&
حمل العماد ميشال عون من منفاه في باريس بشدة على السلطات الللبنانية في قضية التوقيفات التي حصلت مؤخرا بحق انصاره في بيروت. وقال ان اللبنانيين مطالبون اليوم بالدفاع عن الحريات. واتهم السلطات بتكبير حجم التوقيفات لتخلي القسم الاكبر من الموقوفين وتنتقم من بعضهمم الاخر فتعطي انطباعا زائفا بانها تطبق مبادىء العدالة فتبرىء ابرياء تغطية للانتقام من ابرياء.
وجه عون رسالتين الى الشعب اللبناني، جاء في الاولى:
&
"ايها اللبنانيون شعبا وقادة، لن نستغرب التهم المنسوبة الى اركان التيار الوطني وان كانت محض افتراء ما دامت قد بقيت في خانة السياسة، ولكن نذهل امام هروب السلطة الى الامام وتحويل التهم السياسية تهما قضائية، وجعل القضاء اداة للاضطهاد السياسي.
هكذا تنتقل السلطة من جريمة الاعتداء على الحريات الدستورية الى جريمة نهب الممتلكات، ثم تتوج جرائمها بجريمة الادعاء زورا امام القضاء تغطية لجرائمها الاولى.
هذا المسلسل لن ينتهي ان لم يتصد له اللبنانيون قادة وشعبا ويرغموا السلطات على التراجع، فيفرضوا بذلك على رجال النظام احترام الحقوق الدستورية للمواطن اللبناني، وان من يعتكف عن التعبير ويلتزم الصمت في مثل هذه الظروف يشارك بصمته في الجريمة.
لا اعرف كيف يحاكم بعض المسؤولين من التيار الوطني بتهم مختلقة، ضمن سيناريو يغطي جرائم الاعتداء التي تقوم بها السلطات من خلال اختيار اكباش محرقة، كما فعلوا بالطلاب الذين لم يقترفوا جريمة، فحكموا على ابرياء وبرأوا ابرياء، ليدّعوا في ما بعد انهم يطبقون القوانين ويحترمون مبادئ العدالة، وهكذا تصبح تبرئة البريء تغطية لادانة بريء آخر.
ان "التيار الوطني الحر" مسؤولين وناشطين ومحبذين، لم يكن يوما مصدر اعتداء مادي او معنوي على دولة او مؤسسة او فرد، ولكنه ملتزم قول الحقيقة، ومن طبيعة الحقيقة ان تكون جارحة احيانا.
ان "التيار الوطني الحر" لم يسيء يوما الى سوريا، الا بقدر ما يعتبر الدفاع عن حق لبنان في السيادة والاستقلال اساءة، وحق اللبنانيين في الحريات جريمة.
ان التيار لم يسيء الى العلاقات السورية اللبنانية، الا بقدر ما يعتبر البعض ان العلاقات المتوازنة والقرار الحر في لبنان اساءة.
اما بالنسبة الى الافراد، مهما علوا في مراكز المسؤولية، فلا يحق لهم ان يزوّروا الواقع والتاريخ، ومن حق كل مواطن ان يذكرهم بذلك، ونحيي كل من يجرؤ ويعلن الحقائق في حينها، فلا ينزوي ولا يتنحى هربا من المسؤولية.
ان سلطة الانتقام كبّرت حجم التوقيفات لتخلي القسم الكبير من الموقوفين، وتنتقم من بعضهم الآخر، فتعطي انطباعا زائفا بأنها تطبق مبادئ العدالة، فتبرئ ابرياء تغطية للانتقام من ابرياء.
ان المعركة معركة حريات، تُربح ببراءة الاحرار، وتخسر بالحكم عليهم.
اما الاساءة الى المصالحة التي تمت في الجبل، فلن تكون عبر ضرب التعايش لأن المتضررين عاجزون عن قهر ارادة الشعب في ذلك.
ولكن هؤلاء يحاولون في معركة فاصلة تحويل الجبل وكل لبنان مجتمعا غنميا لا يستطيع التعبير عن ذاته ثم متابعة السير به الى المسالخ.
ايها اللبنانيون، انكم من يفصل في هذه المعركة بين الحق والباطل، وعلى نتائجها تترتب كينونتكم او عدمها، واني لعلى ثقة بأنكم ستكونون".
وجاء في رسالة عون الثانية: "تتمادى السلطة في اعمال القمع والترهيب والتنكيل، وتهاجم بأقسى الاساليب الوحشية جمهور المعتصمين سلمياً امام قصر العدل.
هذه الاساليب المدانة حتى في اكثر البلاد تخلفاً، والتي لا تراعي حرمة لكرامة الانسان، تواجه بها السلطة التجمع الذي دعت اليه غالبية القوى السياسية اللبنانية، متخطية فوارقها المعتقدية والسياسية، ومتضامنة للدفاع عن الحريات العامة التي يصونها الدستور وترعاها القوانين اللبنانية.
ان الاعتداءات التي جرت في باحة قصر العدل على يد عناصر المخابرات المحمية بواسطة القوى الامنية المسلحة اوقعت الكثير من الجرحى، وكذلك تم توقيف العديد من الشباب الجامعيين ويبدو ان موجة الهستيريا الرسمية لا تزال مستمرة وقد تطاول اياً كان. ويبدو& ان السلطات المذعورة التي لا تعرف واجباتها، لأنها تستفز وتعتدي وتنسى انها المسؤولة الوحيدة عن حماية المواطنين سواء كانوا متظاهرين او غير متظاهرين، مستمرة في ذعرها المؤذي الذي يوقع الضحايا بالعشرات.
ان واجب التضامن يملي علينا في هذه الايام السوداء ان نكون رزمة واحدة لندافع عن حرياتنا وحقوقنا، ونطلب من شهود الحق اينما كانوا، في السياسة او الاجتماع او الدين، ان يؤدوا دورهم في هذا الواجب الوطني.
ولجبه هذا الامر الواقع المفروض علينا، ندعو الشعب اللبناني الى المشاركة في اضراب عام على كل الاراضي اللبنانية دفاعاً عن الحريات العامة، وعن المواطنين الذين يعانون التوقيف الاعتباطي والمعرضين لاتهامات باطلة تختلقها& السلطة، وذلك يوم السبت الواقع فيه 11 آب 2001 (غدا).
ان ما تقوم به السلطة اليوم يتخطى كل القوانين وكل حقوق المواطنين بغية فرض حال من الرعب تمنع الشعب من التعبير وابداء الرأي، وتحويله مجتمعاً غنمياً يساق سوقاً الى اسواق النخاسة.
ايها اللبنانيون،
انكم مستهدفون، فاما ان تكونوا وتوقفوا بتضامنكم هذه الحملة الشعواء قبل ان ما يأتي دوركم، واما لن تكونوا".
&