دخلت غرفة النوم الليلة الماضية، تمددت على السرير، أشعلت جهاز الكمبيوتر، وانسابت موسيقى منه لفرقة quot;Enigmaquot;، وانزلقت يدي ببطء تجاه quot;شرق عدن غرب اللهquot; للشاعر الراحل محمد الماغوط، لكي أقرا ما تيسر قبل النوم، وبينما كانت يدي التعبة تنساب لرف الكتب، ذهلت من الحالة المزرية التي تعتري بعض أغلفة الكتب، فمنذ شهرين لم أجد وقتاً لكي أرتبها، وأمسح الغبار عنها، حتى بت أشعر أنها تصرخ quot;دخيل الله ارحموني..quot;، استعذت من الشيطان الرجيم، واتخذت قراراً لا رجعة فيه، وهو تطوير كل ما في المنزل بحيث يصبح ينظف نفسه بنفسه.

وفعلاً ركبت في سقف كل غرفة من غرف المنزل وحدة quot;تنظيف، تجفيف، تدفئة، تبريدquot;، حتى أصبحت أتمكن بضغطة زر واحدة من رش ماء مع صابون في الغرفة أتوماتيكياً، وبضغطة زر آخرى ينزل الماء على الأرض لإزالة الصابون، وبعدها يدخل تيار هوائي قوي يجففها.
وبالطبع فقد صممت أرضية كل غرفة بشكل هندسي، بحيث يكون فيها انحدار بسيط، مما يجعل الماء ينحدر تلقائيا إلى مصرف خاص للمياه، وإذا كان هناك شيء من الماء لم يصرف فإنه يجفف بواسطة التيار الهوائي المندفع من المروحة.

ونسيت أخباركم، أنني قد وضعت بطريقة جمالية وفنية كل اكسسوارات وتحف الغرفة الثمينة والحساسة داخل أوعية زجاجية حتى لا تتأثر بالماء، الجدران والأسقف والأرضيات، وكذلك أثاث الغرفة قد صنع من مواد وخامات مقاومة للماء، ولم اكتف بذلك فقط بل ملأت المنزل باختراعاتي الذكية، فهناك أكثر من 68 جهازا من اختراعاتي، على سبيل المثال، دولاب المطبخ مثلا.. يغسل ويجفف الأطباق الموضوعة بداخله، دولاب الملابس في المنزل يستخدم كدولاب لتخزين الملابس وكغسالة وكمجففة، وكل ما علي فعله هو تعليق الملابس داخل الدولاب فقط، كل دورات المياه والمغاسل تنظف نفسها، وطبعا لا يوجد سجاد في المنزل لأنه باعتقادي يجمع الغبار فقط.

ولكن يبدو أن ما نسيت أخباركم به، هو أن الاختراعات السابقة، لم أكن منفذها، بل هذا ما فعلته السيدة فرنسيس من ولاية انديانا في الولايات المتحدة، كما جاء على موقع جريدة الجزيرة السعودية، ولهذا فقد بقيت الكتب لدي بلا تنظيف، وأسمعها الآن تصرخ.. فعذراً سألقي عليها نظره، لأني بت أخاف عليها أن تنتحر..!!

خلف خلف