منذ اعدام صدام حسين فجر يوم السبت الماضي تصاعد اللغط والاحتجاج في عدد غير قليل من العواصم

هل هو الاختلاف الطائفي؟ هل هو العجز الفكري في العالم العربي؟ ام ان الامر ببساطة يمكن تلخيصه بوجود فئة تستسهل تكفير المسلم واسلمة الكافر بدون ادلة شرعية وغير مبالية لعواقب هذا الامر من قتل وسفك دماء وفرقة بين ابناء الامة الواحدة؟ اي ان هذه الفئة تستخدم الدين لهدم الدين وقتل اتباعه (بعلم او عن جهالة لافرق!)؟

العربية، سواء من حكومات تلك العواصم او من بعض القوى السياسية والمهنية.
ربما كانت ردود الافعال مفهومة لضخامة الحدث السبب، فسواء شاء العراقيون ام ابوا، فان صدام كان رئيسا لدولة العراق لما يقارب الربع قرن، حيث امتدت رئاسته بين 16-7-1979 وحتى السقوط الشهير لتمثاله في ساحة الفردوس يوم 9-4-2003، وقبلها ولسنوات غير قليلة كان رجل العراق القوي، وبالتالي كان من غير المتوقع ان يمر الاعدام كحدث او خبر مرور الكرام.


كما ان صدام تمتع بنفوذ كبير في الساحة العربية ربما فاق نفوذه داخل بلده، وكان سخيا في دعم كثير من المنظمات والقوى السياسية في العالم العربي وحتى خارجه، وبالتالي ان حجم ردود الافعال كان متوقعا، لكن ما اثار تعجب، بل وغضب العراقيين كان نوع ردود الافعال هذه، وليس حجمها.

قبل كل شيء اود الاشارة الى ان الجميع، بمن فيهم الحكومة العراقية اقر بوقوع اخطاء رافقت عملية تنفيذ الاعدام، وان تحقيقا قد فتح لكشف الملابسات ومعاقبة المسؤولين عنها، وهو امر ضروري اتمامه وبالسرعة الممكنة وباكبر قدر من الشفافية حتى يتم اسقاط نظريات المؤامرة التي يتم الترويج لها الان.
لقد نحت ردود الافعال في اغلب الاحيان منحى طائفيا من حيث التصريح بأن السلطة (الشيعية) في العراق قامت بأعدام صدام (القائد العربي السني) فجر اول ايام عيد الاضحى المبارك ولم تقم بمراعاة حرمة العيد، وهذا لديهم اثبت ان (الشيعة هم فئة خارجة على الاسلام بل وعدوة له ويجب قتالها وقتلها)، وان اعدامه يثبت ان الذين قتلوا في الانفال او دفنوا في المقابر الجماعية كانوا جميعا من الخونة الحاقدين، كما ان اعدامه تم بناء على اوامر المحتل الاميركي لاكمال المخطط الصفوي!! في بسط نفوذه على المنطقة!؟ هكذا وبكل بساطة واستهانة بالعقل!


لم نعد نفهم ان كان الاعتراض على التفاصيل الفنية المتعلقة بالاعدام ام على الاعدام نفسه، اي الاعتراض على الشكل ام الاصل.. لكن كل المؤشرات تدل على ان الهجوم على شكل اخراج الاعدام والاخطاء التي رافقته يتخذ كستار لمهاجمة اصل الموضوع.. اي عملية اعدام صدام نفسها.
ان من يقيم مجلس الفاتحة او يعلن الحداد في بلده لثلاثة ايام كان سيقوم بالامر نفسه حتى لو تمت عملية الاعدام في اقل ايام السنة قدسية او في اي من الايام العادية، اليس كذلك؟ فالحداد ومجلس العزاء هو على المعدوم.


كما ان من يعتقد ان اعدام صدام تم بناء على مؤامرة اميركية- صفوية كان سيحمل الاعتقاد نفسه بغض النظر عن التوقيت، فهذا الموقف هو نتاج الكراهية للسياسية الاميركية في المنطقة او بسبب التأييد والولاء لصدام ونظامه.


اما من كان رد فعله مبنيا على ان التوقيت خاطيء وعلى الشعور بأن هذا الاعدام شكل اهانة وعدم احترام للسنة سواء في العراق او خارج العراق فيمكن الجدال معهم في بعض التفاصيل..
فبالعودة الى وصف الكافر في مقدمة المقال، وهو تعبير ليس مجازيا وانما وصف حال صدر من الشيخ عبد العزيز بن باز المفتي الاعلى السابق للديار السعودية عندما تم سؤاله عن صدام، حيث كان في السؤال ان صدام هو رجل مسلم نطق الشهادتين، فكان جواب الشيخ ابن باز هو ان صدام رجل كافر وخارج عن الملة... الى اخر الفتوى التي يمكن قراءة نصها في نهاية هذا المقال.


