ما كانت ظاهرة الانتماء المتذبذب تقتصر على شخص معين أو جماعة بذاتها بل أنها موجودة واضحة للكثير من المواطنين الذين يركضون خلف منصب رسمي أو مصلحة مادية، فقد عرفت السيد حسن العلوي عندما كان يتربع على قمة مسؤولية مجلة ألف باء في نهاية سبعينات القرن الماضي وهو صديق حميم ــ كما يقول ــ للشهيد عبد الكريم قاسم وقد أعطى الرجل شهادات قيّمة في حق الزعيم الراحل حيث كان العدو اللدود للبعثيين الذين أطاحوا به بمساعدة الامريكان حسب إعتراف قادتهم، فنشا العلوي بعثيا ملازما لقادة البعث آنذاك فليس من المستغرب أن يرشح البعثيون العلوي لأعتلاء قمة إحدى الوزارات، لكنّ هذا لم يحصل مما أثار حفيظة العلوي وهرب الى خارج الوطن ليكون مهذارا بالكشف عن مساويء البعثيين مركزا على قيادتهم الفردية التي سحقت جميع القيّم والمباديء التي كانت منتشرة في العراق ولم يبق الوطن الا على حزب واحد وفكر واحد، وقد عاش العلوي لاجئا سياسيا حاله حال بقية اللاجئين وقد كتب في غربته الكثير عن مساويء صدام حسين تخصيصا، الا أن المعارضة للحكم السابق قد وعدت العلوي بمنصب سفير العراق لدى سورية، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على سقوط النظام السابق لم يحصل العلوي على أمنيته وعندما يئس من تحقيقها صوّب سلاطة لسانه على الحكومة الحالية والتمجيد بصدام حسين الذي كان عدوا كبيرا للعلوي قبل أن ييئس من منصبه، بل تعدى الامر الى أكثر من ذلك عندما جعل صدام حسين بطلا وأن إعدامه لسبب طائفته السنية لا لسبب مقابره الجماعية ودكتاتوريته المفرطة التي أوصلته الى هذه النهاية تحت راية محكمة قانونية ما توفرت ابسط منها لكل الذين أعدموا في العهد السابق، لأن البعثيين كانوا يستعملون العنف كوسيلة تعويضية لأفتقادهم الحق في طروحاتهم وقد حصدوا أرواحا عراقية كثيرة كي يحققوا تلك الطموحات، فأننا مهما كنّا على خلاف مع الحكومة الحالية وأصحاب المناصب الجدد لكن هذا لا يعني تبرئة صدام حسين من أعماله الاجرامية التي دخلت كل بيت عراقي والعلوي احدهم.
فأننا على أتم الثقة بأن فقدان السيد العلوي لمنصب الوزير أيام الحكم السابق جعله أن يكون معارضا لذلك الحكم وافتقاده لمنصب السفير حاليا جعله في ضائقة وهو يبحث في متاهات الحياة وصعوباتها الجمة كي يحصل ما يريد هو الذي جعله أن يستفز الحكومة الحالية بكتاباته المخالفة لفكره السابق للنيل منها وما علم أنه فقد الكثير من قرائه ومحبيه الذين واصلوا مسيرته الكتابية منذ فترة ليست بقصيرة فهو فقد محبيه وما حصل على منصب يرضي طموحه.
علوان الهليل
22/3/2007
التعليقات