ابتداءً علينا ان نُقرَ بأن هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة والمعقدة، و الدخول في محاورته يحتاج الى أثبات بنص غير محرف ولا قابل للتفسير اوالتأويل المختلف،حتى لا نقع في اشكالية الموروث واصحاب النص الذين لا يؤمنون الا بما هم فيه يوقنون.لذا علينا توخي الدقة والحذر من كل كلمة او رأي نأتي به لربما يصبح مغايرا لرأي الاخرين.

وانطلاقاُ من ان لاشيء مقدس الا الله والقرآن والرسول. نقول :علينا ان نبحث وبجدية لماذا تبدلت رسالات السماء عبر الزمن،وسنحاول ابداء وجهة نظرنا، نرجو من القراء والمعلقين ان يقرأوا المقال ويجيبوا او يعلقوا بموضوعية حتى لا نخسر الجهد المبذول ولا القراء معا.وحتى لا نهاجم بالعاطفة لا بالعقل كما هوجمنا عند كتابة مقالنا السابق (الناسخ والمنسوخ والايات الشيطانية لسلمان رشدي (الذي بتطرفنا خلقنا منه محررا لازنديقاً.

يقول القرآن الكريم ) ان الله أصطفى آدم ونوحا وأبراهيم وآل عمران على العالمين،آل عمران 33(.واذا ما تتبعنا الجذور التاريخية للانبياء الذين اصطفاهم الله تجدهم من هذه السلسلة المباركة حتى مجيء الرسول محمد(ص) ووفاته في 11 للهجرة،وبوفاته أنتهت رسالات السماء. وبنهاية الرسالة المحمدية كان عدد الذين ذكرهم القرآن من الانبياء24 نبياً وغالبتهم وردت أسمائهم في خمس سورهي الانعام،الانبياء،الشعراء،ومريم،والصافات منهم ثلاثة عشر رسولا والباقي انبياء. والفرق بين الانبياء والرسل، ان الانبياء جاؤا ومعهم كتاب والرسل حملوا بكتاب ورسالة. وبرسالة محمد وصلت المجتمعات العربية الاسلامية الى قمة الكمال بالقياس الى التطبيق الرسولي الذي قد بلغها بقوله تعالى )اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا،المائدة آية (3) (.وبهذا يكون الرسول والدين قمة الكمال الذي لا يأتي بعدهما الا النقص.

من هذا نفهم ان النبوة ابتدأت بنوح وانتهت بمحمد بدلالة الاية 163 من سورة النساء والتي تقول:( انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده)اي ان آدم ومن جاء قبل نوح ليسوا من الانبياء بل من الذين اصطفاهم الله وعلمهم التجريد ومن هنا بدأت التوجه الالهي نحو اسعاد البشرية.فآدم ليس بالضرورة هو ابو البشرية ولكنه ابو الانسنة التي جاءت من بعده حين اضاف عليها بعدا انسانيا اخلاقيا وليس ابوياً.

والسؤال المطروح هو: هل كانت الديانات في عهد نوح غير قادرة على استيعاب قوانين الجدل والتطور؟ نقول نعم لاننا لم نجد شيئاً يذكر من هذا في نبوة نوح بينما نراها قد ذكرت في عهد محمد لتطور العقل الانساني عبر الزمن وتفهمه لقوانين الطبيعة والجدل والتطور.وهل كان الانبياء والرسل بعد نوح غير مؤهلين لمثل هذه المهمة الصعبة بعد؟ ام ان الرسالات قبل الاسلام جاءت بمحدودية المعرفة على قدر ماكانت عند الناس يوذاك من علم ومعرفة وأدراك؟ ام كان هناك نقصا في التشريعات القانونية التي يجب ان تنزل في كمال الانسان وتقدمه البشري؟ نستطيع ان نقول حصرا نعم فالعقل لم يصل بعد الى مرحلة ربط الظاهرة الحياتية وتفسيرها،ولان القانون كان يخدم الاله المقدس عندهم او الامبراطور دون عامة الناس،فهم عاشوا من الناحية الواقعية في دول بلا قانون رغم وجود القانون.لذا تجيب الاية الكريمة على لسان من يستخدم قهرا ولا يعطى له اجرأ يقول الحق(لا أسألكم عليه مالاً ان أجري الا على رب العالمين،الشعراء 109).أسئلة بحاجة الى حوارهادىء؟ اذن نحن هنا بحاجة الى نقاش المقدس،ونقاش المقدس لا يزيده الا ايمانا واقتناعاً؟

