من يعرف سكان أهالي مدينة كربلاء العرب لايستغرب من دفاعهم عن صابر الدوري مدير جهاز الاستخبارات في زمن المجرم صدام.. فالشخصية الكربلائية التي تنحدر من اصول عربية حصريا ً ndash; وليس ايرانية - هي نموذج للشخصية المتصوفة الرقيقة الشفافة المعبئة بقيم المحبة والخير وكراهية الظلم والدعوة للعدالة.

والمشهد الذي حصل البارحة في محكمة الانفال والذي أعلن فيه الأدعاء العام عن تقديم شفاعات من أهالي كربلاء الى المحكمة لأطلاق سراح صابر الدوري نظرا لسلوكه الانساني والوطني ابان فترة توليه منصب محافظ كربلاء.. هو احدى الصفحات المشرقة النبيلة لكربلاء التي سيذكرها التاريخ بأحرف من نور في الدفاع عن صابر الدوري احد ابناء الطائفة السنية وانصافه.

وكربلاء رغم انها معقل شيعة العراق ألا انها مدينة في غاية التسامح والانفتاح على بقية مكونات الشعب العراقي، فمازال لغاية اللحظة الراهنة يوجد فيها مسجد لأبناء الطائفة السنية وهو في حالة سليمة دون ان يتعرض له أحد بأي أذى.

انها رسالة أحتجاج من كربلاء معقل الشيعة على سموم الطائفية والتفرقة والقتل، وانها رسالة وطنية شريفة من اناس انقياء لم تلوثهم جراثيم الاحزاب ومؤامرات المخابرات الايراينة التي أدخلت مرض وباء الطائفية الى العراق هي والمخابرات السورية من خلال بقايا البعث والتكفيريين والقاعدة والاحزاب الشيعية ومساندة خفية من الاكراد لضرب الوحدة الوطنية وتدمير العراق.

من العار على الشعب العراقي سكوته على محاكمة كوكبة من ضباط الجيش الشجعان البواسل الذين دافعوا بشرف وبطولة عن وجود العراق بوجه الهجمة البربرية الايرانية، وماجرى من حوادث قتل للابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ الاكراد يتحمل مسؤوليتها كاملة الاحزاب الكردية التي تعاونت مع ايران وأرتكبت جريمة الخيانة العظمى، وكان دفاع الجيش العراقي عن بلده دفاعا مشروعا لطرد الاحتلال الايراني من المدن الكردية في شمال العراق.

ان ما يجري من محاكمة لضباط الجيش العراقي هو عبارة عن مؤامرة انتقامية ايرانية تنفذها الاحزاب الشيعية استكمالاً لجريمة قتل الضباط من قبل فرق الموت التابعة الى ايران للانتقام من الجيش العراقي الباسل الذي هزم العدو الايراني ومرغ وجهه في وحل الهزيمة.

وهي مؤامرة ايضا من الاحزاب الكردية للانتقام من الشعب العراقي وتصويره للعالم على انه شعب قام بأرتكاب جرائم الابادة الجماعية كي يستفيد الاكراد من هذه المحكمة أعلاميا وسياسيا في تعزيز محاولاتهم للأنفصال وابتزاز العراق بأخذ مليارات الدولارات كتعويضات، بينما المجرم الحقيقي والمسبب المباشر للانفال وحلبجة قادة الحزاب الكردية وقواعدهم طلقاء أحرار رغم انهم هم المجرمون القتلة الذين يفترض محاكمتهم الى جانب المجرم علي حسن المجيد الذي نطالب بأعدامه فورا وأرساله الى جهنم وبئس المصير.

خضير طاهر

[email protected]