كما ان الشيخ المرحوم جاد الحق علي جاد الحق شيخ الازهر الاسبق كان قد سئل عن رأيه في صدام ونظامه في عام 1990 (وكان قد زار بغداد والتقى بصدام قبل سؤاله عنه باسابيع قليلة)، حيث صرح بأنه شخصيا قد صدم عندما رأى في القصر الجمهوري في بغداد لوحة فيها 99 اسما او صفة لصدام وهو تشبه بالله سبحانه وتعالى وهو خروج واضح على الدين الحنيف.


ولاننسى ردود الافعال الغاضبة في العالم الاسلامي لقيام نظام صدام بتدنيس القرأن وقبل شهور قليلة من سقوط النظام عندما اعلن عن اتمام مخطوطة للقران الكريم باستعمال دم صدام.
هل نأخذ بفتاوي العلماء ام نسمع مايقوله عامة الناس من الغوغاء؟ مالذي جعل هذا الرجل بعد مقتله (اماما وشهيدا)؟


هل هو الاختلاف الطائفي؟ هل هو العجز الفكري في العالم العربي؟ ام ان الامر ببساطة يمكن تلخيصه بوجود فئة تستسهل تكفير المسلم واسلمة الكافر بدون ادلة شرعية وغير مبالية لعواقب هذا الامر من قتل وسفك دماء وفرقة بين ابناء الامة الواحدة؟ اي ان هذه الفئة تستخدم الدين لهدم الدين وقتل اتباعه (بعلم او عن جهالة لافرق!)؟ وان هذه الفئة اصبحت تعمل بالتوافق مع ايتام نظام صدام الذي وعد بالخراب للعراق في حال سقوط نظامه، ويبدو ان ايتامه وجدوا ان الفرصة سانحة لتعميم الخراب في كل ارجاء المنطقة.


في المقابل نجد شارعا عربيا يعاني من هزيمة سياسية وفكرية منذ سنوات طويلة ووصل الى طريق مسدود مع حكامه فنراه يبحث عن قضايا خارجية ليتفاعل معها ويفرغ بعضا مما يجيش فيه من قهر وظلم كتعويض عن عجزه ومنعه من التفاعل مع قضاياه الداخلية المباشرة.


ويبدو ان القضية الاكثر (جذبا) هي القضية العراقية التي ومنذ سنوات اصبحت بطريقة ما (المسلسل التلفزيوني) الاكثر شهرة في تاريخ العرب، حيث تزامن تصاعد الاحداث في العراق مع ثورة الساتلايت، فخطابات صدام كانت تتابع من خلال الفضائيات، وصور الحصار واثاره استخدمت اعلاميا وبصورة مكثفة، ثم جاءت الحرب ومن ثم اسقاط التمثال الذي نقلته كل القنوات في العالم، ثم اعتقال صدام وفصول محاكمته التي كانت تنقل بصورة شبه مباشرة (عشرون دقيقة اختلاف بين مايجري في المحكمة والبث الفعلي)، وطبعا مسلسل العنف الدموي وحرص الفضائيات الشديد على تغطيته، حتى ان بعض الكاميرات كانت تصل موقع الانفجار قبل حصوله! واخيرا جاءت حلقة الاعدام (المثيرة جدا) وما خرج منها للاعلام من صورتين احداهما مشذبة واخرى خام!

بالعودة الى مسألة التوقيت التي لا اعتقد انها من الخطورة التي توجب هكذا ردود افعال متشنجة تصل الى حد تكفير ملايين المسلمين، خصوصا عند الحديث عن صدام ونظامه، اليس صدام هو من قام بالافعال التالية:-
شارك في الانقلاب على الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في منتصف شهر رمضان المبارك الموافق للثامن من شباط عام 1963 وهو الانقلاب الذي قتل فيه مئات العراقيين في ذلك اليوم الاسود؟
اليس هو من امر باعدام رفاقه من اعضاء القيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة (اغلبهم كانوا من السنة العرب) في المؤامرة المزعومة التي حملت اسم مؤامرة محمد عايش (السني العربي من عشيرة الدليم في الانبار) بتاريخ 8-8-1979 والذي وافق شهر رمضان ايضا!!


اليس هو من امر بتفجير واسقاط طائرة الهليكوبتر التي كانت تقل ابن خاله وخال ابناءه، ووزير دفاعه (السني العربي التكريتي) عدنان خير الله طلفاح صبيحة اول ايام عيد الفطر المبارك الذي صادف مطلع شهر ايار عام 1989؟


اليس هو من ارسل جيشه لغزو دولة الكويت (البلد العربي السني باغلب سكانه) في عملية اقل مايمكن ان توصف به (عملية غادرة وجبانة) صبيحة الثاني من شهر اب عام 1990 الموافق للعاشر من شهر محرم الحرام؟


اليس هو من اعدم العالم الجليل عبد العزيز البدري ( الشيخ العربي السني) الذي تم تعذيبه وثقب رأسه؟
اليس هو من اعدم اللواء الطبيب راجي التكريتي (العربي السني) عام 1993 باطعامه وهو حي الى كلاب مفترسة تم منع الغذاء عنها لايام عدة؟


