&
&بيروت - رفض لبنان قرار مجلس الامن الدولي المتعلق بخفض عدد قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب واحتمال تغيير مهامها لتتحول الى بعثة مراقبة واعتبر القرار مخالفا للقرار الدولي السابق 425، مشيرا الى ان اي قرار جديد بتغيير مهمة قوات الطوارىء يجب ان يحظى بموافقة لبنان لان هذه القوات منتشرة على ارضه ولا يمكن فرض اي صيغة على لبنان تتعارض مع سيادته.
&واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريح صحافي ان القرار جاء "مخالفا لمنطوق القرار 425 نصا وروحا ولو انه اتي بصيغة تاجيل تغيير طبيعة مهام القوة الدولية حتى تموز(يوليو) عام 2002".
&واكد بري الذي يتزعم حركة امل الشيعية الموالية لسوريا "ان ابقاء هذا السيف مسلطا على لبنان لن يغير في ثوابت الموقف اللبناني". واضاف "كيف يمكن الحديث عن احتمال تغيير طبيعة العمل واسرائيل لا تزال تحتل في الاراضي اللبنانية ولاسيما ان القرار يتحدث عن العودة لطرح الموضوع في تموز(يوليو) 2002 بعد التشاور مع الحكومة اللبنانية بدلا من ضرورة موافقة لبنان على اي شيىء".
&يشار الى ان الامم المتحدة تختلف مع لبنان بشان تطبيق اسرائيل القرار 425 (1978) ففيما تعتبر المنظمة الدولية ان اسرائيل قد طبقته بانسحابها من جنوب لبنان في ايار(مايو) عام 2000 يؤكد لبنان بان اسرائيل لم تطبق القرار لانها لا تزال تحتل مزارع شبعا في جنوب لبنان التي تطالب بيروت بسيادتها عليها.
&من ناحية اخرى اعتبر مصدر حكومي ان "المهم هو ان القرار لم يحدد موعدا لتغيير مهمة قوات الطوارىء الدولية وان هذا التغيير يرتبط بالوضع الميداني وبالتنسيق مع لبنان".
&واكد المصدر "ان لبنان سيواصل خلال الاشهر الستة القادمة (موعد التجديد المقبل) حملته الدبلوماسية مع دول القرار لاقناعها بعدم تغيير مهمة هذه القوات وتحويلها الى مهمة مراقبة".
&وكان رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود قد كشف الثلاثاء عن عدة محاولات دولية جرت مع لبنان، اخرها قبل ساعات من صدور القرار، من اجل قبوله بتحويل مهمة القوة الدولية ولكنه رفضها جميعها.
&وقال لحود خلال استقباله وفدا من قيادة الجيش اللبناني "طرح علينا تعديل يتناول امكان جعل هذه القوة قوة مراقبة، فرفضنا. ثم قالوا بامكان تحويلها الى قوة مراقبين في المستقبل فرفضنا ايضا. ثم عرضوا صباح الثلاثاء (امس) امكان التحويل بالتشاور مع لبنان فكان موقفنا بالرفض ايضا لاننا لا نريد ان نسجل اي تراجع في الموقف اللبناني الثابت".
&واكد لحود ان محاولة جعل القوة الدولية قوة مراقبة "مخالف للقرار 425". وقال "ان اي تغيير يجب ان يتم بالتوافق مع لبنان لان القوة الدولية منتشرة على ارض لبنانية ولا يمكن فرض اي صيغة عليه تتعارض وسيادته".
&واتهم الرئيس اللبناني الامم المتحدة بالانحياز متسائلا "اين التوازن في موقف الامم المتحدة (...) التي يفترض ان تكون على الحياد".
&وكان مجلس الامن الدولي قد صوت مساء الثلاثاء بالاجماع على التمديد ستة اشهر للقوات الدولية المنتشرة منذ 1978 في جنوب لبنان على الحدود مع اسرائيل.
&ونص القرار على خفض عديد هذه القوة من 5800 عنصر الى 4500 عنصر مطلع الشهر الجاري ثم الى 3600 عنصر في الخريف.
&وكلف قرار مجلس الامن الامين العام للامم المتحدة بأن يرفع اليه في اواخر كانون الثاني(يناير)، بعد اجراء "مشاورات" مع الحكومة اللبنانية، تقريرا مفصلا حول "اعادة التحديد المحتملة لمهمة القوة الدولية كبعثة مراقبة".
&جاء التصويت على هذا القرار بعد تاكيد الحكومة اللبنانية ان مشروع تغيير عدد ومهمة قوة الطوارىء وتحويلها الى قوة بسيطة من المراقبين "امر غير مقبول" وان "اي تعديل في مهمة القوة الدولية يجب ان يحظى بموافقة" الحكومة اللبنانية باعتبار ان القوة الدولية منتشرة على اراضيها. (ا ف ب)