بعد نجاح ثلة لئيمة وحاقدة من العسكر بالقضاء على ثورة 14 تموز وقتل قائدها الطيب عبدالكريم قاسم في رمضان الأسود عام 1963 حيث أزهق الإنقلابيون أرواح عشرات الآلاف من خيرة أبناء الشعب العراقي. أجرت أحدى الجرائد البعثية لقاءً مع أحد الغدارين. أحمد حسن البكر ليتحدث عن ذكرياته في سجن عبدالكريم قاسم الذي أطلق سراحه منه بعد أسابيع معدودة رغم اُتهامه بالتآمر على الثورة..
قصة البكر في السجن كانت ( مأساوية ) وجعلت الدموع ( تنهمر ) من عيون قرائها مدراراً للأفعال القاسية والممارسات الشنيعة التي طبقها السجانون به بأمر من عبدالكريم قاسم لذلك فكر لو أستولى مع حزب البعث على السلطة لجعل السجون العراقية خالية من مثل ما تعرض هو له من تعذيب وأساليب تحط من قيمة الإنسان!!!


إليكم القسوة والعذاب والإهانة التي نالها ابو هيثم من ( جلادي ) عبدالكريم قاسم كما رواها أحمد حسن البكر بنفسه.

بعد إسبوع من سجني دخل ضابط ومعه جندين إلى غرفتي طالباً مني تسليمه جهاز الراديو الذي كان بحوزتي إذ به كنت مرتبطاً بالعالم الخارجي!!


رفضت إعطاءه له فبادرني بالقول. سيدي أنا عبد المأمور فقد إستلمت برقية من جهات عليا تأمرني بسحب جميع الراديوات التي وزعناها على المساجين.!!!


قلت له هذا ظلم فأنا بين أربعة جدران والراديو يسليني!!؟
رد الضابط. أنا أدرك ذلك ولكن الأوامر جاءت من فوق وأنت عسكري يا سيدي وتعرف بأن عليّ إطاعتها وتنفيذها..


ثم أمر الجنود بأخذ الراديو وبقيت بدونه إلى أن أطلق سراحي بعد عدة أسابيع!!!!!
وماذا غير هذه الواقعة يا سيدي الرئيس؟؟. سأله الصحفي.


أجاب ابو هيثم. نوعية الطعام. حيث كانت الوجبات التي تقدم لي هي نفسها التي تقدم لبقية المساجين الجنود دون أعتبار لرتبتي العسكرية. إعترضت بقوة على ذلك واُستجيب لطلبي ولكن حدث ذلك قبل خروجي من السجن بإسبوع واحد!!!


الصحفي المسكين بلع سخف الواقعتين لذلك لم يطالبه بذكر اُخريات لإحساسه بأنه سيقص عليه أتفه منهما فأدار الحديث بإتجاه التساؤل منه عن سياسة نظامه الجديد. ولكنه. أي الصحفي. كان جريئاً حين نشر كلام ابوهيثم لنقارن اليوم حكاياته عن سجون الشهيد عبدالكريم قاسم مع ما إستحدثها هو وحزبه الفاشي وبتوجيهات أبشع إنسان عرفته الدنيا. صدام حسين. الذي تفنن بأساليب التعذيب والتنكيل التي فتح طغاة وقساة التاريخ أفواههم له تعجباً وليسرد سجاني وجلادي معتقلاتهم قصص وروايات ضحاياهم لأن الموتى لا يتكلمون.....!!!!

حسن أسد