علي محمد علي
&
&
من هم الجنجويد:
التقطت وسائل الإعلام المحلية والعالمية في الفترة الأخيرة أوقل في السنوات الأخيرة اللفظة السودانية الدارفورية ( جنجويد ) وهي مفردة مكـونة من ثلاثة كلمـات ( جن وجواد وجيم ثلاثة )، وتعني في العرف المحلي جان أو شيطان يمتطي جواداً ويحمل بيده بندقية جيم ثلاثة وتقال بالعامية السودانية ( جن شايل جيم وراكب جواد ) ويقصدون بهؤلاء الجوان بعض الشباب من القبائل العربية الذين ( خرتوا ) أيديهم من أسرهم وقبائلهم وخرجوا للسرقة وقطع الطريق متأثرين بثقافة الهمبتة وهي ثقافة عرفها العرب قبل الاسلام ( صعاليك العرب ) وكان بعضهم شعراء مثل تأبط شرا وغيرهم، وعرفها أهالي وسط السودان إبان الحكم ( التركي المصري ) في القرن التاسع عشر وسموهم (الهمباته)، وأيضاً ظهور مجموعة من بقايا جنود المهدية الفارين بسلاحهم عقب نهاية المهدية في منطقة شمال كـردفان وسموهم بـ( الشنكاته ). وكالحالة القديمة بدأ التلاقي بين هؤلاء الشباب المتمردون المغامرون وبدأوا يمارسون هواياتهم في الصعلكة والنهب والسرقة بعيداً عن سيطرة وأعين الحكومات المحلية والمركزية.
الاحتكاكات الرعوية:
وفي هذا الأثناء زادت الاحتكاكـات بين الرعاة ( قبائل عربية) والمزارعين ( فور) لعدة أسباب:
- الجفاف الذي ضرب مناطق كثيرة في هذه المنطقة مما جعل الرعاة يخرجون عن مساراتهم التقليدية في الرعي ويحتكون بالمزارعين الذين يقاتلون في الدفاع عن زرعهم.
- ضعف الآليات والأعراف التقليدية في التصالح بين الناس والتي كانت سائدة ومحترمة قبل ذلك وهذا راجع أيضاً لزيادة الوعي وضعف سيطرة ( النظار والشراتي والعمد) على مواطنيهم.
- هذه الاحتكاكات أدت في السنوات الأخيرة وبسبب العوامل التي ذكرناها إلى حرق بعض قرى المزارعين وسرقة وقتل بعض القوافل الرعوية.
دور قبيلة الزغاوة في الصراع:
قبيلة الزغاوة معروفة في دارفور بطموحاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا حق طبيعي ومشروع، ولكن أن تكون لدى قبيلة سودانية مجلس شورى وجيش ومكتب استخبارات ومكتب اعلامي وهيئة اقتصادية فهذا أمر مختلف وخطير، وعندما يصل هذا الطموح درجة الرغبة في تكوين دولة مستقلة ( تضم تشاد ودارفور ) فهذا هو الأمرغير المشروع لأنه يؤثر على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي لبلد مثل السودان والذي تكون سياسياً بشكله الحديث على التوافق والتعاون والانسجام بين المجموعات العرقية والقبلية الموجودة فيه والجامع المشترك لها هو الاسلام والإفريقانية، فلا تستطيع قبيلة سودانية تدعي أنها عربية صرفة أو زنجية صرفة، اللهم إلا الرشايدة في شرق السودان، لذلك دعاوى مثل الإفريقانية والتطهير العرقي لا تنتج وتثمر بين أهل السودان الذين تفرقهم أشياء كثيرة ولكن تجمعهم أشياء أكثر قوة ومتانة. لقد قام بعض الأفراد من هذه القبيلة بتدريب الفور ( المسالمين غالباً ) وتحريضهم على القبائل الرعوية، ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى النهب والسرقة وقطع الطرق على الآمنين وقتلهم ثم اختطاف بعض الشراتي ثم مهاجمة بعض القرى وارتكاب فظائع كثيرة بحقها. وبعد الخلاف بين جناحي الحركة الاسلامية في السودان، والتقط بعض السياسيين في الداخل والخارج هذه الممارسـات بغرض استعمالها ضد الحكومة وتم تحـريك أناس خرجـوا من اللعبة الســياسية السـودانية( كدريج ) مثلاً.
