&
بكين- حرص الرئيس الصيني جيانغ زيمين على تثبيت موقعه في التاريخ بوضعه نفسه اليوم الاحد في موازاة الزعيمين الصينيين السابقين ماو تسي تونغ ودينغ كسياوبنغ وبتعهده العمل على بناء حزب شيوعي صيني قوي وحديث قادر على قيادة الصين في القرن الجديد. وفي خطاب القاه لمناسبة الذكرى الثمانين لقيام الحزب الشيوعي الصيني، عرض جيانغ زيمين مشروعه حول "الدكتاتورية الديموقراطية" التي تتناسب اكثر، في رايه، مع الحاجات العصرية للشعب المعارض للاصلاحات الاقتصادية ذات النمط الراسمالي.
&وفي تمجيد بماو تسي تونغ لتوحيده الصين وتأسيسه الجمهورية الشعبية في العام 1949 واشادته بدينغ لتشجيعه على الانفتاح واجراء الاصلاحات الاقتصادية، اعلن انه يسير في الاتجاه نفسه مؤكدا بناء الصين "الحديثة والمزدهرة".
&وقد نقل التلفزيون الرسمي خطاب الرئيس الصيني مباشرة بينما نشرت الصحف الصادرة اليوم الاحد على صدر صفحاتها الاولى صورا لجيانغ زيمين وماو ودينغ. وقال الرئيس الصيني وسط تصفيق جمهور المندوبين المحتشدين في قاعة الشعب الكبرى في بكين "ليحي وطننا الام المجيد، وليحي الشعب الصيني العظيم وليحي الحزب الشيوعي الصيني".
&وفي خطابه الذي استمر حوالى 90 دقيقة، عدد جيانغ "المهام التاريخية الكبرى" التي تنتظر الحزب، وهي متابعة التنمية الاقتصادية والتحديث واعادة توحيد البلاد مع تايوان والحفاظ على السلم العالمي.
ولضمان عودة تايوان التي انفصلت عن الصين عام 1949، الى سيادة بكين، اكد&& جيانغ مجددا ان اللجوء الى القوة امر مشروع. وقال ان "اعادة التوحيد الكامل للوطن الام تشكل مهمة لكل اعضاء الحزب الشيوعي الصيني (...) واتجاها تاريخيا لا يمكن لاي قوة ان تجمده".
ووعد ايضا بمحاربة "عبادة المال" والاثراء الشخصي داخل الحزب، وهي مسالة حساسة في بلد يعتبر فيه الفساد آفة مزمنة.
وقال جيانغ ان "على كل اعضاء الحزب ان يكونوا نظيفي الكف ومنصفين وان يدعموا تحديات الاصلاح والسلطة والمال والمكاسب المادية"، واعدا برفع رواتب كادرات الحزب.
واكد ان الحزب الشيوعي الصيني، وبعد خمسة الاف عام من التاريخ، اتاح لشعبه ان يصبح اخيرا "سيد بلاده" وقاده الى تحقيق "انجازات تاريخية كبرى".
&اسس ماو وشيوعيون صينيون اخرون الحزب الشيوعي الصيني في شقة صغيرة في الاول من تموز (يوليو ) 1921 في شنغهاي قبل اقامة الجمهورية الشعبية في الصين في العام 1949. ويعد الحزب الشيوعي الصيني اليوم حوالي 64 مليون عضو.
وعلى الرغم من دعوته الى عدم نسيان الاخطاء التي ارتكبها الحزب في الماضي، لم يتلفظ جيانغ باي كلمة حول سنوات الكوارث ابان "القفزة الكبرى الى الامام" التي اودت بحياة ملايين الاشخاص بسبب المجاعة او الثورة الثقافية التي تسببت بالفوضى في كافة انحاء الصين.
وفي ما يبدو انه مؤشر على ان الحزب لا يعتزم اجراء اصلاح سياسي عميق قبل التغييرات المهمة التي يتوقع ان تطال راس الهرم فيه العام المقبل، شدد الرئيس الصيني على ان الحزب الشيوعي الصيني "تعلم الدروس" من "الامم الاخرى"، في اشارة الى انهيار الاتحاد السوفياتي وغيره من الدول الشيوعية السابقة في اوروبا الشرقية.

جيانغ زيمين يؤكد شن الحرب على تايوان اذا اعلنت استقلالها
بكين- اكد الرئيس الصيني جيانغ زيمين بأن يكون على رأس الجيش الصيني لمحاربة تايوان، اذا اعلنت استقلالها، على اعتبار ان الصين تعتبر هذه الجزيرة اقليما متمردا، حسبما ذكرت وسائل الاعلام الرسمية الصينية اليوم الاحد.
ونقل الموقع الالكتروني الرسمي "كيانلونغ" عن الرئيس الصيني قوله في مئة من كبار الضباط "اذا تجرأ (الرئيس التايواني) تشين شوي-بيان على اعلان استقلال تايوان، سأتولى قيادتكم لتحرير تايوان".
ويأتي الاعلان عن هذا الموقف بعد ساعات من كلمة القاها جيانغ زيمين اعتبر فيها ان اعادة توحيد تايوان مع بقية الاراضي الصينية تشكل واحدة من "المهام التاريخية"& التي على الحزب الشيوعي الصيني انجازها في القرن الجديد.
وتعتبر كلمة الرئيس الصيني امام الضباط، بين اكثر الرسائل وضوحا حول لجوء بكين الى القوة في حال استقلال تايوان، وقد قالها امام الضباط الذين شاركوا في الشهر الماضي في مناورات قبالة السواحل الصينية لاقليم فوجيان (جنوب شرق)، غير البعيد عن تايوان. وبدأت هذه المناورات في اوائل حزيران (يونيو) وتستمر لمدة شهرين.
(أ ف ب)