الموضوع التالي هو ملخص لمقالات كتبتها من قبل فقد هاجمني الكثيرون علي مقالاتي عن الأسلام السياسي والعلمانية و الديمقراطية و يمتليء صندوقي البريدي برسائل الهجوم الشخصي وليس مناقشة الأفكار، وقبل أن تختلط الأمور قأنا احب أن أوضح نقطة مهمة وهي أنني لا أكتب عن الأسلام ولكني أكتب عن محاولة تسييس الأسلام والتي نعاني منها الأمرين الآن وأومن أنه لايوجد شخص فوق النقد في تاريخنا لأنه ببساطة لا قدسية لبشر ألا الأنبياء و رسولنا الكريم صلي الله عليه و سلم هو من قال أنا رسول الله اليكم في أمور دينكم أما في أمور دنياكم فأنا و أنتم سواء.. والمشكلة أنني اتهمت من قبل أنصار الأسلام السياسي انني لم أقرأ التاريخ مع أن العكس هو الصحيح ولذا أرجو أن يجيب السادة الذين هاجموني من أنصار العودة الي قرون الظلام في العصور الوسطي من السلفيين الذين يعيشون خارج الزمن وبعيدا عن الواقع علي الأسئلة التالية :
ألم تقم ثورة علي سيدنا عثمان رضي الله عنه في المدينه وقتل نتيجة هذه الثورة؟ ثم دخل قميص عثمان التاريخ بعد ذلك.. وألم تكن لهذه الثورة مبرراتها لسوء سياسة عثمان الأجتماعية و الأقتصادية و تسلط بنو أمية عليه و علي باقي المسلمين في عصره و ألم يشارك الكثير من الصحابة في هذه الثورة و علي رأسهم محمد بن أبي بكر ؟!
ألم يتقاتل الصحابة صراعا علي السلطة في الفتنه الكبري وما الفرق بين هذه الحروب و الحروب الأهلية الآن؟
ألم تتحول الخلافة علي يد معاوية الى ملكية؟ وألم يستحل يزيد بن معاوية المدينة (مدينة الرسول) ثلاثة أيام أشاع فيها جنوده الفساد ولا داعي أن أكمل القصة؟
كم كان عدد الجواري في قصور الخلفاء العباسيين؟ وكيف كان حال العامة من البشر؟ أيريدون العودة بنا الي عصر الجواري بدلا عن عصرالمجاري
هل من الأسلام في شيء أن تكون الخلافة في قريش رغم أن رسولنا الكريم قد قال في خطبة الوداع لا فضل لعربي علي عجمي ألا بالتقوي؟ وحتي الآن نجد من يدعي أنه يستمد شرعيته في الحكم لأنه من قريش أو أنه من أحفاد الرسول صلي الله عليه و سلم.
ورغم ذلك تم أسقاط هذا الشرط الذي استمر لقرون تحت سطوة القوة المسلحة للخلافة العثمانية؟
ألم يتم نهب الدول العربية و أولها مصر في عهد الخلافة العثمانية و تم نقل كل العمال المهرة الي الأستانة؟ وهل كانت الشعوب تعيش في نعيم أيام الخلافة العثمانية؟
ألم يذق الشعب المصري كل أنواع الظلم تحت حكم قراقوش الوزير الأول لصلاح الدين حتي دخل اسمه الفلكلور المصري كرمز للظلم؟
وأخيرا ألم تكن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في فريق و علي بن أبي طالب رضي الله عنه في فريق و كلا الفريقين يتقاتلان؟ من منهما كان علي حق ومن كان علي خطأ أم أنني أكذب في ذلك أيضا
لست أنا من لم أقرأ التاريخ وليس معني أنني لا أوافق علي تسييس الدين أنني ضد الأسلام معاذ الله فالأسلام بخير و سيظل بخير الي أبد الآبدين بأذن الله لأن الله له لحافظ...المشكلة في الحقيقة هي في من يدعي أنه يمتلك الحق في أن يتكلم بأسم الأسلام و يقتل الأبرياء بأسم الأسلام أم أن ما حدث في بغداد اليوم من وحي خيالي.. أم أن هناك من سيدعي أنه لا توجد مشكلة بين الشيعة و السنة وأنه لا توجد فتاوي تتهم الشيعة بالكفر و تحل دمهم و بالتالي حدوث الجرائم الشنيعة التي حدثت و تحدث في العراق و غيرها.. أننا أن لم نسمي الأشياء بأسمائها و نفهم و نقتنع ان العالم أجمع قد و افق الأسلام الحقيقي و ليس المسيس في أنه من حق أي شخص أن يعبد الله بالطريقة التي يريدها طالما لا يجبر الآخرين علي طريقته.. من حقه أن يكون شيعيا أو سنيا أ و مسيحيا أو حتي بلا دين..
