طارق الهاشمي يحتل منصب نائب رئيس الجمهورية العراقي، بدون استحقاق انتخابي لامن بعيد ولامن قريب. بل تحت شعار بائس في عراق اليوم يطلق عليه quot; حكومة الوحدة الوطنية quot; وكأن الذين فازوا بالاغلبية البرلمانية والسكانية الساحقة وتلك الملايين التي خرجت عن بكرة أبيها وفي ظل ظروف قاهرة وارهابية غاية بالقسوة والخطورة، لاتكتمل الوطنية العراقية بهم وبخياراتهم الديمقراطية، الابمشاركة الاخرين واستحواذهم على مناصب دون أدنى استحقاق انتخابي ودستوري. واذا كان من الممكن عند البعض الذين يعيشون تحت ظلال أعلى طبقات quot; النرجسية quot; والتخيلات والاوهام. أن مثل هذا التنازل من الاغلبية للاخرين ممكن ان يساهم برص الصفوف وتقليل الخسائر البشرية والوطنية على حد سواء. فان هولاء quot; النرجسيين quot; في الحالتين يرتكبون اخطاء كبرى بحق الدستور العراقي وبحق الوطنية العراقية وبحق الناخب العراقي الذي تم التفريط بخياراته بشكل فاق كل تصور. وها هي تصرفات وتصريحات طارق الهاشمي نموذج حي ومباشر على حجم الكارثة التي تحيط بمستقبل العراق ودفع الاغلبية الى خيارات مصيرية اخرى لم ولن تنفع معها في يومها الف صيحة والف تمثلية ومسرحية هزيلة كتلك التي قام باخراجها الهاشمي في سجن وسط بغداد. وهو نفسه صاحب شعار ( سنجعلها انهارآ من الدماء ) ذلك الذي اطلقه مباشرة من على شاشات كل الفضائيات العراقية والعربية بعد تفجير مرقد الامامين العسكري الهادي quot;عquot;.
هذه المرة تصريح وصرخة الهاشمي انطلقت من سجن وسط بغداد ، وذلك بعد ان قام بزيارة هذا السجن مع كاميرات ومصورين تم اعدادهم مسبقآ لهذه المهمة quot; المسرحية quot; ( ولااعرف لحد هذه اللحظة ماهو السند القانوني والدستوري الذي يسمح له بالدخول الى احدى اهم المراكز الامنية في بغداد، وبهذا الشكل الفج !! ) . حيث قال الهاشمي نصآ ( هذا ظلم وعار) وهنا انا ليس بصدد مناقشة الوضع القانوني لهولاء المساجين واسباب سجنهم. لاني ليس مطلع على هذا الجانب. واتمنى من كل قلبي واطالب الحكومة بصوت عالي ان تحسم أمر هولاء المساجين بشكل قانوني واضح ومحدد، اذا كان لم يحسم لحد الان. لكني هنا اركز على توقيت ونوايا هذه الزيارة. وبنفس الوقت عن سبب تسريب هذا الفلم الى القنوات العالمية والعربية !! رغم اني لم أرى استثناء بهذه الصور لاي حال متوقعة لسجن كبير خاص ببعض المتهمين او المحكومين. فصور كاميرات الهاشمي اظهرت سجناء يقفون وراء القضبان !! وهذا تصور طبيعي لحال اي سجن. الااذا كان الهاشمي يتصور انه في زيارة quot; لقصر السلطان في الباب العالي quot; في اسطنبول مثلا. فان هذه الصور التي عرضت ستكون فعلا مفاجاءة. خاصة ان المسجونين لايمكن ان يدعي هو او غيره انهم من طائفة معينة بل كان واضحا وبشكل كبير عكس ذلك تماما. رغم ان عددهم الذي اعلنه الهاشمي لايزيد عن 2700 سجين.
