كما هي عادة المطربين دأب ابن لادن او صهره وخليفته الظواهري كل عام على تقديم البوم جديد يحاول من خلاله الاستمرار في البقاء على الشاشة الصغيرة في ظل هذا الزحام الاعلامي الكبير.

وكما يبتغي النجوم الشهرة وتخليد اصواتهم في مخيلة المتلقي هكذا يحاول الرجل ان يفعل بالضبط في اخر البوماته التي تمتد على مساحة زمنية تصل الى عقد من الزمن.

الالبوم الجديد كان حافلا بمعزوفات التكفير ورائحة الدماء، وبالتالي فمن الطبيعي جدا ان يقف بالضد من اي مسيرة ديمقراطية او تداول سلمي للسلطة، فهذا الرجل وما يتبعه من شاكلته يصرون كل مرة ان يعيشوا خارج العالم، يريدون اساطيرا لم نسمع بها من قبل ولم ينقلها لنا لاتاريخ اسلامي ولا كتاب ومجيد.

الشركة الراعية والموزعة (الجزيرة) قامت بالترويج له بقوة كما هي العادة حتى انها قد تقدم على توزيع ملصقات دعائية على الجدران ولوحات اعلانيه في مداخل المدن تسويقا للابوم رغم ان الذي يمثل البطولة فيه شهير جدا ليس بحاجة الى دعاية.

يمتدح الذباحين في العراق ويحرض على القتل الطائفي فالطيور على اشكالها تقع، لقد نفخ في اخوته ( في سبيل الارهاب ) وامدهم بالمال والمديح مايساهم بذبح المزيد من الابرياء فهذا النوع من الناس شغوف باكل لحوم البشر بعد ان يبسمل كعادته و يطمح بعدها بلقاء الرسول.

ولاضير في ذلك، فليس بن لادن وايتامه فقط على تلك الشاكلة بل هذا النوع من التفكير اصبح عادة عربية اسلاموية بعدما اصبحت عادات العرب معكوسة تماما في هذه العصور، فقد اصبحنا نمجد الحكام ( ولاانعتهم بشئ ) فالجميع يعرف هويتهم وتاريخهم المشرق وبطولاتهم!!! اما المناضلون الشرفاء فمصيرهم الخيانه، الوان اصبحت ذات طيف واحد وتتنفس برئة واحدة، حتى الاعلام والنخب العربية لايروق لها تسمية الاشياء باسمائها الحقيقية، فالمقاومة ارهاب والارهاب هو المقاومة، اما من يكون على شاكلة بن لادن اوصدام فيوسم بالـ( البطل ).

لاغرابة في ذلك ولا تعجّب وليس ثمة تساؤلات، فقد اصبحت الاوراق واضحة والاشياء مكشوفة لاتخفيها قوالب هشة يبتغي اصحابها من ورائها التسويق، ومن يصر على هذا النوع من التفكير يعني انه على سبق من الاصرار والترصد يعزف فيه على وتر خبيث، لكن الجميع لابد ان يعرف ان العراق لن يعود مملكة حكرا على هذا الطرف او ذاك ومن لا يقبل فليضرب براسه عرض الجدار.

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]