السياسيون:
لقد دخل السياسيون في الصراع وتم احتواء العناصر المسلحة ذات الخبرة الضعيفة في العمل السياسي وتم إمداد المسلحين بأجهزة اتصال حديثة ( الثريا ) وبعربات مقاتلة ( لاندكروزر ) وبأسلحة حديثة الأمر الذي أعطى المسلحين ثقة كبيرة بأنفسهم وجعلهم يهاجمون النقاط الحكومية ( شرطة في البداية ) ثم مهاجمة بعض الحاميات العسكرية قليلة العدد.
الدور التشادي:
ثم برز الدور الرسمي التشادي في هذا الصراع، وعمل التشاديون منذ الوهلة الأولى على احتواء الموقف لأنه يشكل انعكاسات خطيرة على أمنهم القومي بسبب التداخل الحدودي والقبلي وظل هذا الدور يضعف ويقوي لصالح هذا الطرف مرة وذاك الطرف مرة أخرى بفعل التوازنات الداخلية وارتباط بعض المجموعات التشادية بمصالح اقتصادية وقبلية وتأثرت بذلك أيضاً الاتفاقات التي أبرمت بين الحكومة السودانية والجماعات المسلحة.
فرنسا وألمانيا:
دخلت فرنسا في الصراع باعتبارها الدولة المستعمرة السابقة لتشاد وتنافس الولايات المتحدة التي أصبح نفوذها يزداد بسبب مساهماتها في جولات التفاوض في نيفاشا وربما بسبب جماعات الضغط الفرنسية التي أثرت عليها دعاية أبناء الزغاوة المتواجدين بالخارج، أما ألمانيا فمعروف أن دريج يقيم فيها ومتزوج من ألمانية وايضاً وجود الدكتور علي الحاج الذي تم منحه حق اللجوء السياسي مؤخراً ومحاولتهم عقد مؤتمر قبل فترة في ألمانيا، ورغبة الاخيرةا في لعب دور جديد في غرب إفريقيا.
عنان ودعاوى التطهير العرقي:
لقد تفاجأ الشعب السوداني قاطبة بحديث السيد كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة عن التطهير العرقي في السودان والذي شبهه بما يحدث في رواندا، نعم لقد تفاجأ السودانيون لهذا التصريح غير المبرر والمتعجل والذي ينم عن جهل عميق بالمكونات الثقافية والاجتماعية والقبلية للشعب السوداني، وقد تكون هناك ضغوطات على السيد عنان أجبرته على هذا الحديث وربما الدعاية المضللة لبعض أبناء دارفور بالخارج وربما بغرض التأثير على التفاوض في نيفاشا، والسيد عنان مدعو لزيارة السودان وزيارة الفاشر ونيالا والجنينة حتى يرى بعينيه ويسمع بأذنيه إن كان هناك تطهير عرقي أم لا. ولعل مؤتمر أنجمينا الأخير قد رد على السيد عنان ودعاويه التطهيرية، فكلمة تطهير كلمة بذيئة وقبيحة وفعل لا يشبه السودانيين ولا المجتمع السوداني ولا يشبه أخلاقيات الحكام السودانيين منذ الاستقلال وحتى الآن.
