من المعلوم ان كل جماعة مهنية تسعى تضامنيا ولغرض المحافظة على حقوقها الى تشكيل منظمة تتولى بالنيابة متابعةمشاكل هذه المجوعة مع ذوي الشان لتخليص القضايا العالقة وفك ما يشتبك من امور تخص المنتضمين في هذه المجموعة......
ولكن هل توصيف الادباء والكتاب يتوافق مع خصائص هذه المجموعات المهنيه؟
الاصل في اساس كل مجموعة مهنية انها تمارس نمطا من العمل متماثلا وانها تكسب جراء هذا العل موردا ماديا وان لها حقوق ثابتة ومستحدثة وعليها واجبات معلومة نصا..
وما اسلف لا ينطبق بالاطلاق على الصنف مدار حديثنا، اعني الكتاب والادباء، حيث ان (عملهم !) غير ثابت وغير مجد ول ريعيا حيث لا يحدد فيه مكسبا ولا اعوام خدمة وليست لديهم طبيعة عمل موحدة يمكن الاحتكام لها في التقييم والتقويم وهو مدار اشتغال النقابات والمنظمات..
اذن من اين نشات فكرة وجود اتحاد للادباء والكتاب ومنحه هذه الصفة الاعتبارية ؟
انها فكرة شيطانية انتجتها مؤسستان بالتراضي، بل بالتواطؤ:
النظام السياسي القائم، اولا
ثم الحزب المهيمن ( او الاحزاب المهيمنة في حالة وجود تحالفات سياسية او مظهر شكلي من مظاهر الديمقراطية) ثانيا.
يلعب الادباء والكتاب لعبة ايديولوجية خبيثة، فتلعب الدولة مسنودة بالحزب او الاحزاب لعبة اكثر مكرا تحتوي لعبتهم، او تثبتها في اسوا تقدير..
يترك الاديب، عند الحاجة مهامه الفنية والجمالية، ليشتغل مع شيطان الدولة لعبة الابتزاز الابدية :
تدفع لي فاصمت!
ادفع لك فتدعني في شاني!
غير ان في كل قبيلة ثمة متمردون، اما لغاية الكسب الاكثر، او لاسباب اخلاقية تتعلق بالضمير الادبي والكرامة الشخصية والانفة من استلام المال العام دون عمل محد د...
في بداية تاسيس الجمهورية العراقية ارادت الاحزاب المهيمنة حينها ان تكافيء الشعراء والكتاب على جهدهم الدعائي في في تحريك شارع العامة ضد المملكة العراقية التي كانت قائمه وفي تاليبهم على الشخوص النافذة في المملكة بشكل يصل حد اللااخلاقية ndash; مع الاسف الشديد ndash; من طعن بالاعراض وسخرية بالاشكال المظاهر مما هو ليس من غايات الشعر الانساني علاوة على كونه ليس من النبالة بشيء (ولو راجع ناقد امين طبيعة الخطاب الشعري الاخلاقية لخرج بنتائج لا تصب على الاطلاق في مصلحة الرموز الادبية التي طالما كنا نشعر ازاءها بالتقديس)
ازاء هذا الجهد قررت الدولة الجمهورية الجديدة وبدعم الاحزاب التي ينضوي تحتها هؤلاء الادباء والكتاب دعم تشكيل مثل هذه الجمعية ( التي اعتبرت زورا وبهتانا جمعية مهنيةوعوملت وفق قانون الجمعيات والنقابات المهنية )...
مذاك وهذا التشكيل لم يخرج اطلاقا من خيمة الايديولوجية السائدة، او على الاقل المزاج السياسي المتصدر، وكان الاقلة من ذوي الضمائر الادبية ينسحبون هروبا من واجب الطاعة باتجاه الهجرة، غير ان البعض منهم والذي يشكل الحزب كرياته الحمراء لايلبث ان يعود لمؤسسة الطاعة، وبقيت هذه المؤسسة وحيدة موحدة بالالزام وكان جميع المنضوين تحتها هم من طينة واحدة متكافلين في اسناد نظام الدولة القائم لايحيدون عن ذاك قيد انملة والا ...خسروا شيئا ما يعرفونه هم لوحدهم !
نعم لابد ان هنالك شيئا ما سيخسرونه والا ما معنى هذا التصارع والتكالب المدعوم حزبيا على مؤسسة لا بالعير ولا بالنفير في وجدان الاغلبية الساحقة من الجمهرات البشرية ؟
ثم ماذا قدمت وماذا ستقدم منذ نشوئها وحتى قيام الساعة طالما انها لاتمتلك قوة مصرفية ولاحتى معيشية او شرائية ؟
وماذا ستقدم طالما هي تستجدي البضعة الاف دولار من مليارات النفط، تستجديها استجداء من السياسي الذي لا يستطيع تعداد عشرة اسماء من اهم ادباء البلد لتنفقها على مهرجانات هزيلة لا دافع لحضورها الا رؤية الادباء بعضهم البعض والاغتسال في بانيو حمام فندق الدرجة الاولى؟
الم تغدوا هذه المؤسسة ملاذا للكسالى الذين لايجيدون من صنائع الخلق شيئا غير الاتكاء على ارائك المقاهي ومطالبة المال العام بنصيب جزاءا وفاقا لكسلهم؟
سيعترض البعض على صفتي الكسل والبطالة ولكنني اكررهما مستندا بذلك الى منطق عقلاني بسيط :اليسوا هم كتابا ولاجل هذه الصفة انتسبوا لهذا المجمع؟ حسنا ..لم ينوجد في تاريخ العراق مثل هذا الكم من الصحف والمجلات والقنوات الفضائية ووسائل الاتصال الاخرى..فليكتبوا ويعتاشوا من كتاباتهم ..
في دول اخرى يقوم الكتاب الراسخين بدفع جزء من محاصيل نتاجاتهم الادبية كمنح مالية لتشجيع الادباء الشبان فلا يحتاجون لاتحاد هزاة في تذلله امام رموز الدولة من اجل بعض المال لتسمين العجول الثقافية
الكاتب هو الذي يكتب ويعيش، فان لم تف الكتابة بمتطلبات العيش فليجد عملا شريفا يعتاش منه ولا اظن ان من يعمل سيعمى عن الكتابة.....
كما في اوقات سابقة قامت هذه المنظمة بعمل غير مشرف وهو استحصال رواتب للكسالى وفاشلي التعلم وكتبة العرائض، رواتب هي اعلى مما يحصل عليه الطبيب والمهندس والاستاذ حينها ها هي تحاول مرة اخرى افساد جيل اخر بترويضه على الكسل وتشجيع العشرات ممن سدت في وجوههم افاق العمل على الا( االا نخراط) في العمل ( الادبي )من خلال محاولة استحصال رواتب لهم مثل ما يحصل المعوقون والارامل والعجزة ..
اليست هذه المؤسسة عبئا عاى المجمتمع والدولة ؟ الم تبلغ درجة الخرف ؟ الا ينبغي دفنها والتفكير في اختلاق بدائل جديدة تساهم في التنمية الثقافية دون التقرد على اموال اليتامى ..المسروقة اصلا
اعتقد ان الاوان قد حان لاغلا ق ملجا الكسالى هذا الذي لم يقدم لاديب عراقي شيئا سوى لافتة سوداء تنعي البعض وليس الجميع، فهنالك المحاصصة الطائفية والحزبية ايضا حاضرة عند رحيل الادباء