لست من محبي الأدب الروسي ولكني سأستشهد بقصه منه، يروى ان هناك خنفس أراد أن يتحول إلى فراشه فنصحه ساحر إن يفعل كل شي بالمقلوب فعليه أن يأكل بالمقلوب وان يمشي الى الوراء وان يرتدي ثيابه على الوجه الأخر وغيرها المهم ان يمضي يوما كاملا على هذا الحال فعل صاحبنا هذا كله فلما جلجل الليل واراد النوم كان عليه ان ينام بالمقلوب أي على ظهره وليس على بطنه فنام على ظهره وبينما كان نائما شاهد سحليه تهم بالتهامه حاول ان يهرب فلم يستطع لان الخنافس لا تستطيع ان تقلب نفسها اذا نامت على ظهرها من تلقاء نفسها حاول وحاول دون جدوى حتى التهمته السحلية.لا ادري لما كلما تذكرت هذه القصه ارتبطت صورها بأرباب السياسة العراقية في الوقت الحالي، وحتى ادخل في الموضوع اعني السيد مقتدى الصدر وجبهة التوافق فالأول ليس له سياسة واضحة سوى الاعتراض على كل شي هو يعترض على الجيش على الشرطة على الحكومة وحتى المنتخب الفائز بذهبية آسيا لا لشي الا ليقول انه موجود او يريد ان يتحول الى فراشه هو يكفر من يشاء يقتل من يشاء بحجه الخروج عن الملة هو في الحكومه يوم واخر خارجها هو كتله في البرلمان يوما و يوما اخر هو منسحب هو مع المرجعية الحكيمة في النجف أول اليوم وهو عليهم أخر اليوم فهو الناطق وهم الساكتون وحتى على مستوى المذهب،عرف عن ألشيعه انهم لا يؤدون الزيارة مشيا على الاقدام سوى يوم اربعينيه الحسين وهو يمنعهم من هذا اليوم وعليهم ان يمشوا ليله النصف من شعبان لم أرى شخصيه متذبذبة ومعقده طوال التاريخ مماثله لشخصيته سوى شخصيه عبد الله بن الزبير. والآخرون واعني جبهه التوافق لهم سياسة واضحة المعالم نوعا ما وهي إفشال البرنامج الوطني الحكومي بالاعتراض تارة وبالتشكي تاره وبالانسحاب تاره أخرى سياسة كر وفر، ولا ادري هل هذا ينم عن ضعف الإدراك لما تعنيه المعارضة او أصول الحكم والسياسة وهؤلاء لم ارى لهم مثيل في التاريخ سوى الإخوان المسلمين أيام السادات. المهم كنت أتمنى ان يعلم الجميع ان المعارضة لاتعني التمرد و الاعتراض بل التصحيح وهذا ما شاهدناه في الديمقراطيات العتيدة فهاهو الحزب الجمهوري يقف صفا واحدا مع الرئيس روزفلت ايام الاعتداء الياباني على الولايات المتحدة وها هم الديمقراطيين يصوتون مع الجمهوريين أيام 11 سبتمبر واليوم يحاولون جاهدين تصحيح أخطاء الجمهوريين في العراق لا بالانسحاب او الهرج والمرج او الاغتيالات و التمرد بل بالتفاهم وهاهي إسرائيل تقف بأسرها وراء حكومتها أيام العدوان الاسرئيلي على لبنان الصيف الماضي،وهذا الشعب الالماني يختار مستشارتهم من القسم الشرقي لالمانيه ويقفون كلهم ورائها دون تمييز، ان المعارضة يحق لها التطلع للسلطة بل يحق لها الحصول عليها لكن متى هنا السؤال عندما تكون الدولة في حالتها الطبيعية لا في حاله حرب هكذا تعلمنا من تاريخ الديمقراطيات التي تسبقنا بأشواط بالرغم من انه ليس هناك نص مكتوبا يلزمهم بهذا ولكن الغيرة على البلد ونكران الذات هي التي تحركهم.
ولا اظن أن هناك دوله في العالم كله تخوض حربا على كل الجبهات مثل الدولة العراقية الحالية فالحرب من دول الجوار ومن دول الداخل(القوات المتحالفة وغير المتحالفة ) ومن إطراف ومذاهب وايدوليجيات وقوميات ومصالح وإرادات مختلفة المنابع والمشارب.ويعلم الله إني لست من المدافعين عن هذه الحكومة او من المعجبين بها ولكني أدافع عن النظام وعن أصول الحكم وطرق ألمعارضة وإنا كنت من الحالمين بحكومة ومعارضة على أصول الديمقراطية الحديثه لا على أصول الاحتراب وطريق الخراب والتمرد، وعلى كافه الإطراف ان تدرك انها متى ما حاولت ان تنقلب على ظهرها لن تتحول إلى فراشه و أنها أسهل صيد لسحالي أليل والنهار على حد سواء هذا ان لم تكن وحوشا وليس سحالي ويوم لا ينفع الندم ولا عض الأصابع ومصمصه الشفاه
في امان الله
ualshemary @yahoo.com