الواقع العراقي بقدر ماهو كارثي، بقدر ماهو مكشوف وواضح للمراقب ولايخفي أسراره، فأكثر فضائح العراق متوقعة والكثير منها كنا نحذر منه مرارا .

وهذه فضيحة جديدة من النوع الثقيل جدا .. فقد أعلن الجنرال وليم كالدويل الناطق الرسمي بأسم القوات المتعددة الجنسيات : ان رواتب أجهزة الشرطة في مدينة الانبار قد تأخر دفعها من قبل الحكومة العراقية .

ياللهول !.. شرطة مدينة الانبار الابطال الذين يحاربون الارهاب بأجسادهم وأرواحهم ليل نهار هؤلاء الغيارى الشرفاء الذين ثاروا ضد مجرمي القاعدة والتكفيريين وسحقوهم .. الحكومة العراقية تكافؤهم بالجحود والإهمال وقطع رواتبهم !

ماذا يعني هذا؟ .. يعني ان الحكومة العراقية ترسل رسالة واضحة الى الشرفاء من شرطة الانبار وتخبرهم بأنها ليست مهتمة في مكافحة الارهاب، وانها تدعوهم الى ترك سلك الشرطة والإلتحاق بخلايا القاعدة وبقايا البعث الذين يدفعون رواتبة افضل من الحكومة لهم !

هل تأخير رواتب شرطة الانبار مجرد خلل روتيني من قبل وزارة المالية التي يشرف عليها بيان جبر صولاغ؟ .. الجواب لا وألف لا، وانما هذا التأخير مقصود تماما .

لقد سبق وشرحنا في مقالات عدة ان ليس من مصلحة الاحزاب الشيعية والكردية والسنية وايران وسورية وقف جرائم الارهاب والقتل والفوضى ..

فهذه الاحزاب المهينة على الحكومة يتوقف نجاحها في سرقة المال العام وتهريب النفط والاستيلاء على كركوك ونفطها وتمزيق العراق الى دويلات طائفية وقومية على استمرار الارهاب والقتل وبقاء العراق منهكا جريحا وعلينا تذكر هيمنة ايران على الحكومة العراقية ومشروعها التدميري الذي يعتمد على مواصلة الارهاب .

واذ أضفنا سكوت الحكومة العراقية على سقوط مدينة ديالى بيد الارهابيين وغياب تحركها الجاد لمحاربة الارهاب وتحرير ديالى منه، وقبلها تأخر الحكومة شراء أجهزة كشف المتفجرات، وكذلك غياب المحاكمة الحقيقية وانزال عقوبات الاعدام بحق الارهابيين .. سنكتشف هول الجريمة، ونلمس بوضوح تعمد الحكومة العراقية أهمال موضوع مكافحة الارهاب وان الحكومة بأحزابها الشيعية والسنية والكردية شريك في جرائم الارهاب وداعم له .

خضير طاهر

[email protected]