و اللبرالي ،& و المتدين ، و& العلماني ، ، ، أي ، إن كل هؤلاء يستطيعون ، أن يعبروا& ، من خلالها ،عن أرائهم ، و مواقفهم السياسية ، و الفكرية ، دون أي عناء ، أو صعوبة ، بشرط ، أن يراعوا ، الذوق العام ، و يتجنبوا التجريح الشخصي ، أو المشاعر العامة!!..
و من هنا ، نستطيع القول ، و الزعم - أملين دون وقوع في المبالغة -& ، بأن صحيفة (إيلاف) ، قد أسست ، ورويدا ، رويدا ، و رسخت ، عصرا تنويريا ،& لتقاليد و قيم حرية التعبير ، و الرأي ، و العقيدة ، كظاهرة فريدة ، من نوعها ، في عالم الصحافة العربية ، المنحازة ، دوما ، لهذا النظام ، أو ذاك ، أو لهذه الجهة السياسية ، أو تلك ، و هي ظاهرة حضارية مشعة ، في ليل الكبت الفكري العربي ، و ستكون لها ، انعكاساتها ، و تأثيراتها العميقة ، و المشجعة ، على المحيط القاحل ، المجدب ، المقموع لرأي المواطن العربي ، و حريته في التعبير عن قناعاته الفكرية ، و الاجتماعية ، و السياسية ،& و ليس فقط ، بسبب انعدام& المنابر التعبيرية الحرة ، و إنما بسبب هيمنة ، و طغيان الرقابة الرسمية& ، للأنظمة العربية& ، على الصحافة ، و الإعلام!!.. و إذا أردت أن أكون منصفا ، في هذا الصدد ، فلابد من إشارة إلى منبر حر أخر ، وهو ، في نهاية الأمر ، شقيق أصيل ، و شهم ل(إيلاف) ، إلا ، وهو ، جريدة الشرق الأوسط ، التي لعبت هي الأخرى، أيضا ، دورا رائدا ، و ذات أهمية قصوى ، من ناحية ، وضع الطابوقة الأولى ، و لكن ، الراسخة ، لتأسيس مثل هذا المنبر الحر ، و أصيل ، في تعميق وعي العرب بأهمية ، و ضرورة ، التعبير الحر عن الرأي ، و ممارسة النقد الموضوعي للظواهر السلبية ، و المعوقة لتقدمنا الحضاري!!..
ولكن إذا عرفنا ، إن الأستاذ العمير ، كان ذات يوم رئيسا لتحرير جريدة الشرق الأوسط ، فسرعان ما ندرك ، بأن كلا الرافدين ، قد جاءا من منبع واحد!!!..
و يا حبذا ، لو تحولت ، (إيلاف) من صحيفة إلكترونية ، إلى صحيفة ، يومية ، مطبوعة ، و موزعة ، في الشارع العربي ، لكي ينتشر دوره التنويري ، و المضيء ، هذا ، بين قطاعات واسعة& ، من الشارع العربي ، عسى ، و لعله ، يستيقظ العقل العربي المخدر ، من غيبوبته التاريخية ، و يحاول اللحاق بركب الحضارة العالمية ، المتقدمة!!!..
و الذي يدعونا ، الآن ، إلى الاطمئنان ، هو ، إن (إيلاف) ، قد تجاوزت ، مرحلة حصارها ، و خنقها ، في مهدها ، و أضحت صلبة العود ، لتقف على قدميها ، راسخة الخطوات ، بثقة آنسة ، فاتنة ، و واثقة ، من جمالها ، و من حب الكثيرين لها ، وهي تزدهر يوما ، بعد يوم ، لتكسب ، قلوبا جديدة ، من معجبين ، و متحمسين ، و أنصار ، من نخبة المثقفين ، و الكتاب ، المتنورين& و القراء ، في آن واحد!!..
&و نحن بدورنا نتمنى لها عمرا مديدا ، في عيد ميلادها الجديد!!!