و ما الحوار بين الأديان و التقريب بين المذاهب ألا حوار الطرشان و لا توجد طريقة أخري الا الطريقة التي وصل لها الغرب وهي أن يتقبل كل منا الآخر،ان نتعايش جميعا تحت ظل قانون واحد دون أن يكفر أحدنا ألاخر.
وليس معني أننى أنادي بالديمقراطية و حقوق الأنسان و فصل الدين عن الدولة أنني أوافق علي اغتصاب فلسطين أو احتلال العراق بل يجب أن نقاوم كل مشروعات السيطرة علي مقدراتنا و لكن ليس بطريقة بن لادن أو الأسوأ طريقة الزرقاوي.. تلك الطرق التي لن توصلنا ألا ألي الخراب.. أنما بالعمل و الديمقراطية و العلم والفهم الحقيقي للدين عامة و الأسلام خاصة و ميادئه السامية. وقراءة التاريخ الحقيقي حتي لا نعيد تكرار الأخطاء
أنا لا ادعي أنني أمتلك الحقيقة لأني لا أدعي أنني أتكلم باسم الدين.. ولكن كل ما أتمناه أن أعيش حرا في وطني، آمنا علي عرضي وحياة أولادي مشاركا في اختيار من يحكمني وقادرا مع غيري من أبناء شعبي أن أغير هذا الحاكم سلميا و دوريا دون أن نضطر ألي قتله أو سحله.. وأن أكون قادرا علي أقامة شعائر ديني بحرية كما يقيم الآخرون شعائرهم بحرية دون أن نتقاتل من منا علي حق.. هل في حلمي هذا أي شيء ضد الأسلام.. أنا أعتقد العكس وأنا فخور باسلامي وهذا لن يستطيع أحد أن يأخذه مني.. مهما هوجمت ولكني أعتذر أذا كنت قد أخطأت في شيء لأنني لست سوي بشر و لا أدعي أنني أمتلك الحقيقة.
وأريد أن أسال من هاجمني واتهمني أنني لم أقرأ التاريخ متي استطعنا طوال تاريخنا الطويل أن نغير حاكما مهما كان ظالما أو علي الأقل فاشلا دون أن نضطر لقتله أن لم تكن السماء سباقه بهذه المهمة، أن استطاعوا أن يدلوني علي ثلاثة فقط.. فسأعترف بخطئي.
أن تاريخنا مليء بالظلم والقتل و الحروب وافتقاد العدل ونجد من يدعي أننا يجب أن نعود لعمل السلف الصالح.. أي سلف صالح هذا.. لقد تقاتلوا و أراقوا دماء الكثير من الأبرياء الذين لا ناقة لهم و لا جمل.. ولو تم محاسبة الكثير منهم بقيم عصرنا لوجب اعتبارهم مجرمي حرب.. لقد تم اسكات أول صوت اشتراكي في التاريخ الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري عندما نادي بالعدالة الأجتماعية و تم نفيه ليموت في صحراء جرداء. أن هؤلاء السلف الصالح لم يكونوا مختلفين عن أعدائهم في ذلك العصر في أي شيء فالسيف هو الحكم و الأقوي يحصل علي كل شيء علي السبايا و الجزية و الخراج وكله باسم الدين.. مالفرق بين العرب و المسلمين عندما فتحوا الأندلس و أقاموا امبراطوريتهم علي حساب الشعوب المهزومة باسم الدين و بين الصليبيين في هجمتهم علي الشرق باسم الدين.. في الحقيقة.. لا فرق أطلاقا.. في العصور الوسطي لم يكن هناك فرق بين الأمبراطورية الرومانية والفارسية والخلافة الأسلامية.. الجميع يتحاربون و يغزون بعضهم البعض وينكل المنتصر بالمهزوم و يسبي نساؤه و يغتصبهم ويفرض عليه الجزية. همجيه و بربريه.