قبيلة الزغاوة معروفة في دارفور بطموحاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا حق طبيعي ومشروع، ولكن أن تكون لدى قبيلة سودانية مجلس شورى وجيش ومكتب استخبارات ومكتب اعلامي وهيئة اقتصادية فهذا أمر مختلف وخطير، وعندما يصل هذا الطموح درجة الرغبة في تكوين دولة مستقلة ( تضم تشاد ودارفور ) فهذا هو الأمرغير المشروع لأنه يؤثر على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي لبلد مثل السودان والذي تكون سياسياً بشكله الحديث على التوافق والتعاون والانسجام بين المجموعات العرقية والقبلية الموجودة فيه والجامع المشترك لها هو الاسلام والإفريقانية، فلا تستطيع قبيلة سودانية تدعي أنها عربية صرفة أو زنجية صرفة، اللهم إلا الرشايدة في شرق السودان، لذلك دعاوى مثل الإفريقانية والتطهير العرقي لا تنتج وتثمر بين أهل السودان الذين تفرقهم أشياء كثيرة ولكن تجمعهم أشياء أكثر قوة ومتانة. لقد قام بعض الأفراد من هذه القبيلة بتدريب الفور ( المسالمين غالباً ) وتحريضهم على القبائل الرعوية، ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى النهب والسرقة وقطع الطرق على الآمنين وقتلهم ثم اختطاف بعض الشراتي ثم مهاجمة بعض القرى وارتكاب فظائع كثيرة بحقها. وبعد الخلاف بين جناحي الحركة الاسلامية في السودان، والتقط بعض السياسيين في الداخل والخارج هذه الممارسـات بغرض استعمالها ضد الحكومة وتم تحـريك أناس خرجـوا من اللعبة الســياسية السـودانية( كدريج ) مثلاً.
السياسيون:
لقد دخل السياسيون في الصراع وتم احتواء العناصر المسلحة ذات الخبرة الضعيفة في العمل السياسي وتم إمداد المسلحين بأجهزة اتصال حديثة ( الثريا ) وبعربات مقاتلة ( لاندكروزر ) وبأسلحة حديثة الأمر الذي أعطى المسلحين ثقة كبيرة بأنفسهم وجعلهم يهاجمون النقاط الحكومية ( شرطة في البداية ) ثم مهاجمة بعض الحاميات العسكرية قليلة العدد.
الدور التشادي:
ثم برز الدور الرسمي التشادي في هذا الصراع، وعمل التشاديون منذ الوهلة الأولى على احتواء الموقف لأنه يشكل انعكاسات خطيرة على أمنهم القومي بسبب التداخل الحدودي والقبلي وظل هذا الدور يضعف ويقوي لصالح هذا الطرف مرة وذاك الطرف مرة أخرى بفعل التوازنات الداخلية وارتباط بعض المجموعات التشادية بمصالح اقتصادية وقبلية وتأثرت بذلك أيضاً الاتفاقات التي أبرمت بين الحكومة السودانية والجماعات المسلحة.
فرنسا وألمانيا:
دخلت فرنسا في الصراع باعتبارها الدولة المستعمرة السابقة لتشاد وتنافس الولايات المتحدة التي أصبح نفوذها يزداد بسبب مساهماتها في جولات التفاوض في نيفاشا وربما بسبب جماعات الضغط الفرنسية التي أثرت عليها دعاية أبناء الزغاوة المتواجدين بالخارج، أما ألمانيا فمعروف أن دريج يقيم فيها ومتزوج من ألمانية وايضاً وجود الدكتور علي الحاج الذي تم منحه حق اللجوء السياسي مؤخراً ومحاولتهم عقد مؤتمر قبل فترة في ألمانيا، ورغبة الاخيرةا في لعب دور جديد في غرب إفريقيا.
عنان ودعاوى التطهير العرقي:
لقد تفاجأ الشعب السوداني قاطبة بحديث السيد كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة عن التطهير العرقي في السودان والذي شبهه بما يحدث في رواندا، نعم لقد تفاجأ السودانيون لهذا التصريح غير المبرر والمتعجل والذي ينم عن جهل عميق بالمكونات الثقافية والاجتماعية والقبلية للشعب السوداني، وقد تكون هناك ضغوطات على السيد عنان أجبرته على هذا الحديث وربما الدعاية المضللة لبعض أبناء دارفور بالخارج وربما بغرض التأثير على التفاوض في نيفاشا، والسيد عنان مدعو لزيارة السودان وزيارة الفاشر ونيالا والجنينة حتى يرى بعينيه ويسمع بأذنيه إن كان هناك تطهير عرقي أم لا. ولعل مؤتمر أنجمينا الأخير قد رد على السيد عنان ودعاويه التطهيرية، فكلمة تطهير كلمة بذيئة وقبيحة وفعل لا يشبه السودانيين ولا المجتمع السوداني ولا يشبه أخلاقيات الحكام السودانيين منذ الاستقلال وحتى الآن.
التعليقات