الحرية الشخصية، مفهوم لا يمكن الإعتراف به في ظل إطار مجتمعاتنا أو حتى إحترامه، مجتمعاتنا التي تعاني من فراغ مزمن، يستهوي السواد الأكبر منها مطاردة خصوصيات الآخر من ثقوب الأبواب غير آبهة بـ(اغضض من طرفك) وكأن الامر في الآية الكريمة يقول واحمل ناظورا واستكشف ما يفعله الاخر، واذا ما اختلف اثنان في أمر ما، فأول الأ سلحة وأدهى وسائل المناورة،هي قلب سلة الخصوصيات رأسا على عقب بقصاصات اسرارها امام الملأ. وإذا كانت تلك الخصوصيات لإمرأة فالغنيمة لا توازيها غنيمة، في نظام إجتماعي يطارد أخبار النساء ويوظف طاقاته الخلاّقة في توليف ونسج اقاصيص وحكايا وأفلام بلغت أروقة الدهاء السياسي في جعل داعمة للارهاب وبحذلقة سياسية غبية، ضحية تستصرخ ضمائر امة الضاد التي لا تعرف ضمائرها الصحوة الا على قرع طبول حرب شرف الاعلام السياسي القذر.
لقد مارس الانسان الرقص منذ بدء الخليقة وكل الشعوب فوق الارض ترقص، ولها طقوسها المميزة وثقافاتها التي تعتز بها ولم تخلو الشعائر الدينية لدى بعض الشعوب من الرقص، وأمة العرب أيضا إذ لا تختلف عن سواها في الاستمتاع بممارسة هذا الفن، وما أجمل امي وهي ترقص في عرس إبنها ولا أبهى من ابنتي حين تبتهج بعيد ميلادها زاهية محلقة برقصها كفراشة مقدسة، والرقص موجود قبل الإسلام وبعد الإسلام وقد ضجت مجالس الخلفاء المسلمين من الامويين والعباسيين ودولة الاندلس والعثمانيين، بالراقصين والراقصات وقد كان هؤلاء ولاة امر المسلمين يومها، يشترون لهذا الغرض، الجواري من اصقاع الارض لكي يستمتعوا بقوام ممشوق وقد مياس حتى مطلع الفجر.
الذي يلفت الانتباه ويثير الدهشة حقا هو اننا بين الفينة والاخرى نرى على مواقع الانترنيت مقاطع فلمية مصورة لحفلات خاصة،يتم عرضها بغية التشهير بشخوصها وتحديداً المرأة حيث يـُعتقد ان الرقص ينافي الحصانة الاخلاقية ومن مثل هؤلاء الواهني النفوس، يفتقدون الى ما يحاججون به، وهذا أمر ينم عن تفاهة عقول مروجيها بغض النظر عن أي جهة كانت، وكم من الحفلات التي رُفعت بها أنخاب المؤمنين (المقنـّعين) واهتزت اجسادهم راقصة مع محظيات او خليلات ولكن هذه الحفلات تحمل طابع الكتمان ومن دون تصوير وتوثيق.
هل في الرقص الملتزم خدش حياء ؟ وما يعني الرقص للمخلوق البشري الذي اضحى الجمال له آفة يجب التخلص منها منسلخا من إنسانيته التي يحمل خصوصيتها بالفطرة، وأنسنته المكتسبة، ليتحول الى رصاصة في سبطانة الكراهية، أترتقي علينا الافاعي في هذا الفن الرائع وهي تتلوى طربا على عزف النايات، الى متى ندين الرقص وندعم ثقافة الارهاب والدمار، أيهما أفضل أن ترقص دون ان تمس الآخرين بألاذى أو أن تذبح وتشظي اجساد بشر أبرياء وترقص على اشلائهم، سؤال يفرض نفسه على اللاشرفاء من غلاة القتل ومهووسي التلذذ بطعم الدم.

نصائح بدون مقابل :
دعوا الخلق للخالق
لو نظر الناس إلى عيبهم ما عاب إنسان على الناس
وكل لشّة معلكَه من كراعها