برز على صفحات ايلاف مؤخرا الكاتب الكردي علي سيريني بكتاباته النقدية العميقة التي شكلت صدمة للأكراد، وكذلك شكلت مفاجأة سعيدة لي.

وعلي سيريني شاب من مواليد 1975 تكوينه الفكري الاساسي الثقافة الدينية حيث درس في الحوزات الدينية، ولعل توجهه الاسلامي أحد أسباب تخفيف غلواء التطرف القومي لديه الذي يتصف به عادة الاكراد.


سنكتشف أهمية ظاهرة الكاتب سيريني في حال تعرفنا على سايكولوجية الشخصية الكردية المغلقة تماما على المشاعر العشائرية / القومية والتي شوهتها عملية التعبئة القومية التي تقوم بها الاحزاب من اجل ديمومة مبرر وجود تلك الاحزاب وارتزاقها على الحروب والقتل والعمالة لمختلف أجهزة المخابرات الدولية.


فالشخصية الكردية المثقفة والعادية تتساوى في تطرفها القومي وتحجر تفكيرها السياسي، وغياب إيمانها بمفاهيم الديمقراطية والعدالة والمواطنة والولاء للأوطان لدرجة انك لست بحاجة لمناقشة الاكراد لأن الأجوبة الببغائية معروفة ومتشابهه لدى الجميع.


ولعل من أخطر العيوب في الشخصية الكردية هي غياب الوعي النقدي المعرفي المتحرر من التعصب العشائري والحزبي والقومي، وبسبب انعدام الممارسة النقدية تجد جمود الحياة الاجتماعية والسياسية، وتسلط ديناصورات الاحزاب منذ عشرات السنين دون تغيير !


طبعا مع اعجابنا بكتابات سيريني.. يجب عدم إستبعاد عنصر الشك هنا بخصوص النوايا والاهداف، فمن باب الاحتمالات لايستبعد ان تكون كتاباته دعاية مقصودة لإبراز وجه الاكراد الديمقراطي امام الرأي العام العربي كجزء من مخطط كردي اعلامي سياسي لتضليل الرأي العام العربي، وربما تكون كتابته تنطلق من نوايا نبيلة معرفية خالصة.

خضير طاهر

[email protected]