-1-
ليس إلا ايام قلائل على إنفضاض عرس ( الواوية ) من تجار الإقطاع والطائفية الذين انتجهم الإحتلال الإيراني -الأمريكي، وبعد ليلة أو إثنتين من هتاف الرئيس الطالباني بأن لا بديل عن المالكي إلا المالكي، يفاجئنا فخامته اليوم بصوته الجهوري ملعلعاً في حضرة الأمريكان ( إن من يضع فيتو على القائمة الوطنية العراقية والسيد علاوي فكأنما يضع فيتو على الكورد ذاتهم )..!
وفخامته يعرف والجميع عارفون أن الإتجاه الوطني العلماني العراقي لا يمكن أن يعطي الكورد أو غير الكورد ولا عشر معشار ما وعده به الآخرون من تقاسم عادل لثروة وأرض العراق مناصفة بينهم وبين الولي الفقيه..!
ما الذي جدّ يا ترى لينقلب فخامته بهذه السرعة الصاروخية ؟
او لم يكن سيادته حاضراً حين وصل الأمر الإيراني بتحريم التحاور مع علاوي وبقية العلمانيين العراقيين ؟
الم يشهد سيادته الحملات الإعلامية الوسخة غير المبررة التي سلطها حليفه الطائفي على السيد علاوي ؟
اما كان بمقدوره وهو في قمة السلطة أن يصحّح العملية السياسية ولو بالنصح، بدلا من الإصرار على التحالفات المشبوهة المريضة التي لا يمكن أن ينتج عنها ديموقراطية للعراق وفيدرالية آمنه لكوردستان ؟
لماذا لم يجتهد فخامته كما فعل علاوي في التقارب مع المحيط العربي الذي لا يمكن للعراق أن يعيش بأمان بغير إنسجامه مع هذا المحيط الذي هو بكل الأحوال اقرب للعراق والعراقيين من العجم والترك والأمريكان ؟
لماذا اسهم فخامته كما الآخر ( الطائفي ) في شتم العرب، وهو يعرف أن الآخر يتحرك بوحي من العجم، فبوحي منْ يتحرك جنابه ؟
وهل يظن سيادته أن الأمريكان مستعدين لبيع بترول الخليج وصداقة العرب والأتراك ومن وراءهما مليار مسلم، من اجل رضى الولي الإيراني الفقيه أو الأمة الكوردية التي لا تملك شروى نقير والمحاصرة بين اعداء من كل الجهات !!!
على كل حال... جديد فخامة الطالباني يثير ولا شك إلتباس كبير..!
اهو توافقٌ مع الإنقلاب الأمريكي على حكومة الطوائف التي كان سيادته ولا زال ابرز الداعمين لها وبمنتهى القوة ؟
ام هو هدير مدافع الترك والفرس الذي تناغم حجما وتوقيتاً مع ضغوط العرب والأمريكان على الخاصرة الطائفية الإنتهازية الرخوة القائمة اليوم في الجنوب العراقي ومدن المقابر المقدسة ؟
ام جميع هذا مجتمعا، مضافا لقوة المقاومة العراقية التي اثخنت الأمريكان جراحاً وخسائراً مادية مهولة، جعلتم مسخرة العالم كله.
-2-
ايها الطالباني الطيب.. تذكّر...!
بغير التوافق والتراضي مع عراق واحد موحد منسجم محكوم من أناس متحضرين، لا يمكن لكم أن تأمنوا على فيدرالية أو حكم ذاتي أو اي صيغة أخرى..!
بدون بغداد العلمانية الوطنية الكبيرة التي كانت وستبقى أبد الدهر حضناً ووعاءً وخيمة لكل العراقيين، يستحيل ايها الطيب لك أو لغيرك أن تأمنوا وإن في كهف جبل، فأعدائكم ليسوا مستعدين لقبول عراق ممزّق لأن خرابه خرابٌ لكل ما حوله، ووحدته ضمن حدوده الشرعية المعترف بها دوليا، هو ضمانة لحدودهم وهوياتهم الوطنية وشرعيتهم الجغرافية والسياسية.
أما حليفكم الطائفي فإنه وربي أول من سيسرب لكم الطوفان الإيراني، لتفاجئوا بالسيل قادم من البصرة والناصرية والنجف، بينما بيشمركتكم البواسل متخندقون عند حاج عمران وحلبجة وسيد صادق وبنجوين..!
ببساطة، لأن المؤدلج بالأساطير لا يمكن أن يؤتمن على واقع، وأنتم واقع والعراق واقع والأوطان واقع، والجغرافيا واقع.
اما حليفك فلا يعدو كونه وهمٌ..وهمٌ كبير توالت على مضغه اجيال وأجيال من الفاشلين الخائبين المحبطين ال...مهزومين..!
وَهْم الطفل المفقود الذي لا نشك في أنه مات ( وشبع موتا ) بواحدة من اربع:
سقط في بئر من آبار سامراء، أو اكله ذئب، او لدغته افعى أو مات بالطاعون أو الحصبة..!
أو إنه لم يوجد اصلا، بل خلقه العجم الذين لم يستطيعوا ( ولن يستطيعوا ) هضم هزيمة إمبراطوريتهم على يد البدوي العربي عمر..!
نأمل أن يكون خطابكم الأخير جاداً، لا حلاوة ذرفها اللسان في لحظة وجد وشجن سببه جلال وجود الأمريكان على رأس طاولة الحوار.
نريد منكم واقعاً، ايها العلماني البراجماتي الطيب.. واقعاً يغني العراق الجميل بكل أعراقه وبينها أهلنا الكورد الطيبون..!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.