قبل الإدانة والاستنكار... اعترفوا بوجود الخطأ والإهمال والتقصير!

عندما يتكرر الخطأ والاهمال الى حد التقصير في اداء الواجب الذي يجب ان تقوم به الحكومة نحو ابنائها وحسب المسؤولية والمهمات التي تعتبر من اولويات عمل الاجهزة والدوائر والمؤسسات الحكومية وتصل النتائج المترتبة على ذلك الى مثل هذه النتائج المأساوية والكارثية التي تحدث في اماكن كثيرة من العراق، فأن ذلك يخرج من وصف المسميات اعلاه الى صفة الجريمة التي يتوجب البحث والتحقيق فيها ومعرفة الاسباب والوقائع التي ادت الى حدوثها والنتيجة التي احدثتها سواء كان المجني عليه فردا واحدا او مجموعة من الافراد.
ابناء الطائفة اليزيدية الذين تعرضوا الى مأساة ونكبة كبيرة يوم الثلاثاء الماضي 14 آب والمواقف وردود الافعال والبرقيات والمقالات والكلام الكثير الكثير الذي يقال داخل العراق وخارجه عن المجزرة الرهيبة التي تعرض لها سكان المناطق التابعة لقضاء سنجار والتي اظهرت الحصيلة النهائية لضحايا التفجيرات الى سقوط (810) بين قتيل وجريح ومفقود، بينهم (344) قتيلا، و(396) جريحا... فضلا عن (70) مفقودا لا يزال البحث جاريا عنهم.quot;وهي اعداد كبيرة تقل كثيرا عن عدد الاشخاص الذن سقطوا في الحرب التي دارت بين بريطانيا والارجنتين حول جزر الفوكلاند في ثمانينيات القرن الماضي،وهي مواقف مشكور اصحابها وتشكل صفحة من صفحات التضامن الموجود بين كافة ابناء الشعب العراقي الذي يعاني ويقاسي بسبب الظروف المعروفة، ولكن ماهو اهم من كل هذه المواقف وردود الافعال الاسئلة التي يجب طرحها على الجميع ومطلوب الاجابة عليها بكل صراحة ووضوح وشفافية، وهي :
هل ان ماحدث في سنجار كان خارج حدود التوقع والاحتمال؟ وهل انه جاء مفاجئا بحيث لم يخطر على بال احد ان حادثا مثل هذا يمكن ان يحدث؟ وهل ان الظروف والاحوال التي يعيشها ابناء تلك المناطق كانت جيدة وآمنة ومتوفره لهم كل الخدمات الضروية بحيث خلق هذا الحادث انقلابا ودمارا في حياتهم السعيدة؟
هذه الاسئلة وغيرها الكثير من الاسئلة التي لا يمكن لكل الكلمات الموجودة في كل اللغات المنطوقة بالشفاه او الراقدة في صفحات المعاجم والقواميس ان تفي او تشرح اوتوضح معاني ودلالات الالفاظ المحبوسة في حناجرنا ونحن نرى هذه المأساة الانساية لمعتقل ( عفوا مجمع سكني ) وهو يُباد ويتهدم على رؤوس ساكنيه من خلال صهاريج النفط التي استقبلها الضحايا المساكين بالترحيب والتهليل والتصفيق بعد طول غياب.
الى كل من يهمه الامر من السادة المسؤولين في الحكومة العراقية والاحزاب والحركات السياسية وممثلوا الطائفة اليزيدية في الاحزاب والبرلمان والحكومة والمرجعيات الدينية والوجهاء والمختارين والذين يحتلون واجهات المشهد الاعلامي والسياسي في الدفاع عن حقوق هذه الطائفة نقول لهم : قبل الادانة والاستنكار..اعترفوا بوجود الخطأ والتقصير والاهمال نحو اهلكم ونحو مناطقكم التي مازال يعيش ابنائها في المجمعات القسرية التي بناها النظام السابق في مجمعات العدنانية والقحطانية وتل قصب وغيرها من المجمعات التي كانت معتقلات جماعية كما هو حال مجمعات كلكجي وخانكي وغيرها والتي لم تستطع الحكومة العراقية وبعد اكثر من اربع سنوات من سقوط النظام ان تعيد عائلة واحدة الى مكانها الاصلي!
كاتب وصحفي مقيم في الدنمارك
[email protected]