شاء منظمو حفل الموسيقى الصاخب السنوي في سيدني والذي يجري في ليلة عيد ميلاد أستراليا ويحضره المئات من ألاف البشر،أن يمنعوا رفع العلم ا لأسترالي أو أعلام الأثنيات الأخرى، وزعل هاورد رئيس الوزراء الفيدرالي،ثم زعل رئيس الولاية،وغضب زعيم المعارضة الفيدرالية كذلك، فالعلم ليس مهما ً، لكنه رمز البلاد السعيدة التي يعيش فيها جميع الأستراليين.

قال منظم الإحتفال وهو أسترالي (انكلو سكسوني )،من إن رفع العلم الأسترالي سيثير العنصرية،أي إن رفع علم البلاد التيتحتفل بميلادها بالموسيقى وفرح الشباب،سوف يؤثر سلبيا ً على المشاركين المحتفلين الذين ربما يرفعون أعلامهم الوطنية الخاصة،مما يؤدي الى إحتقان أثني مباشر.

ينقسم الأستراليون حول العلم المرفوع أساسا ً،ويتناقشون بكل مودة وتعصب أحيانا ً إن كان ذلك العلم المصمم بريطانيا يمثلهم أم لا، أو إن بلادهم خاضعة رسميا ً وشكليا ً للتاج البريطاني أم لحركة الجمهورية التي ذوت وتقاعست بعد أن فشلت في إستفتائين حول إعلان الجمهورية الأسترالية، والأستراليون ليس لديهم أديان وطوائف وتواريخ وملل،فهم فيتناميون ولبنانيون وانكليز وأيرلنديون وعرب وأسبان وهنود وصينيون hellip;الخ.

مايشغل الأستراليون العاديون والسياسيون،هو خطاب الأخر (لأسترالي أيضا ً )،وهويصنف نفسه بعيدا ً عنهم،الخطاب الأسلامي المتطرف والمعتدل على حد سواء،ومن يمثلوه من شخصيات ومؤسسات دينية إعتقدت حسب الفهم الدكتاتوري والتربية الواحدية في فرض أفضلية فكرهم الديني المتعجرف في أية فرصة تسنح لهم للتعبير عنه،إنهم وحدهم من يمثلون الفضيلة في الحفاظ على فروج البنات،ونظريات الدين الأوحد في إحقاق العدالة التي نسوها في بلدانهم الأصلية حيث الولاء المطلق لولي الأمر(السياسي) أو الولي الفقيه (الأمام).

يتمتع الأسترالي بحياته، وبقدرته الفائقة على الأستمرار في إختراع الفرح والنشاط الأنساني الذي لاحدود له، فتدور الأيام والساعات وأنواع الرياضة ومسابقاتها التي لاتنتهي أبد ا،فالذهاب الى الملاعب المتنوعة يشكل طقسا ً إجتماعيا جميلا ً لدى العائلات والأفراد،فمن الركبي الى سباقات الخيل الى الكريكيت والسباحة ثم التنس...،أما مقاتل بغداد وغزة ومدن الموت الأخرى،فهي نوع من الإزعاج اليومي غير المبرر،يفرضه الإعلام فرضا ً،لكن الإعلام حين يُبرزُ شأنا ً يتعلق بتهديد الحياة العادية والحريات الأسترالية سيكون الأمر مختلفا ً،وتتحول النقاشات من الكريكيت والركبي والتنس الى ماقاله الهلالي والشيخ فايز وكيف كان رد هاورد وباقي الأستراليين.

ولنا أن نتصور إن فلبينيا ً حرق العلم القطري في الدوحة إحتجاجا ً على (عبودية البشر ) كما حرقه بعض الشباب اللبنانيون في سيدني وتم تصويره ونشره على الأنترنيت كفعل بطولي لأسباب عنصرية متبادلة بين شلل من المراهقين دون الثامنة عشر من العمر، أو هنديا ً شتم مؤسس الإمارات العربية كما شتم مفتي المسلمين ألأستراليين رئيس الوزراء الأسترالي، أو عراقيا ً يقيم في طهران ً إعتقد أن الإسلام الإيراني عبارة عن فكرة تجارية ومتعة جنسية في إيران، أو إيرانيا ً يدعو أن تكون مكّة (فاتيكان إسلامي ) وهو يعيش في جدّة!!، ماذا سيكون الأمر،سينتهي بالعنف،بأقصى العنف أليس كذلك؟.


في الأمس قابل كيري أوبراين وهو أشد الإعلاميين الأستراليين إصرارا ً على توضيح الحقائق،الأنسة الصومالية المسلمة الشابةأيان هيرسي علي التي كانت نائبة في البرلمان الهولندي وكذلك البرلمان الأوربي، ووجه أوبراين أسئلته المعتادة في إحراج أكبر السياسيين من جورج بوش حتى كوفي عنان،لكن هيرسي أجابته بكل وضوح وسهولة ودون خوف، من إن الدين التي تربت عليه وهو (الإسلام ) يحمل في أساساته الأولية الدعوة ضد المرأة والمساواة البشرية ويدعو الى الدكتاتورية، وكلما يدافع أوبراين عن الإسلام تجيبه هيرس علي بكلام يوقفه ُ عن الكلام، وفي النهاية قالت ربما تصريحاتي هذه تؤدي الى القضاء التام على عائلتي التي تعيش في الصومال.

وفي الأمس نفسه ألغى رئيس الوزراء الأسترالي وزارة الهجرة والتعددية الثقافية، وأسماها وزارة الهجرة والمواطنة، والعملية تعني إن تغييرا ً قد طرأ على فكر المنظومة الأسترالية برمتها،وبسبب المسلمين والمسلمين وحدهم وقياداتهم الغبية قد تم هذا التغيير،الذي سيؤلب ليس (الأنكلوسكسون ) بل كل سكان استراليا ضد الدين الإسلامي ومعتنقيه من الأستراليين.

واصف شنون