لقد تخلص الغرب من هذه الهمجية و تخلص من سيطرة الكنيسة و رجال الدين و الحق الألهي للملوك في الحكم.. فتقدم و ازدهر.. بينما نحن مازلنا نصر أن نعيش في العصور الوسطي.. ومازال رجال الدين يتحكمون بمصيرنا ويقودونا الي الموت و الدمار مثل قطيع الغنم.. لا فرق في ذلك بين أسامة بن لادن و مقتدي الصدر أو المصيبة الأكبر المسمي الزرقاوي.
والعراق بعد أن تخلص من ديكتاتور واحد.. أراه يفرز الآن العشرات منهم باسم الدين.. علي الجانب السني و الجانب الشيعي.. أن الأمل الوحيد للعراق هو العلمانية والمواطنة.. أن يكون الدين لله و الوطن للجميع.. أن خلط الدين بالسياسة هو أسرع الطرق الي الدمار و الخراب.. وأن لم يعود العرب عامة و العراقيون خاصة الي رشدهم ويحجموا دور رجال الدين بجميع مذاهبهم و يمنعونهم من التدخل في السياسة.. فالعواقب ستكون وخيمة والدم سيكون للركب.. فلا يوجد أكثر قسوة ممن يقتل باسم الدين و هو يتخيل أنه بعمله هذا سيدخل الجنة.
نحن يا سادة في القرن الواحد و العشرين والصراع الأن هو صراع مصالح وتقدم وتنافس تجاري وصناعي و حضاري.. الدين ليس له أي علاقة بالأمر..

أن الجماهير فى مصر خاصة والعالم العربى عامة،، الا قلة تعيش خارج الزمن،، تطالب بالديمقراطية كحل و حيد للخروج مما هى فيه من ظلم و قهر و سوء توزيع للثروة الى آخر القائمة السوداء التى نعرفها و نعيشها جمبعا، فهى فى واقع الحال تطالب بالعلمانية و ان لم تدرى ذلك. فالعلمانية بمعناها الحقيقى و هى فصل الدين عن الدولة وليس فصل الدين عن الحياة هى الضمان الوحيد لاستمرار أى نظام ديمقراطى أذا أراد الحياة.
أن الديمقراطية و العلمانية هما صنوان، هما كلمتان مترادفتان، وكلاهما يحتاج الآخر للنمو والأزدهار.
أن قمة السخرية أن مجتمعاتنا هى علمانية فى حقيقتها وتزداد علمانية كل يوم و لكنها ترفض الأعتراف بذلك، كما تسعى للديمفراطية و لا تستطيع الحصول عليها رغم أن أسرع الطرق للوصول ألى الديمقراطية هو الأعتراف بعلمانية مجتمعاتنا.
أن العلمانية سواء اعترفنا أم لا هى حركة مجتمع و مطلب جماهيرى.
وكل ما يفعله الفكر السلفى المتعنت هو زيادة معاناة الشعوب تحت نير الديكتاتوريه، وأذا آمنا أننا أحرار فى كل شىء طالما لا نستخدم العنف و لا نحرض عليه، أحرارا فى أن نعبد الله كما نشاء، أحرارا فى أن نسن القوانين المتوافقة مع مصاحتنا الحالية فى القرن الواحد و العشرين ولا نذعن لقوانين أنتهت صلاحيتها وأصبحت لا تصلح ألا لساكنى الخيام فى الصحراء وليس لعصر الكومبيوتر و الأنترنت،فنستطيع حينها أن ننتزع الحرية و الديمقراطية من حكامنا.
ولعل أسرع طريقة للحصول على حريتنا هو أن تتمرد المرأة فى مجتمعاتنا على وضعها المخذى كوعاء للرجل و تطالب بحقوقها كاملة فيفقد مروجو القهر و الأستبداد باسم الدين أهم سلاح يستخدمونه لتخويف عامة الرجال وهوالخوف من فقدان سيطرتهم على نسائهم أذا انتصرت الديمقراطية و العلمانية، فلتحرميهم أيتها المرأة من هذا السلاح و تنتزعى حريتك الى الأبد و معها حريتنا جميعا..

نعم العلمانية هي الحل ومن لم يقرأ التاريخ هم السلفيون

د. عمرو اسماعيل