فى عام 1936 وبمساندة من هتلر وموسوليني والجناح اليميني من الكنيسة الكاثوليكية، قامت ثورة ضد الحكومة الأسبانية. نجحت الثورة بمساعدة الجنرال فرانكو قائد الجيش. اقيمت انتخابات فى شباط (فبراير) من نفس السنة، فازت فيها الجبهة الشعبية حيث أخرجوا جميع المعتقلين السياسيين واعلنوا الأصلاح الزراعي، وابعدوا ضباط الجيش اليمينيين ومن ضمنهم الجنرال فرانكو لخارج أسبانيا. نتيجة لهذه الأحداث هرب الأثرياء بأموالهم من البلاد مما تسبب فى هبوط سعر العملة، وادى الى أضرارا فادحة بالتجارة والسياحة. فى أيار (مايو) من نفس السنة نحي الرئيس المحافظ عن منصبه واستبدل بآخر يساري الاتجاه. وفورا بدأ بعض قادة الجيش ومنهم الجنرال فرانكو بالتآمر على الحكومة لقلب نظام الحكم. على اثر ذلك نشبت الثورة فى منتصف تموز (يوليو) من نفس العام (1936).
قام الاشتراكيون والشيوعيون فى الدول الأوروبية بتشكيل كتائب عسكرية أجنبية دخلت أسبانيا لحماية حكومة الجبهة الوطنية. وبعد يومين فقط من وصولهم استولى فرانكو على قيادة الجيش وطلب العون من هتلر الذى مده بالمتطوعين والطائرات. استمرت المعارك الطاحنة الى نهاية آذار(مارس) 1937 وأعلن فرانكو عن ايقاف اطلاق النار.
كانت حصيلة المعارك:
القتلى من الجنود الأسبان = 130 ألف جندي
القتلى من الجنود الأجانب =5300 جندي
وكانت خسارة الكتائب الأجنبية:
2000 جندي ألماني
1000 جندي فرنسي
900 جندي أمريكي
500 جندي بريطاني
1000 جندي من باقى الجنسيات
وبعد انتهاء الحرب أمر فرانكو باعدام 100 ألف سجين ومعتقل، ومات 35 ألفا فى المعتقلات. وحل الخراب بالبلد الذى حكمه العسكر لعدة عقود.
قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية فى عام 1945 وعندما تأكد فرانكو من هزيمة ألمانيا انقلب عليها وانضم الى الحلفاء. مات فرانكو فى عام 1975، وحال موته حطمت تماثيله و غيرت أسماء الشوارع والساحات والمدن التى اطلق اسمه عليها وبدلت بأسماء أخرى.
اليوم سمعت أخبارا مقلقة عن تغيير محتمل فى موقف بوش من الوضع فى العراق، وان السعودية حال انسحاب الأمريكان ستمد السنة فى العراق بالمال والسلاح. عودتنا حكومة بوش انه كلما قامت بحركة جديدة يسوء الوضع أكثر فى العراق، شأنهم شأن الواقع فى رمال متحركة، كلما زادت حركته كلما غاص أكثر. ولكن ان وقع المحذور وانسحب بوش بسرعة تاركا العراق المخرب لمصيره، وتدخلت السعودية، ستتدخل ايران وستتدخل تركيا و ستحل بالعراق كوارث لا يعرف مداها الا الله، حيث سيكون العراق ساحة قتال للدول المجاورة والبعيدة، ويتشظى أهل العراق بين المتحاربين فيقتل بعضهم بعضا، وسيكون ما حدث فى أسبانيا نزهة فى بارك بالنسبة لما سيحصل فى العراق.
أبناء وطنى الأحبة، ان بلدنا على حافة هاوية سحيقة وانتم وحدكم تستطيعون انقاذه، تستطيعون ذلك باتحادكم وترك الخصومات بينكم. كذب عليكم زعماؤكم حينما قالوا لكم ان ما يحدث فى العراق هو حرب طائفية. انها ليست حرب طائفية بل هى نزاع بين الزعماء على المناصب وعلى اقتسام ثروات البلد بينهم. وانى اناشد هؤلاء الزعماء ان يعودوا الى رشدهم و يرحموا هذا الشعب المعذب المسكين المغلوب على أمره، وان يتركوا الخصومات ويتخلون عن الأنانية والمطامع الشخصية، فان التأريخ سيذكركم بما فعلتم من خير او من شر. وأقول لدول الجوار ان عراقا مدمرا سيسحبكم معه الى الهاوية، بعكس العراق الحر المتحرر الذى ستعم خيراته على الجميع.