العراق الجديد أو عراق ما بعد مرحلة صدام حسين کما يحلو للإعلام العربي أن يطلق عليه، هو قطعا عراق غريب و فريد من نوعه، وقد لايلائم غالبيةquot;الاهواءquot;وquot;الامزجةquot;التي طالما نظرت للعراق على إنهquot;منارة المجد التليدquot;وquot;بلد الاسودquot;وquot;عاصمة العربquot;. إنه عراق يسير نحو الهاويةquot;کما يتردد دوما في وسائل الاعلامquot;، عراق يتآکل و يسحق عظام أبناءه بعد أن ينهش لحومهم، عراق بات يخافه الجيران حتى بضعفه بعد أن کانوا يرتعدون منه وهو في کامل عنفوانهquot;الشموليquot;.


هذا العراق، الذي باتquot;حديث الدنيا و شاغل الناسquot;، طفقت دول المنطقة تتسابق في طرح تنظيراتها و أفکارها المختلفة بشأنquot;الطريق الاصحquot;لإيجاد الحل الامثل لما يعانيه من أزمات خانقة، بل وحتى إن بعضا من هذه الدول التي ترزح تحت أطنان من المشاکل و الازمات المتباينة، شرعت تتمنطق بطروحات يذکر البعض منها بمواضيع سبق وأن قرأها الناس في مجلتيquot;حبزبوزquot;وquot;المتفرجquot;العراقيتين الساخرتين.


العراق، صار أيضا ميدانا يصول و يجول فيه أصحاب الطروحاتquot;الثوريةquot; وquot;القوميةquot;من المحيط الى الخليج، وبات کل يوم يطالعنا فلان من الکتاب بمقالة نارية يترحم فيها على أيامquot;الدکتاتورquot;وفي غمرة حالة نوستالجيا متصاعدة من أعماقه لرئيس جاء بطريقة غير شرعية لکنه أعدم بطريقة قانونية و شرعية، مثلما تطالعنا ثلة أخرى بالحديث عن عراق باتت تمزقه الطوائف و الاعراق فيتباکون کالثکالى علىquot;عروبتهquot;وquot;وطنيتهquot;المصادرة من قبل أغراب سرقوا العراق من أصحابه الشرعيين، وکأن الشيعة من کوکب آخر مثلما أن الکورد أساسا کانوا و لايزالون مجموعة قدمت قسرا الى بلاد الرافدين و إستولت على حين غرة على مقاليد الحکم!!


غالبية وسائل الاعلام في المنطقة و الکثير الکثير من الکتاب العرب و غير العربquot;الترک خصوصاquot;يلمحون دوما لرئاسة العراق و وزارة الخارجية و سفارات العراق في هولندا و السويد و الصين التي غزاها الکورد بغير وجه حق و جعلوها إقطاعيات خاصة بهم، والحق ان هکذا منطق من هکذا کتاب لا أراه من وجهة نظري مغالطا للحقيقة بل هو عين الحقيقة و حتى انه يتجاوز الحقيقة بمئات الفراسخ، ذلک ان الکورد الذين رضوا بتلک المناصب مقابل تخليهم عن أحلامهم بالاستقلال قد أساءوا الاختيار مرة أخرى عبر تأريخ سوف لن يرحمهم مستقبلا، وکما يقول المثل خذ الحکمة من أفواه الاطفال و المجانين، فقد صدق العقيد القذافي حين قال ذات مرة أنquot;الاکراد خرجوا من المولد بدون حمصquot;وانهم لم يستغلوا الفرصة التأريخية لإعلان إستقلالهم.


لقد قايضت الولايات المتحدة الامريکية الکورد بتلک المناصب مقابل أن ينأوا بأنفسهم بعيدا عن شواطئ الاستقلال الى آجال لا يعلمها إلا الراسخون في العلم، واليوم يهل من يمن على الکورد بهذه المناصب والتي قد لاتعني شيئا بالمرة مقابل إستقلال و سيادة شعب طالما ذاق الامرين من حکومات وquot;کتابquot; وquot;مثقفينquot;بل وحتى منquot;شعوبquot;برمتها، وکل ذلک لم يکن إلا لأنه شعب غير عربي ولانه لم يستغل الدين الاسلامي لإقامة دولته القومية کما فعلها الجيرانquot;الخصومquot;.

نزار جاف
[email protected]