اليس هو من اعدم اللواء الطيار محمد مظلوم الدليمي (العربي السني) عام 1995 بعد طلبت منه عشائر الدليم اطلاق سراحه فوعد شيوخهم خيرا وقال انه سيعود الى اهله في الرمادي خلال ايام، فارسله جثة هامدة منخورة باكثر من ستين رصاصة؟


اليس هو من قتل ناصر الحاني (العربي السني من اهل الموصل) اول وزير خارجية في حكومة البعث؟ وهو من قتل وزير المالية عبد الكريم الشيخلي (العربي السني)؟ ووزير الصحة رياض العاني (العربي السني)؟ وهو ايضا من قتل القيادي في حزب البعث عبد الخالق السامرائي (العربي السني)؟
وعندما يعترض وزير الخارجية الجزائري على اعدام صدام، فهل نسى او تناسى ان صداما هو من اسقط طائرة احد اسلافه (بن يحيى) فوق المثلث العراقي- التركي- الايراني عندما كان المغدور يسعى لايقاف الحرب العراقية- الايرانية؟


10- ومن قتل عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي عن (القطر الاردني) منيف الرزاز؟ اليس هو صدام يا استاذ تيسير الحمصي ويا حزب البعث الاردني؟ تقيمون الفاتحة الان على روح (المجاهد صدام)؟ هل اقمتوها سابقا على روح (المعاهد الرزاز)؟

هذه بعض الامثال المعروفة من تاريخ هذا الرجل الذي يحاول البعض ان يجعل منه (قائدا عربيا سنيا) وهو لم يكن اكثر من (طاغية مجرم) عاث في الارض فسادا، وقتل من عباد الله عددا كبيرا لايحصى (اكثر من اي قائد عربي مسلم) في التاريخ، لم يحترم دينا ولاخلق انساني ولا عرف، ولم يراعي جارا، حتى الجار العربي، وفي النهاية نال جزاءه العادل تنفيذا لوعد الله جل وعلا، الم يقل نبي الرحمة (بشر القاتل بالقتل.. ولو بعد حين)؟


حيدر الموسوي

http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=matamp;type=fatawaamp;id=259

فتوى الشيخ ابن باز:

هل حاكم العراق كافر وهل يجوز لعنه؟

القسم: فتاوى gt; أخرى
السؤال:
هل يجوز لعن حاكم العراق؟ لأن بعض الناس يقولون: إنه ما دام ينطق بالشهادتين نتوقف في لعنه، وهل يجزم بأنه كافر؟ وما رأي سماحتكم في رأي من يقول: بأنه كافر؟

الجواب :
هو كافر وإن قال: لا إله إلا الله، حتى ولو صلى وصام، ما دام لم يتبرأ من مبادئ البعثية الإلحادية، ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعو إليه، ذلك أن البعثية كفر وضلال، فما لم يعلن هذا فهو كافر، كما أن عبد الله بن أبي كافر وهو يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، ويقول: لا إله إلا الله ويشهد أن محمدا رسول الله وهو من أكفر الناس وما نفعه ذلك لكفره ونفاقه فالذين يقولون: لا إله إلا الله من
أصحاب المعتقدات الكفرية كالبعثيين والشيوعيين وغيرهم ويصلون لمقاصد دنيوية، فهذا ما يخلصهم من كفرهم؛ لأنه نفاق منهم، ومعلوم عقاب المنافقين الشديد كما جاء في كتاب الله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}[1]، وصدام بدعواه الإسلام ودعواه الجهاد أو قوله أنا مؤمن، كل هذا لا يغني عنه شيئا ولا يخرجه من النفاق، ولكي يعتبر من يدعي الإسلام مؤمنا حقيقيا فلا بد من التصريح بالتوبة مما كان يعتقده سابقا، ويؤكد هذا بالعمل، لقول الله تعالى: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا}[2]، فالتوبة الكلامية، والإصلاح الفعلي، لا بد معه من بيان، وإلا فلا يكون المدعي صادقا، فإذا كان صادقا في التوبة فليتبرأ من البعثية وليخرج من الكويت ويرد المظالم على أهلها، ويعلن توبته من البعثية وأن مبادئها كفر وضلال، وأن على البعثيين أن يرجعوا إلى الله، ويتوبوا إليه، ويعتنقوا الإسلام ويتمسكوا بمبادئه قولا وعملا ظاهرا وباطنا، ويستقيموا على دين الله، ويؤمنوا بالله ورسوله، ويؤمنوا بالآخرة إن كانوا صادقين.
أما البهرج والنفاق فلا يصلح عند الله ولا عند المؤمنين، يقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، ويقول جل وعلا: {ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ}[3]، هذه حال صدام وأشباهه ممن يعلن الإسلام نفاقا وخداعا وه
و يذيق المسلمين أنواع الأذى والظلم ويقيم على عقيدته الإلحادية البعثية.