تثير قضية اختفاء مساعد وزير الدفاع الايراني السابق الجنرال المتقاعد (في الحرس الثوري) علي رضا عسكري كبير مستشاري وزارة الدفاع للشؤون الاستراتجيية والمشتريات العسكرية والذى كان مسؤولا عن laquo;الحرس الثوريraquo; في لبنان في تسعينات القرن الماضي،و على علاقة بالملف النووى الايرانى اسئلة عديدة. الجنرال الايرانى فقد بعد أن حجز في أحد فنادق اسطنبول في السابع من شباط (فبراير) الماضي والجنرال اختطف فى وضح النهار فى مدينة اسطنبول التركية.فلماذا سكتت ايران كل هذا الوقت ولم تعلن اختفاء الرجل الا بعد ان سربت الصحف التركية نبأ اختفائه؟
الانباء تتضارب بشأن الرجل، فهناك رواية تقول ان مساعد وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا عسكري موجود حاليا في احدى دول شمال اوروبا حيث يحظى بعناية فائقة.و ان عسكري في عهدة الاميركيين في هذه الدولة الاوروبية الشمالية حيث يجري استجوابه تمهيدا لنقله الى الولايات المتحدة.وأشار إلى أن مسؤولون استخباريون غربيون يستجوبونه حول ما يعرفه من أسرارفالرجل على ما يبدو كان قريبا من ملفات هامة ملف حزب الله اللبنانى وملف البرنامج النووى الايرانى والملف العراقى والرجل كان ولا يزال صاحب مسئوليات كبيرة على ما يبدو فى الحرس الثورى الايرانى ومن ثم فالرجل له قيمته المعلوماتية الكبيرة لجهازي الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) والإسرائيلية (موساد)، إضافة إلى إلمامه الكبير بمستوى تسليح حزب الله في لبنان والتعاون الإيراني مع الداخل الفلسطيني، وكذلك التعاون العسكري السوري - الإيراني إضافة الى نشاطات الحرس الثوري في العراق وعلاقاته مع الأحزاب والقوى العراقية.
فهل اختطف الرجل تم من قبل المخابرات الامريكية أم ان ذلك تم بالتراضى معهم حيث رجحت تقارير تركية أن يكون اختفاءهجرى بالتراضي بينه وبين جهاز استخبارات أميركي، لا في إطار عملية خطف، في إشارة إلى أدلة على ان هناك من كان ينتظر أصغري في اسطنبول وحجز له غرفة في فندق quot;انتركونتيننتالquot; كما ذكرت صحف تركية واسرائيلية إن زوجة الجنرال وأولاده غادروا إيران قبل إعلان اختفائه. ونقلت صحيفة laquo;ميلييتraquo; التركية عن مسؤولين أن الأجهزة التركية تمتلك معلومات بأن أصغري يعارض الحكومة الإيرانية ولديه معلومات في شأن الخطط النووية لبلاده
وأعلنت الأجهزة التركية ان أصغري انتقل من بلاده عبر سورية الى اسطنبولquot; بإرادته ومن دون إبلاغ السلطات المحلية او اصطحاب مرافقينquot; لذا يعتقد بأن تهريبه عبر قاعدة أميركية (من تركيا) لن يكون صعباً ولا يستدعي علم السلطات التركية بالضرورة.
كما تتردد تقارير كثيرة تفيد ان الموساد الاسرائيلى هو الذى قام بخطف الجنرال على خلفية افتراض معرفته بمصير رون أراد الطيار الإسرائيلي الذي أسقطت طائرته في لبنان في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 1986، وأسره ناشطون من حركة laquo;أملraquo; قبل ان يفقد أثره. وتتهم إسرائيل إيران باحتجازه، الأمر الذي تنفيه طهران. وكان أصغري وقتئذ مسؤولا عن علاقات إيران مع حركة quot;حزب اللهquot; الشيعية اللبنانى وكانت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ذكرت ان أوساطا امنية تركية وسورية تلمح الى دور لجهاز laquo;موسادraquo; الاسرائيلي او الاستخبارات الاميركية في اختفائه. كما أن هناك تقارير تشير الى ان العملية تمت بتنسيق مشترك بين المخابرات الامريكية والاسرائيلية مثل عملية اختطاف عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردى التركى.وأفادت صحيفة quot;هآرتسquot; أنه جرى في السفارات الإسرائيلية في كافة أنحاء العالم تشديد إجراءات الأمن بعد تناقل الصحافة الأجنبية خبر احتمال ضلوع الاستخبارات الإسرائيلية في اختفاء الجنرال الإيراني المتقاعد. فان المسؤولين في هيئات الأمن حسب معلومات الصحيفة لا يستبعدون الأعمال الإرهابية التي من الممكن أن تستهدف المنشآت الإسرائيلية في الخارج وكذلك محاولات اختطاف موظفين في الممثليات في الخارج.
وكتبت صحيفة quot;ديلي تلغرافquot; البريطانية افتراضا أنه تتوفر لدى الجنرال الذي افتقد في 7 فبراير معلومات حول البرنامج النووي الإيراني ومصير رون أراد ـ الطيار الإسرائيلي
وربط مصدر إيراني بين عملية laquo;خطفraquo; أصغري واقتحام القنصلية الإيرانية في أربيل قبل شهرين والمحاولة الفاشلة لاعتقال مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني محمد جعفري المكلف ملف العراق، وهي العملية التي انتهت باعتقال خمسة من موظفي القنصلية لم يفرج عنهم إلى الآن. كما ربط المصدر بين خطفأصغري وعمليات اعتقال واسعة تشنها القوات الأميركية ضد إيرانيين في العراق. المكان الذى تم فيه الاختطاف هو مدينة اسطنبول التاركية الاوربية الاسيوية وهى شأن مدن تركيا مجالا واسعا للنشاطات الاستخبارية نتيجة العلاقات الامنية والاستخبارية الواسعة بين تركيا الحليف الاستراتيجى للولايات المتحدة الأمريكية والعضو الاسلامى الوحيد فى حلف الناتو وكذلك التعاو ن الأمنى الاستخباراتى بين تركيا واسرائيل منذ اوائل تسعينيات القرن الماضى فى اطار اتفاق التعاون أو التحالف الاستراتيجى ndash;اختر ما شئت من التسميتين - ولا يعنى ذلك بأى حال من الأحوال تورط تركيا فى الأمر.
ويبقى السؤال أين اختفى الجنرال؟


د. عبدالعظيم محمود حنفى

خبير الدراسات الاستراتيجية مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات القاهرة