سمعت كثيرا عن اشياء تسرق ثمينة ورخيصة، ولكن لم اسمع عن حرية رأي تخطف مقابل كمية من الدنانير، هل حقا وصلنا إلى هذا المستوى من الإرهاب الفكري والروحي؟ لا أدري حقا
طرح هذا التساؤل الغريب وأنا أقرا مقالا لكاتبة كويتية في جريدة الرأي العام الكويتية تطالب فيه الكاتب المصري احمد حجازي أن يحتجب عن الظهور مقابل عشرين ألف جنيه مصري، لان مظهره يستبب في إزعاجها بل إشمئزازها، فكتبت تقول ( ورغم أختلافي الكامل والتام وتوجهات حجازي إلا أنني من باب درء الفتنة ورغبة..... في كل مكان )
وبذلك تكون الكاتبة الكويتية قد ألجمت الحقيقة التي لها أولوية الظهور العلني في الاعراف والدساتير والفلسلفات مقابل ( عطية ) من كيسها الخاص، ولا ننسى أ نها حتما تملك أ كثر من هذ ا المبلغ لانها من بلد نفطي.
هل هي حالة من الإستعلاء الخفي الذي تستبطنه بعض النفوس في بعض دول الدولار النفطي أم هي مزحة أرادت السيدة الكاتبة أن ترطب فيها أجواء عالمنا العربي مما يعاني من ويلات بسبب موجة الإرهاب الفكري والروحي الذي يتعرض لها الكتاب والمفكرون في مصر وغيرها؟
يبدو ان الكاتبة متأثرة ولحد اللعنة بنظرية الإقترا ن الشرطي للسيد بافلوف، فكأن وجه السيد حجازي يسترجع فكرا لا يعجبها ولا ينسجم مع روحها الكويتية الحساسة، فقررت أن تحرم هذا الوجه من حقه البدهي الذي يعارضه حتى حكام القرون الوسطى
ليست المسألة مسالة وجه يثير الإشمئزاز بقد ما هي مسألة ذوق وحرية، والذوق والحرية تؤامان لا ينفصلان، فمن لا يملك ذوقا لا يعرف قيمة الحرية
ولكن كما يبدو لي أن السيدة كانت تتصور أن حجازي كائن مادي وليس جمالي، ومن هنا أطلقت بادرتها الخجولة ! ولكن هناك من يعتقد أن السيد حجازي غني بفقره بالذات، لانه الفقر الذي جاء بسبب الموقف وليس العكس
وفي الحقيقة لا ألوم ا لكاتبة، فقد يكون لرائحة الدولار النفطي تاثيراته الخاصة بهويته، لأنه ليس بالدولار الذي تأتى بسبب عرق الجبين ، ولكن ألوم جريدة الراي العام التي تسمح بمثل هذه الدعوات على صفحاتها وهي الجريد ة التي لها شأنها الكبير عند القاري العربي
سوف لن يكون السيد حجازي هو الاول والأخير في ساحة التقايض على حساب كرامته وشعره وادبه وفكره من قبل سماسرة تملكهم الدولار قبل أ ن يملكوه، فتحولوا إلى أباطرة إرهاب فكري ذميم، ظنا منهم أن الكلمة رخيصة عند الجميع وفي كل الاحوال، ناسيا أن الله بدأ الكون بكلمة، وكان كلمة قبل كل شي
من هنا أدعو مؤسسات المجمتع ا لمدني وفي مقدمتها النقابات أن تأخذ على عاتقها تحسين أوضاع المواطن العربي كي لا يكون عرضة لمثل هذا الإبتزاز الذي بدا بحجازي لينتهي ربما بمقامات كبيرة على مستوى الفكر والعلم والدين والسياسة
وكلامي الا خير لكتابة المقالة أني ادفع لها أجر رضا الضمير لو أنها أستعاذت شيطان دولاراتها بصرفها على مشاريع خيرية تدر بالخير على بعض الخدامات السنغاليات في الكويت اللاتي كثيرا ما يخرجن من بيوت الخدمة ولم يعدن خوفا من (... ) وشكرا
[email protected]