واخيرا بدأ العالم يردد افكاري حول ضرورة تشكيل حكومة طواريء عسكرية لإنقاذ العراق من مأساته... فقد بدأ الكتاب والساسة والناس العاديين يرحبون بهذه الفكرة بل يتمنى بعضهم تحقيقها بأسرع وقت ممكن .

وقبل الدخول في التفاصيل أود الأعتذار من ترديد مفردة (( أنا )) نظرا للضرورات التعبيرية وليست من باب النرجسية ، فأنا من النوع الذي يشعر بقدر من الكراهية لنفسه وكل يوم أمارس عملية نقد عنيف لها علما لايهمني تصديقكم لهذه النقطةوانما فقط وودتالأشارةلها.

كنت أول معارض عراقي لنظام صدام طالب في كتاباته قبل بدأ عملية إسقاط صدام حسين بتشكيل حكومة عسكرية ووضعها تحت الوصاية الامريكية نظرا لعدم قدرة المجتمع العراقي على قيادة نفسه وكذلك عدم صلاحيته وأهليته لخوض التجربة الديمقراطية ، بل كنت المعارض الوحيد لنظام صدام ممن حذر من خطر الديمقراطية على العراق ... حدث هذا قبل عملية تحرير العراق على يد الجيش الامريكي ، وقد بدا كلامي في حينها غريبا متشائما وكان صيحة استغاثة في صحراء خالية من المنجدين للأسف الشديد .

وكنت أول معارض عراقي لنظام صدام كتب عام 1996 في صحافة المعارضة حول : أوجه الشبه بين نظام صدام والمعارضة العراقية استنادا الى بنية الشخصية العراقية الواحدة لدى الجميع بغض النظر عن مواقفها الفكرية والسياسية ، فالشخصية العراقية فيما يخص الديمقراطية ومشاعر الانتماء الوطني والاهتمام بمصالح العراق والنجاح في النشاط الجماعي المؤسساتي تعد شخصية فاشلة وعدمية ومدمرة لنفسها وللوطن وبالتالي لايوجد فرق بينها مهما أختلفت المواقع والمهمات والشعارات!


كيف رأيت مالم يره الاخرون وأستطعت تشخيص هذه العلل في المجتمع العراقي؟

الجواب هو في ميزة الحدس السياسي والقدرة على التنبؤ وأستشراف المستقبل المقرون بمنهج معرفي مجرد من الايديولوجيا يرى الواقع كما هو على حقيقته ومجهز بعدة ثقافية موسوعية رصينه وضمير وطني يحترق من أجل العراق .

ومن دون مبالغة بعد المرحوم الدكتور علي الوردي لايوجد كاتب عراقي أستطاع تحليل أمراض الشخصية وأثبت الواقع صحة تحليلاته سواي فأنا الكاتب الوحيد الذي تمكن من مليء هذا الفراغ الذي خلفه الوردي وخضت في مجال هو أصعب ماموجود في هذه الشخصية الا وهو أثر التشوهات النفسية على الأداء السياسي ودونكم أرشيف إيلاف الذي نشرت فيها بعضا من هذه التحليلات .

أكتفي بهذا القدر رحمة بخصومي الذين بدأت الان مشاعر الغيرة والحقد تغلي في نفوسهم وأخذوا ينطحون رؤسهم بالجدران بينما مخالبهم تستعد لكتابة الشتائم!

خضير طاهر

[email protected]