مصير العلاقات الكردستانية -الاسلامية بعد رحيل شيخ علي عبد العزيز

فقد الشعب الكردي والعالم العربي والإسلامي يوم أمس العالم والعلامة الديني شيخ ملا علي عبد العزيز بعد مسيرة طويلة قضاها في خدمة قضايا الكردية هوالأمة الإسلامية.
استطاع خلالها تحقيق صحوة دينية و اجتماعية، تمثلت بنهضة دينية شملت جميع مناحي الحياة و في اجزاء كبيرة.الاقليم من rlm; خلال هذه الفترة أيضاً لعبت الحركة السياسية الدينية التي قادها عبد العزيز دوراً مهماً في القضايا الإقليمية والدولية، بما يخدم المصالح الكردية خصوصاً، والقضايا الاسلامية عموماً ويسهم بترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.rlm;
فعلى الصعيد العراقي لم يدخر المرحوم جهداً لتعزيز التوافق الكردستاني وتجاوز عوائقه ودائماً وقفت مع حكومة اقليم كردستان ومع كل عمل يصب في إزالة الشوائب التي اعترت العلاقات العراقية الكردية.rlm;
وكذلك قدم اقليم كردستان عن طريق شيخ ملا علي عبد العزيز رحمه الله الدعم اللازم لنصرة الشعب الفلسطيني، في مواجهته للاحتلال الإسرائيلي، وتحديه للمحاولات الرامية إلى اقتلاعه من أرضه وطرده منها، فالمظاهرات والحشود الكردية الغاضبة التي كانت تخرج في يوم القدس العالمي كان خير دليل على ان الراحل كام بمثابة صمام الامان في كردستان لنصرة القضايا العربية واعتقد الاخوة الموقرين في السلطة الوطنية الحالية وعلى راسهم الاخ اسماعيل هنيه يعلمون ذلك
rlm;
وخلال هذه الفترة عزز اقليم كردستان في ظل قياداته الدينية مثل الشيخ علي عبد العزيز علاقاتها مع الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وبما يحقق المصالح العليا ويعزز علاقات كردستان ودورها العربي، وأسهم ذلك في إنتاج دور كردي اسلامي فعال تبدى في أكثر من مظهر ومنبر، ولاقى قبولاً عربياً واسعاً. فعلى سبيل المثال مشاركة الكرد في مؤتمرات الدول الاسلامية واحد المواقف البطولية ا لذي يشهد له خليجيا كانت في مؤتمر القمة الاسلامي في طهران عندما اضطر الوفد العراقي الحاضر انذاك الى الانسحاب من اعماال المؤتمر بسبب جراته السياسية والادبية النادرة.

ولا يسعنا إلا أن نذكر العلاقات المميزة بين سورية و حركات التحرر الكردية في مرحلة المعارضة لنظام صدام حسين في السابق والعلاقات الأخوية بين شيخ ملا علي عبد العزيز والرئيس الخالد حافظ الأسد، واستمرت مع الرئيس بشار الأسد والتي استطاعت في فترات حساسة تجنيب شعوب المنطقة العديد من المشاكل والحروب.

أما على الصعيد الدولي فقد اتسمت سياسة شيخ ملا علي عبدالعزيز رحمه الله بما يتوافق مع مصالحها الكردية ويضمن استقرار اقليمها الفدرالي ويخدم القضايا الاسلامية واستطاعت تجنب العديد من الضغوط الدولية الهادفة إلى حرف خطها الاسلامي المعتدل ودفعها باتجاه آخر.

وإذ نفقده اليوم والساحة في حاجةٍ لأمثاله، فإنا نُسلّم الأمر لله تعالى راضين بقدره وقضائه، سائلين المولى -عز وجل- للفقيد السعيد واسع الرحمة والمغفرة وأن يحشره مع أوليائه الصالحين.

وبهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي لأسرته الكريمة وبالخصوص ابناءه تحسين واحسان

حفظ الله الجميع من كل مكروه


و﴿إنّا لله وإنّا إلَيْهِ رَاجِعُون﴾

راوند رسول