&
جنيف-دوربان- هوف باي سالزبورغ : يفتتح المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية في دوربان في اجواء متوترة في ظل تهديد اعلان الاضراب العام في جنوب افريقيا وتحت وطأة جدل حاد حول التعويضات للعبودية والنزاع في الشرق الاوسط.
ولا تزال الولايات المتحدة واسرائيل تهددان في مطلع الاسبوع بمقاطعة المؤتمر الذي سيستمر حتى السابع من ايلول/سبتمبر.
وافتتحت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة ماري روبنسون صباح امس اجتماع المنظمات غير الحكومية حول العنصرية الذي يمهد للمؤتمر العالمي المرتقب عقده في 31 اب/أغسطس الجاري في دوربان.
وقد شجعت روبنسون مندوبي المنظمات غير الحكومية المقدر عددهم بخمسة الاف والمجتمعين في استاد كينغسميد على "اتاحة المجال" لاولئك الذين قد لا يتمكنون من اسماع صوتهم اثناء اجتماع الامم المتحدة.
وقالت وسط التصفيق "نعم عليكم ان تتيحوا المجال امام الغجر والشعب الفلسطيني والشعوب من اصول افريقية والدالي". يشار الى ان الدالي هم طبقة هندية.
&و سمعت شعارات مؤيدة للفلسطينيين بشكل منتظم بين مندوبي المنظمات غير الحكومية.
&واعلنت الولايات المتحدة امس الاثنين ان وزير خارجيتها كولن باول لن يشارك في مؤتمر دوربان بسبب خشيتها من ان يتحول المؤتمر الى منبر معاد لاسرائيل. ولا يعرف حتى صباح اليوم الثلاثاء ما اذا كانت واشنطن ستتمثل في المؤتمر وما هي طبيعة هذا التمثيل في حال قررت المشاركة.
واكدت روبنسون ان "كل بلد يهتم بهذه المشاكل يجب ان يشارك في مؤتمر دوربان" من دون ان تذكر اي بلد بالاسم.
ومن هوف باي سالزبورغ بالنمسا، اعرب امين عام الامم المتحدة كوفي انان عن امله في ان تشارك الولايات المتحدة في المؤتمر حول على الرغم من غياب وزير خارجيتها.
وصرح انان اثناء مؤتمر صحافي مشترك مع مستشار النمسا ولفغانغ شوسل في هوف بي سالزبورغ وهي قرية شرق سالزبورغ "آمل ان تشارك الولايات المتحدة".
واضاف الامين العام الذي يغادر النمسا مساء اليوم الثلاثاء متجها الى جنوب افريقيا "سنناقش موضوعا يعني كافة المجتمعات والبلدان. فلا دولة تخلو من العنصرية وكره الاجانب".
غير انه رفض انتقاد قرار باول بعدم المشاركة في دوربان وقال "ان قرار المشاركة او عدمها ومستوى التمثيل هو حق مطلق لكل دولة".
و يلتقي انان بعد ظهر اليوم في سالزبورغ رؤوف دنكطاش رئيس جمهورية شمال قبرص التركية التي تعترف فيها تركيا وحدها على امل استئناف المفاوضات حول اعادة توحيد الجزيرة المقسومة منذ 1974.
وكانت روبنسون التي وصلت في عطلة نهاية الاسبوع الى دوربان، وجهت الاثنين نداء الى كل الدول للمشاركة في المنتدى "على اعلى المستويات الممكنة".
وقالت، لتبديد المخاوف الاميركية والاسرائيلية، "اريد التاكيد مجددا على امر وهو انه من الواضح جدا ان تعبير الصهيونية توازي العنصرية لم يعد قيد الاستخدام".
واكدت ان وفود الامم المتحدة اتفقت على عدم ادراج هذه المسالة على جدول اعمال المؤتمر.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت رسميا امس الاثنين ان وزير الخارجية كولن باول لن يشارك في المؤتمر العالمي حول العنصرية في دوربان بسبب الطابع المناهض لاسرائيل لبعض الوثائق والنقاشات التحضيرية.
غير ان واشنطن تركت الغموض يحيط بمسالة مشاركتها في المؤتمر وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر للصحافيين ان واشنطن لا تزال تفكر "في المستوى الدقيق لتمثيلنا، في حال تمثلنا".
ومن الجانب الاسرائيلي، يبدو ان التوجه الغالب هو نحو مقاطعة المؤتمر. وقال نائب وزير الخارجية مايكل ملكيور خلال مؤتمر صحافي "في الوقت الراهن لا يمكننا الذهاب الى دوربان. انه التوجه الذي ارتسم بعد مشاورات مكثفة مع عدة دول".
وفي المقابل، اعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات انه قد يشارك في المؤتمر نظرا للاهمية التي يمثلها للعالم العربي في حين يتزايد سقوط ضحايا الانتفاضة في الشرق الاوسط كل يوم.
واعلن حوالى عشرين رئيس دولة مشاركتهم في المؤتمر بينهم الررؤساء الكوبي فيديل كاسترو والسنغالي عبد الله واد والجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
ولمحاولة القضاء على العنصرية، سيبحث المؤتمر العالمي الثالث حول هذا الموضوع خلال اعماله في الاسباب وتدابير الوقاية والحماية وسبل العلاج والفرص القضائية المتاحة امام ضحايا العنصرية.
وسيتناول المؤتمر موضوعات اخرى منها المهاجرون والشعوب الاصلية ومنهم الغجر والتمييز المرتبط بالجنس والعولمة.
وسيعلن بيان نهائي وبرنامج عمل في ختام المؤتمر الذي يفترض ان يضم حوالى 15 الف مندوب.
وترغب روبنسون في ان يشكل المؤتمر منتدى "للنشاطات وليس فقط للخطابات".
وبعد اسابيع من الجدل الحاد خلال المفاوضات التحضيرية، بسبب عمق تباين وجهات النظر حول قضية الشرق الاوسط والعبودية والاستيطان، ادلت روبنسون بتصريحان مطمئنة مشيرة الى "مرونة" الوفود في البحث عن خطاب توافقي.
وتشدد البلدان العربية والاسلامية على ان تدرج المسالة الفلسطينية في جدول الاعمال. وقالت ان "دوربان لا تستطيع ان تحل قضية الشرق الاوسط غير انها لا تستطيع ايضا ان تتجاهلها" في مقابلة ادلت بها لصحيفة "لو تان" السويسرية وتحدثت فيها ايضا عن "معاناة الشعب الفلسطيني ووقوع الاسرائيليين ايضا ضحايا العنف وانعدام الامن".
وفي ما يتعلق بالعبودية والاستعمار، افادت مصادر رسمية اميركية ان دوربان تتوجه نحو تبني اعلان جماعي للبلدان الغربية للاعراب عن اسفها وتاييدها منح مساعدات للتنمية للقارة الافريقية.
واعتبر العديد من المسؤولين الافارقة وبينهم وزير العدل في زيمبابوي
باتريك شينامازا "بوصفنا سود، يحق لنا، كما اليهود، الحصول على اعتذار لانتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت في حق جنسنا".
وتخشى القوى الغربية من ان تقود اعتذارات علنية ضحايا التمييز الى المطالبة بتعويضات مالية امام المحاكم.
وفي حين يرجح ان يحظى المؤتمر بتغطية اعلامية واسعة، لم تتوصل الحكومة الجنوب افريقية خلال عطلة نهاية الاسبوع الى اقناع الاتحاد النقابي النافذ "كوزاتو" بارجاء الاضراب العام المرتقب في 29 و30 اب/اغسطس احتجاجا على خصخصة قطاعات عامة. (أ ف ب)