لم اكن أنوي الكتابة عن الوضع العراقي بعد المجزرة التي حدثت في شمال العراق للشعب الأزيدي وعلى مرأى ومسمع القيادات العراقية كلها كردا وعربا وإيرانيين وأمريكيين وسوريين ومن لف لفهم من بقية الاستطلات العربية والأقليمية والدولية. وقبل أن تنتهي الجزرة أعلنت الأحزاب الحاكمة مرة أخرى عن تشكيل جبهة سياسية عتيدة وهذه تحدث أول مرة ربما في تاريخ الديمقراطيات المصنعة عراقيا! هذا التحالف يؤكد أن هذه الأحزاب قد رفضت الاعتراف بفشلها في حل الأزمة العراقية، وتأكيدا على ذلك قامت بلملمة نفسها في تحالف جبهوي حاكم، وأمتعونا برفض الهاشمي الطرف المتبقي في الحكومة مع التيار الصدري بالانضمام إلى هذه الجبهة! وربما لأن الخبر لم يعطي ثماره ولم يوقف الدم العراقي رأوا قادة هذه الجبهة أنه لم يتبق من مشاكل في العراق سوى الإعلان عن ملاحقة السيدة رغد صدام حسين، والتهمة هي دعمها للإرهاب وهي أكثر من تضررت على الأقل أطفالها من إرهاب أبيها! وهنا يختلط لدينا الجانب الإنساني بالجانب السياسي في تخلف واقع المنطقة، وكيفية نشوء الظواهر واندحارها، وأنا بت الآن متأكدا من أن الحكم في العراق بات أعجز من أن يتخذ لو قرارا صحيحا بعيدا عن تغطية التواجد الإيراني السوري وعن غباء السياسة الأمريكية، إذا كانت رغد صدام حسين هي التي تدخل الإرهابيين مع شاحناتهم فلماذا لا تقدم حكومة المالكي دليلا للحكومة الأردنية التي أبدت موقفا إنسانيا تشكر عليه من خلال رفضها تسليم السيدة رغد،لم يبق مشكلة لدى الأنتربول الدولي في العالم سوى رغد صدام حسين! كان من الأجدى بالحكومة العراقية أن تطلبها عن طريق الأنتربول مع أبناءها الذين يتمتهم جدهم وأخوالهم، نحن ميالين إلى أن ثقافة انتقامية هزيلة تحركها طهران وتهافت الحلول التي تقوم بها الأحزاب الحاكمة من أجل لحلحة الوضع العراقي، السيد المالكي يقوم الآن بزيارة إلى دمشق ويريد افتعال مشكلة مع حكومة الأردن التي لن تستطيع بأي حال من الأحوال تسليم السيدة رغد! لماذا في هذا الوقت بالذات يريدون إحراج الحكومة الأردنية؟ هل لتغطية زيارة المالكي للحليف الإيراني؟ أم أنها لتمرير مواقف هذه الحكومة الهزيلة والتي عبرت عن أنها لا تريد وضع يدها على الجرح العراقي، بل تريد مزيدا من الجبهات التي تفتعل المشاكل لخصوم الحلف الإيراني من جهة ولتأجيج المشاعر الطائفية! لا نعرف هل رغد صدام حسين في نظام أبيها أخطر من السيد الصحاف؟ ومع ذلك ليس المشكلة هنا يجب أن ينسى الآن نظام صدام حسين ورجالاته! أبحثوا عن حل لوقف الدم العراقي.
والآن لنترك موضوعة السيدة رغد والتي هي في النهاية أم لأطفال تيتموا من قبل أقرب الناس إليهم! وإذا كانت فعلا متورطة في الإرهاب كما يقولون فليقدموا دليلا على هذا الأمر للرأي العام العربي والعالمي! وحتى أنا شخصيا لايهمني إن كانت تشعر هي بمأساة أطفالها أم لازالت ترنو نحو السلطة من جديد؟ كل هذا لايهم بالنسبة لنا فليس رغد صدام حسين هي من ترسل الإرهاب للعراق! والحكومة تعرف ذلك فالإرهاب يأتي أحد مرجعيات هذه الحكومة العتيدة! لهذا مطلوب من التحلف الجبهوي الجديد الدخول إلى لب المشكلة العراقية ووضع اليد على الجرح.
ويبقى السؤال معلقا لماذا الإصرار على إحراج الحكومة الأردنية والملك عبدالله الثاني؟