هناك لغة، على السّاحة الثّقاقيّة العراقيّة، لا تتعامل إلاّ بمُصطلحات بلاغيّة سطحيّة، تتفـنّن في الخطاب دون المضمون، و كأنّ هؤلاء ‘‘ و هُم أشباه الصّحفييّن،، لا يعيشون إلاّ في العهد (( الصّدّامي )) المقبور، و أمثال هؤلاء يحتلّون مراكز مُهمّة في ‘‘ صُحُف،، مُهمّة، بالتّالي فهُم لا يزالون، كما كانوا في العهد البائد، يشوّشون العقل الجمعي ‘‘ العراقي،، بمقالاتهم السّخيفة و التّافهة و الّتي لا تعرف إلاّ التّرويج للكراهيّة و البغضاء، و هذا ليس بمُستغرب من طبقة (( مُثقّفة )) هي مُجرّد خليط مشوّه من الفلسفة المـاركسيّة و عُقد الطّبقة العاملة و الثّقافة ‘‘ القوميّة،، الّتي هي أكثر الثّقافات قروسطيّة و تخلُّفا، إضافة إلى ثقافة دينيّة في قمّة الإنحطاط و لا تعرف سوى ‘‘ التّبرير،، للطُغاة و الحيل ‘‘ اللاّ،، شرعيّة، إنّ الأهمّ من مسألة (( إجتثاث البعث )) هو اجتثاث مفاهيمه الّتي تُقدّم النّتيجة المنطقيّة الخاطئة على المُقدّمة الخاطئة، فالإفتراض القائل أنّ هُناك شيئا إسمه ‘‘ صراع،، بين مُسمّيات ‘‘ الشّرق،، و ‘‘ الغرب،، و ‘‘ العالم النـّامي،، و ‘‘ الإستعمار،، هذه المُصطلحات و غيرُها ليست إلاّ بقايا الجُّثّة البعثيّة الّتي ينخُر فيها الدُّود، خرج أحد هؤلاء الكُتّاب ‘‘ إن جاز أن نُسمّيهم،،!! بمقالة ـ كتبها في إحدى الصُّحُف اليوميّة العراقيّة ـ و كانت مقالتهُ تدور في هذا الفلك، و الّذي أثار اشمئزازي في مقالته تلك، أنّ الكاتب كان ساخطا من (( الشُّرطة العراقيّة )) الّتي منعتهُ من مُشاهدة احتراق جُثّة جنديّ من قوات التّحالُف ‘‘ سمّاها هذا المُسخ بقوات الإحتلال،، كان هذا الجُندي المسكين قد تعرّض لهجمة من (( المُقاومة المزعومة ))، الحقيقة أن قراءتي لهكذا مقالات في الصّحافة العراقيّة الجّديدة و الّتي يُنتظر أن تكون جديدة و عصريّة، تُشعرُني بالأسى و الإشفاق على هذا الشّعب العراقي المسكين، إذ لم يكفي أن يكون هؤلاء قد تسلّطوا على الإعلام العراقي طوال (( 60 )) عاما أو أكثر! و إذا بالصّحُف و الإعلام العراقي يقدم لهم إمكاناته مرّة أُخرى و على طبق من ذهب، بدلا من فتح المجال أمام أؤلئك الكُتّاب الّذين لم يرضخوا للترهيب و التّرغيب البعثي الغاشم، و هُم كُثر و الحمد لله، لا بُدّ من إعادة صياغة العقل العراقي على نسق (( إنسـاني )) جديد يكون للمنطق الواقعي و الدّليل العلمي و التّحليل المُنصف الدّور الأكبر و لينطلق العقل ‘‘ العراقي،، في ميادين الإبداع الفكري و الثّقافي و الفـنـّي، فبدون تغيير العقليّة الثّقافيّة و مركّباته، ستبقى الحُريّة و الدّيمُقراطيّة في خطر من هؤلاء البرابرة (( الفكرييّن )) الّذين يبدوا لي إرهابهُم الفكري أخطر بكثير من ذلك (( الإرهاب المُسلّح و المُفخّخ )) فقبل الفعل تكون الفكرة الّتي تخلُق الفعل و تُخرجُهُ إلى الحيّز الواقعي، و أُحذّر القائمين على الثّقافة في ‘‘ إقليم كُردستان،، من إنّ مُسخا من هذا النوع بدأ يترعرع هُناك، بينما شقيقُهُ ‘‘ المُسخ،، في طريقه إلى الإحتضار في الوسط و الجّنوب.

E-Mail : [email protected]