عندما كنا في ألمعارضه، كل ألمعارضه، وعدنا شعبنا بالجنة على الأرض، وها نحن بعد أربع سنوات من سقوط الدكتاتورية وشعبنا لا يزال يحلم بجنة السماء؟ فلا المعارضة التي وصلت إلى سدة الحكم استطاعت أن تفي بوعودها ولا السماء استجابت لتضرعات الملايين المسحوقة من أبناء شعبنا!!!


نعم هناك الكثير من الشماعات التي يمكن أن نعلق عليها أخطاؤنا، ابتداء من الوجود الأجنبي، ومرورا بالتأثيرات الاقليميه وانتهاء بالإرهاب والارهابيين، فالمهم أن لا نعترف بالتقصير و بالممارسات الشاذة التي نمارسها، الممارسات التي تقف تماما ضد الأفكار والأطروحات التي كنا نبشر بها ونحن في المعارضة، ويهمني هنا أن أقف عند واحدة فقط من هذه الأفكار، وهي ثقافة التسامح واحترام الأخر، التي كانت تقريبا القاسم المشترك الرئيس الذي يجمع كل الأطياف والاتجاهات حوله، أو على الأقل لم يكن هناك من طرف رافض له، أما الطائفية السياسية والدستور الضائع بين المفاهيم الدينية والعلمانية والتراجع البائس فيه عن حقوق المرأة والمحاصصه المؤدية إلى تغيب الكفاءات والقناعة بالسلطة الحاكمة في دولة المنطقة الخضراء بعيدا عن آلام الشارع العراقي ومعاناته أليوميه.....الخ مما نراه اليوم على مسرح الأحداث اليومية في بلادنا والذي لم يكن قطعا ضمن برامج أي تيار أو حزب معارض فاتركه لمن يريد أن يتناول الموضوع وأعود إلى ثقافة التعددية و التسامح واحترام الاخرالتي بشرنا بها يوما ما واتساءل واسأل ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرين هل يصح ما قاله يوما الجواهري الكبير وفي ظروف مختلفة قطعا عما نحن فيه اليوم:
بلد تبنيه الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولا يتهدم!!!
أم أن الوقت قد حان كي نؤمن بما قاله احد السياسيين العراقيين:
بلد تبنيه الجماجم والدم تتقدم الدنيا ولا يتقدم!!!


الم يحن الوقت لنكرس جهودنا من اجل إحلال ثقافة التسامح واحترام الآخر بدلا من ثقافة الإقصاء والإلغاء والاجتثاث والتغيب والنفي الأعمى، أية مصالحه وطنيه نتحدث عنها ولدينا قانونا مكرسا دستوريا لاجتثاث طرف أخر، أقول هذا وأنا أتذكر جيدا وبكل وضوح وابتداء بالبيان رقم 13 لسنة 63 الخاص بإبادة الشيوعيين، وانتهاء بالأنفال وأسلحة الدمار الشامل وكل ماسي العراق السابقة والحالية، ومع ذلك فمن غير الممكن بناء وطن على أشلاء الجثث، ولابد أن تتحلى معارضة الأمس وسيدة البلاد اليوم بالشجاعة الكافية لفتح صفحة جديدة عنوانها ثقافة التسامح بدلا من ثقافة الاحتراب والانتقام والتي تتعدى أثارها اليوم لتكبل الأجيال القادمة أيضا بماسيها، وهو بلاشك قرار مؤلم وصعب ولكنه بالتأكيد سيساهم في توفير المقدمات الضرورية لتحقيق الأمن والاستقرار ورحيل القوات الاجنبيه عن بلادنا.
نحن بأمس الحاجة إلى أن نتصالح مع أنفسنا ومع محيطنا الإقليمي والدولي وان تلتق كل القوى المحبة للحرية والسلام والديموقراطيه في جبهة عريضة موحده لتحقيق الجنة العراقية التي وعدنا بها شعبنا أيام كنا في المعارضة الوطنية، هنا على الأرض وليس في السماء.

سربست بامرني