ومع صرخة الباطل التي اطلقها الهاشمي وهو يقول quot; ظلم وعار quot;. فان العار والظلم الحقيقي هو الاعلان في الفلوجة بنفس يوم زيارته للسجن عن العثور على مقبرة جماعية ارتكبها الارهابيين بحق المسافرين الشيعة على الطريق الدولي. وايضا العار والظلم الحقيقي هو، وايضا بنفس اليوم اكتشاف في البصرة بحي الحسين المقبرة الجماعية رقم 425 التي ارتكبها النظام الساقط بحق الشيعة في العراق. فاين صوت الهاشمي من هذا الظلم الحقيقي والعار الكبير !! واين كان عار وظلم الهاشمي يوم غيب و قتل النظام الساقط في نفس هذا السجن عشرات الالوف من خيرة شباب العراق، وكان نفس طارق الهاشمي وليس غيره يعمل برتبة quot; مقدم ركن quot; في اهم الدوائر العسكرية الامنية انذاك !! وايضا اين كان ظلم وعار طارق الهاشمي يوم جاء النظام الساقط بالابرياء من ابناء الكويت ونفذ بهم الاعدام دون وجه حق وبنفس هذا المكان وليس غيره، يوم كان نفس طارق الهاشمي وليس غيره يعمل لصالح اجهزة نظام الصنم في الكويت نفسها اكثر من عشرة سنوات قبل واثناء غزو الكويت !! واين يرقد ظلم وعار الهاشمي ومليشيات حزبه الارهابية في الاعظمية تطلق القذائف والهاونات على مرقد ( أبن بنت رسول الله quot;صquot; ) الامام الكاظم quot;عquot;. واين صوت الهاشمي وظلمه وعاره من المذابح والتفجيرات التي يتعرض لها الشيعة على وجه الخصوص في بغداد كل يوم !!
يبدو ان اللعبة الطائفية التحريضية القذرة التي لعبها المدعو محمد الدايني مع القناة الانكليزية الرابعة في الفلم الوثائقي quot; مدفوع الثمن quot;، قد عجبت الهاشمي فاراد هذه المرة ان يلعبها من وسط بغداد وبشكل مجاني، في خطوة بائسة ومفضوحة وتحريضة ضد حكومة المالكي بعد عن فشلت وبشكل ذريع قائمة التوافق وعلى راسها طارق الهاشمي من اسقاط الحكومة وايجاد فراغ سياسي كبير. وهو يريد من تصرفه الكسيح هذا ان يعمل نوع من الضجة المفتعلة الكاذبة شبيهة بكذبة quot; سجن الجادريةquot; المزعوم، والهاشمي مطمئن من وجود الكثير من فوهات السؤ من الاعلام العربي الطائفي و التحريضي والمنحاز مسبقآ.
لكن يبقى السؤال الاكبر يبحث عن اجابة مهمة.. كيف يستطيع الاخرين من القوائم الاخرى وخاصة الاغلبية من التعامل بل والتعايش مع هكذا نماذج انتهازية وطائفية وتحريضية، كيف يمكن الاستمرار الى مالا نهاية بالعمل المشترك مع هكذا نماذج تتاجر بدماء الابرياء ومشاعر الناس، وبمصير البلاد والعباد !! اتصور بل على يقين أنه يجب ان تطرح الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي خياراتها المصيرية الكبرى على طاولة النقاش الجاد والحقيقي. لان العيش مع هكذا نماذج تعيش باوهام العودة الى السلطة وحكم الاقلية للعراق أصبح اكبر من المستحيلات جميعها. ثم اذا كان شخص مثل طارق الهاشمي يطلق عليه لقب quot; المعتدل quot; فماهو حال الاخرين الغير معتدلين في قائمة التوافق !! اتصور ان الامور مع هكذا عقول بحاجة الى صدمة كبرى وبحاجة الى حقن جرعة اكبر يكون مضمونها واضح وبصوت عالي ( لاعودة لحكم الأقلية حتى في احلامكم. وتذكروا بان كل الخيارات الاخرى مفتوحة اما م الاخرين ) وحينها سيكون فعلا الظلم والعار يتلبس من كان الدافع الى هذه الخيارات المصيرية الصعبة. فاستمتع حينها بذلك ياطارق الهاشمي ومن معك بمركبك الطائفي البائس.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات