&
ايلاف- تمكن نابوليون بيزلي اشهر محكوم بالاعدام في الولايات المتحدة نظرا لما اثارت قضيته من جدل واسع ، من الافلات من&الموت المحتم في اللحظة الاخيرة
بيزلي
مساء الاربعاء الماضي، عندما قررت المحكمة قبول الاستئناف وارجاء النظر بالدعوى الى وقت لاحق.
وبالفعل فان بيزلي كان قاصرا عندما ادين بقتل رجل اعمال من تكساس.
المشهد كان مؤثرا قبل ساعات من الموعد المقرر لتنفيذ الاعدام. في الزنزانة حيث يتواجد "الاحياء-الاموات" لم يكن لدى المتهم الوقت حتى لكتابة وصيته. وكان لوالده الايرلندي حديث قصير مع المسؤولين عن عملية الدفن. امه رينا جهدت لجمع تكاليف الرحلة الى سجن "هانتسفيل" من اجل استعادة الجثة. ثم كانت المفاجأة من هيئة محكمة تكساس التي انقذت مؤقتا بيزلي من الموت في اللحظات الاخيرة.
والملفت ان بيزلي، الشاب الاسود الذي ارتكب جريمته عندما كان في السابعة عشرة من العمر بهدف سرقة سيارة من نوع مرسيدس، لم يتقدم بطلب استئناف الحكم سوى قبل اربع ساعات فقط من موعد تنفيذ الحكم مساء الاربعاء. واصاب حكم المحكمة بيزلي بالذهول بعد ان كان استعد لمواجهة ربه. وروى متحدث باسم السجن حالة بيزلي قبل تنفيذ حكم الاعدام فقال: وضع بيزلي قلمه جانبا واستلقى على السرير. وساله الكاهن كيف حاله فاجاب: بخير. اعطني قليلا من الوقت لاستوعب ما يجري. وقال المتحدث: بعد خمس دقائق كان المتهم في حالة غضب شديد.
لقد قررت محكمة اوستنن ارجاء تنفيذ الحكم بغالبية 6 اصوات مقابل3. ولم تقدم اي تبريرات لهذا القرار الذي لا يتضمن اي موعد جديد لتنفيذ الحكم وهو امر نادر الحدوث في تكساس حتى في الحالات الاكثر تعقيدا. واعتبرت هيئة المحكمة ان الوثائق العشر التي تقدم بها الدفاع قبل ساعات معدودة من الاعدام جديرة بالبحث رغم مرور سبع سنوات على بدء المحاكمة.
ويقول محامي بيزلي ان المعركة ستستمر. اما المدعي العام فيرى ان عقوبة الاعدام هي النتيجة الطبيعية للجريمة التي ارتكبها بيزلي وسنواصل الدفع باتجاه تنفيذ هذه العقوبة. ويستبعد حاكم تكساس ريك بيري الذي خلف الرئيس جورج بوش في هذا المنصب اي اسباب تخفيفية في القضية، ويقول: في تكساس القوانين لا تعتبر ابن الـ17 من عمره غير مسؤول عن اعماله.
وفي الحقيقة فان قرار محكمة اوستن بتاجيل تنفيذ الحكم لا يعود الى الانتقادات الدولية التي صدرن بشان القضية، انما لرأيين من قانونيين بارزين: الاول من القاضية سنتيا ستيفن كات التي تراست هيئة الدفاع عن بيزلي وقدمت مرافعات مجلية، والثاني من القاضية سندي ماري غارنر من هيوستن حيث تسكن عائلة بيزلي والتي اعتبرت ان المحاكمة لم تاخذ في الاعتبار سجل المتهم الذي كان نجما في لعبة كرة القدم في جامعته وبالتالي فهو مهيأ تماما لعملية اعادة تاهيل اجتماعي على عكس ما ركز عليه الادعاء.
ومهما يكن من امر فان قضية بيزلي اخذت منحى عنصريا بامتياز وهو ما ركزت عليه وسائل الاعلام الاميركية. فالمتهم اسود وهيئة المحكمة المؤلفة من 9 قضاة من البشرة البيضاء. ورغم ان محكمة تكساس لم تحكم مطلقا بعقوبة الاعدام على شخص ابيض قتل مواطنه الاسود، الا ان المشكلة في قضية بيزلي هو وجود قاضيين اثنين في هيئة المحكمة من كبار العنصريين. وقد علق احدهما مرة على المحاكمة ونشرت الصحف التعليق ومفاده: ان الاسود لا ينال سوى ما يستحقه... (عن "لوفيغارو" الفرنسية)&&&&&&