"ايلاف"&من القاهرة: علمت (إيلاف) من مصادر مطلعة في القاهرة أن مصر قررت إرجاء استضافة الفصائل الفلسطينية حتى بعد توصل قادتها إلى اتفاق في الداخل أولاً، حتى يلتقي كل الأطراف حول "صيغة ما" تمثل ركيزة اتفاق يتم توقيعه في مصر، وذلك بالنظر إلى عدة جولات سابقة من الحوار بين الفصائل الفلسطينية، لم تسفر أي منها عن نتائج تذكر رغم المحادثات المارثونية التي شهدتها والوساطة التي قادتها نخبة من مسؤولي المخابرات العامة المصرية.
يأتي هذا في الوقت الذي نفى فيه أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني اليوم الخميس، وجود أية تحفظات من أي طرف فلسطيني على التحرك المصري الحالي، الذي قال إنه يستهدف كسر الجمود الحالي في المسار الفلسطيني، فقد وصف أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس المصري الفصائل التي اتهمت المبادرة المصرية بأنها تستهدف الترويج لخطة شارون، بأنها خارجة عن الاجماع الفلسطيني، وشدد على ان "مصر لا تعمل مطلقا لصالح اسرائيل حسبما يزعم البعض"، في إشارة إلى تصريحات قادة تلك الفصائل، مؤكداً في هذا السياق إلى أن مصر لا تنوي مطلقا أن تصطدم مع أشقائها الفلسطينيين، وأنها لن تذهب إلى هناك لضبط الفلسطينيين أو لتفرض عليهم نظما معينة، وانما لكي تساعد على الحفاظ على الامن عن طريق التأهيل وإمداد قوات الامن المختلفة بما تحتاجه من تجهيزات وتدريبات.
ولفت الباز إلى أهمية الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة, روسيا,الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، الراعية لخارطة الطريق في القاهرة الاسبوع القادم، موضحا أن مصر سوف تلتقي بممثلي اللجنة الرباعية، ليس فقط بغية تأكيد التزام اللجنة بتفعيل خارطة الطريق ووضعها موضع التنفيذ، وانما أيضا لتعرض على ممثليها رؤيتها للموقف حول ما يجري على الساحة الفلسطينية وما يعتقد أنه مطلوب من الجانب الاسرائيلي وما نريده من هذه اللجنة للمساعدة خاصة بعد أن تصدت مصر لاعقد جوانب المشكلة "الجانب الامني" في وقت تحرجت وترددت فيه اللجنة عن القيام بأي دور في هذا المجال لانها تعتقد أنها ستدخل في حقل ألغام.
وقال الباز أن اجتماع اللجنة الرباعية في مصر يأتي في ظل ادراكها لحقيقة أن مصر هي من أكثر القوي الموجودة في الجوار الجغرافي المباشر التي تستطيع أن تؤثر على الوضع، وأنه ليس لديها أي أغراض ذاتية، مؤكداً أن مصر موجودة هناك لتحقيق هدفين لاثالث لهما أولهما مساعدة الاشقاء الفلسطينيين في الحفاظ على الاوضاع لديهم ومنع اسرائيل من اجتياح الاراضي ووقف الاغتيالات والانتهاكات ضد الفلسطينيين .. ثم التأكد من أن ماحدث في القطاع سوف يمتد إلى الضفة الغربية وأن الاطراف كلها ستتجه لتنفيذ خطة "خارطة الطريق" تنفيذا كاملا باشراف اللجنة الرباعية ومراقبتها باعتبار أن هذه الخارطة هي من اعداد اللجنة ذاتها.
أما أحمد قريع فقد أكد أنه "ليس هناك اي تحفظ فلسطيني على الدور المصري ونحن طلبنا من الاشقاء في مصر ان يساعدونا في اعادة بناء وهيكلة أجهزتنا ولكسر الجمود الحالي في عملية السلام، وهذا الدور مرحب به من جميع الفصائل الفلسطينية التي التقينا بها الاسبوع الماضي كما ان هناك ترحيبا عربيا ودوليا بهذا الدور المصري".
ومضى قريع قائلاً إننا "نتحاور مع حماس والجهاد.. واعلنا استئناف الحوار الوطني الفلسطيني بشكل يومي، وبدأنا في وضع القواعد وسيكون هناك لقاءات يومية وشهرية لنتفق على كل القضايا بما فيها قضايا المقاومة".
يذكر في هذا السياق أن مصر عرضت المساعدة في تأهيل الامن الفلسطيني لكن حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين اعربتا عن قلقهما ازاء الدور المصري في غزة وحذرتا مصر من ان ينظر الى هذا باعتبار انه يخدم مصالح اسرائيل.