الدار البيضاء-إيلاف: تختار اللجنة الأولمبية الدولية اليوم الجمعة في موسكو خلال جلستها ال112 المدينة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية لعام 2008 من بين خمس مدن بقيت حتى التصفية النهائية وهي بكين وباريس و تورونتو و اسطنبول و أوساكا.
بكين تنتظر القرار بشغف كبير
ينتظر سكان العاصمة الصينية بفارغ الصبر قرار اللجنة الأولمبية الدولية وهم يأملون في أن يتوج القرار ظهور الصين على الساحة العالمية.
و يحاول الصينيون، التي هزمت عاصمتهم قبل 8 سنوات أمام سيدني بفارق صوتين فقط، إقناع أنفسهم بأن البلد الأكثر سكانا في العالم له الحق أخيرا في تنظيم الألعاب الأولمبية بعد 20 عاما من التحديث الاقتصادي والانفتاح على العالم.
و ارتدت المدينة التي تعد 12 مليون نسمة في الفترة الأخيرة حلة من الشعارات الداعمة لترشيحها، ويحتل الشعار التي صمم للألعاب وهو عبارة عن رياضة مع الحلقات الأولمبية الخمس، أمكنة بارزة على تقاطعات الشوارع الرئيسية.
و في شارع وانغ فو جينغ، الشريان التجاري الرئيسي للعاصمة، بدأت ساعة عملاقة وضعت خصيصا للمناسبة العد العكسي الذي ينتهي مع إعلان قرار اللجنة الأولمبية الدولية في الساعة 00ر22 بالتوقيت المحلي (00ر14 بتوقيت غرينيتش).
و يعتبر الصينيون أن رفضا جديدا لملفهم لا يفهم منه إلا العداء المفترض من قبل العالم لبلادهم.
و يرى منغ جيان غوي، أحد سكان بكين، أنه "إذا كان القرار عادلا ولم يكن هناك أي تمييز، فإن بكين ستفوز".
و دون انتظار نتيجة التصويت، بدأت السلطات برنامجا جذريا لتحديث العاصمة لمكافحة التلوث والازدحام في الشوارع وتجديد البنى التحتية بميزانية 20 مليار دولار خصوصا أنها لا تملك سوى خطين للمترو رغم عدد سكانها الهائل.
و لم تترك البلدية أي شيء للصدفة، حيث بدأ سائقو سيارات الأجرة باتباع دروس باللغة الإنكليزية، كما بدأت أعمال التجديد في المراحيض العامة في الشوارع.
و يعني الحصول على تنظيم الألعاب الأولمبية بالنسبة للنظام الشيوعي الصيني تجسيد تحول الرأي العام العالمي بعد مجزرة "تيانان مين" عام 1989، التي كلفتها عدم تنظيم ألعاب 2000 وانتقادات كثيرة لانتهاك الصين حقوق الإنسان.

باريس الأفضل فنيا
تمضي باريس بثقة كبيرة وعزيمة قوية لنيل شرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2008.
و قال رئيس لجنة ترشيح باريس 2008 كلود بيبيار "سنذهب إلى موسكو للتحدي وسنربح"، مضيفا "إن جودة ملفنا هي التي سترجح كفتنا، وليس الأسباب ذات الطابع السياسي والجغرافي التي تصب في مصلحة بكين".
و تلخص وزيرة الشباب والرياضة ماري جورج بوفيه الوضع بطريقتها "إننا في وضع تلميذ راجع دروسه جيدا وعمل بجدية حتى ينجح في الامتحان"، مضيفة "لقد قدمنا اختبارنا وننتظر النتيجة بقلق".
و تابع بيبيار "بعد حصولنا على أفضل علامة من الناحية الفنية خلال عملية اختيار خمس مدن من بين العشر التي تقدمت بترشيحها في الوهلة الأولى، ضاعفنا جهودنا من أجل تعزيز حظوظ ملفنا لنيل شرف الاستضافة"، وقال "ملفنا قوي ومبني على أسس في صالح الرياضيين والرياضيات".
و أضاف "من جهة أخرى، تعلم اللجنة الأولمبية الدولية أن فرنسا وباريس قدمتا البراهين على صعيدي التنظيم والأمن، وليس هناك ما يجعلنا نتخوف".
و سيكون نجم منتخب فرنسا لكرة القدم زين الدين زيدان أحد أعضاء الوفد الفرنسي المكون من 6 أشخاص لدعم ترشيح باريس والذي سيعقد اجتماعا أخيرا قبل جلسة التصويت من الأعضاء ال122 للجنة الأولمبية الدولية.