سالم اليامي

&
&
وأنا أكتب عن العيد الثالث لحبيبتنا إيلاف تخيلت أنه العيد الثلاثين...
لأن إيلاف لم تولد صغيرة كأمر طبيعي لكل مولود يلد صغيرا ثم يكبر ، وإنما ولدت كبيرة وناضجة منذ اليوم الأول لولادتها ولا تزال تكبر كل يوم ، ومن حسن حظ إيلاف أنها ولدت وتربت في حضن وتحت رعاية أب حنون للفكر الحر ويملك من خبرات التربية الفكرية ما يجعل إيلاف تتفاخر بدلع وكبرياء يثير حولها غيرة الآخرين الذين يرون العشاق يتهافتون عليها من كل حدب وصوب لكسب ودها ورضاها ومحبتها.
حينما كنت من قراء إيلاف في بداية إشراقها على عالمنا العربي المحروم من منبر إعلامي حر ، لم يمض وقت طويل قبل أن تمر& إيلاف بمرحلة توقف " انترنتي" بسبب ظروف لا أعرفها حينها شعرت بالكآبة واليأس والإحباط ، لكنني ظللت كل يوم أحاول المرور أمام موقعها الجميل الذي جذبني لأول وهلة.. كالحب من أول نظرة، وكنت أردد مع نفسي ذلك الشعر العربي القديم :
&امرّ على الديار ديار سلمى... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
& وما حب الديار شغفن قلبي.... ولكن حب من سكن الديارا&
وكانت الأنترنت بالنسبة إلي هي الديار.... وإيلاف هي من سكن الديارا. وقد حمدت الله أن عادت لنا إيلاف أكثر إشراقا وبهاء وحكمة.
ثم أصبحت فجأة من كتاب إيلاف... فانهالت علي الخواطر والأفكار ، والرسائل والردود ، حتى شعرت أنني أملك عالما مليء بالإثارة والعلاقات الإنسانية ، ولم أعد أشعر بالحواجز التي كانت تفصلني عن الناس بمختلف أجناسهم وألوانهم الفكرية والعرقية والقطرية ، بفضل هذا المولود الذي ولد عملاقا كي يوحد الناس تحت مظلة واحدة يكتبون تحت ظلالها كل أنواع الآراء والأفكار التي ترسخ مبدأ الاختلاف من أجل الوصول إلى الحقيقة، وليس مبدأ الخلاف الذي يغرس بذور الحقد والضغينة.
إيلاف : معجزة نادرة من معجزات العقل العربي في قرونه الأخيرة التي عقمت عن إنجاز المعجزات ، كونها الفضاء العربي الوحيد الذي حلقت في أجواءه كل العقول العربية التواقة لنسائم الحرية، لتبذر تلك العقول فكرها المتنوع& متجردة من كل قيود الإنتمآت الضيقة ، ليشعر العربي المبدع لأول مرة في تاريخ العرب أنه حر في سجنه ، ومغرد بدون حنجرته ، ومحلق& بالرغم من& أجنحته المتكسرة.
ليس هناك& أعظم من إنجاز تصنعه إرادة صلبه ولها مباديء سامية.
لأن المباديء السامية تصنع الإرادة القوية ، والإرادة القوية تحقق المعجزات ، وهكذا توحدت الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن كانت ولايات متعددة ومتحاربة لتصبح بفعل مباديء الرجال العظماء وإرادتهم الصلبة أعظم قوة في تاريخ البشرية.
وهكذا تعملقت "إيلاف" منذ ولا دتها وامتدت جذورها في أعماق قلوب قراءها وكتابها بفعل مباديء وإرادة الرجل الذي يملك مخزونا كبيرا من الكرامة والعزة ، وروحه دوما تسمو به لمعانقة الحرية.
تحية... وتهنئة لحبيبتي إيلاف في عيد ميلادها الثالث..
ولكل المناضلين خلف كواليسها
كي تظل منبرا يشع نورا..
وسماء تهطل حضارة...
وأرضا تنبت إنسانا عربيا يحترم الحوار..
&ويناضل من أجل أن يسود الحق والجمال وقيم الحرية والعدالة.
وكل عام وإيلاف وعشاقها ومحبيها بألف خير وصحة وعافية!
&