نحن نعلم، منذ نزول الديانة اليهودية والديانة المسيحية كانت هناك حضارات قائمة،لها قوانينها وتشريعاتها المعروفة.كحضارة المصرين القدماء والعراقيين القدماء وحضارات الفرس واليونان والرومان والهنود والصين وغيرهم.أذن ماهي اوجه الشبه والاختلاف او النقص والتباين بين تشريعات الحضارات القديمة وتشريعات الاسلام التي جاء بها لتصحيح المسار الانساني؟.اذا علمنا ان تلك الحضارات انتجت وابدعت لنا علوما وفنونا وصناعات وصلتنا عن طريق الاثار المعتمدة الان وهي متقدمة جدا بالمقياس الحضاري الحالي،وجملة شرائع وقوانين ابتداءً بأصلاحات أوركاجينا وقانون آور نمو وقوانين حمورابي والقوانين الاشورية و مرورا بالتشريعات الفرعونية واليونانية والرومانية والتي لازالت معتمدة للتدريس في الجامعات العالمية الى الان، وانتهاءه بالمثيولوجيا الفارسية الضخمة المعروفة. تلك القوانين التي كتبت وظلت معلقة قي غالبيتها دون تطبيق لسيادة الحكم المطلق من آلهتهم الوهمية ومن يمثلهم على الارض من شعوب تلك الحضارات. أنها بالمقياس الحضاري كانت قوانين يركن اليها في تطبيق العدالة لو طبقت عندهم لعجزعن تحقيقها وتطبيقها من جاء من بعدهم.ولانتجت حضارة ونظم غير التي قرأناها عنهم.

فلا زال العلم الحديث لم يتوصل الى كيفية بناء الاهرامات واكتشاف اسرار التحنيط للموتى عند المصريين القدماء واسرار بناء حدائق بابل المعلقةعند العراقيين،وكل ما كتب عنها لا يدخل الا في حساب الحدس والتخمين وليس في حساب الثبت العلمي الصحيح. ناهيك ان بعضاً من نصوص القرآن نراها قد تشابهت مع نصوص حضارات الاقدمين كما جاءفي مضمون الايةquot;العين بالعين....والسن بالسن.....والجروح قصاص،المائدة 45quot; حيث ورد النص في قانون حمورابي وبعض الشرائع العراقية التي سبقته.

مسألة شائكة تطرح للنقاش بعيدا عن الفقهاء ورجال الدين والعاطفة معا.وعندي ان النص القرآني جاء على سبيل العضة والاعتبار لا أقتباساً من حضارات السابقين.

أبتداءً نحن لا نشك بأن الاسلام كان دينا سماويا أنزل على الرسول(ص) بآكثر من 6200 آية قرآنية كلها من البينات ( واذا تتلى عليهم اياتنا بينات،أنظر سورة يونس آية 15).وعلى موسى(ع) بتسع آيات بينات(ولقد اتينا موسى تسع آيات بينات الاسراء 101). وعلى عيسى(ع) بثلاث ايات بيناتquot;وآتينا عيسى بن مريم البيناتquot; وهي ثلاثة ( أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراًبأذن الله وأبرىء الاكمهِ والابرص واحي الموتى.... آل عمران49).ان كل هذه الايات البينات هي الحقيقة المدركة من الله جلت قدرته للانسان.لا كما قال عنها المخالفون انها سحرمبين كما قال فرعون لموسى في محاورته معه (اني لأظنك يا موسى مسحورا،الاسراء 101).يبدو انهم قد فهموا الاعجاز جمالا لفظياً،لا أعجازا ربانياً غير مدرك لقصر نظرهم في التآويل القرآني.
ان الاشكالية الواجب معرفتها اليوم،هي ان القدماء كانوا قد شاهدواالظاهرة الكونية بأم اعينهم، لكنهم لم يفهموا القوانين الالهية الخفية،فحين رمى موسى العصا وانقلبت الى ثعبان شاهد السحرة وفرعون العملية، لكنهم لم يستوعبوا القوانين
التي تمت بها العملية حين انقلبت العصا الى ثعبان، فقالوا عنها سحراً، والسحرُهو مشاهدة الظواهر بالحواسquot;فهل للاية ظاهر وباطنquot; في التأويل والتفسير.فعندما نعود لهذه المشكلة نتلمس حديثا نبويا ينقله لنا الفقهاء في الجامع الصغير ج1 ص107 يقول فيه الرسول(ص): (أنزل القرآن على سبعة احرف لكل حرف منها ظهر وبطن).ونحن نعلم ان كل ايات الاحكام ليس لها من باطن ابداً وهي قابلة للفهم العام بأستثناء آيات الغيب التي يصعب الحوار فيها لانها خارج الادراك الانساني) وتلك حدود الله فلا تقربوها،البقرة 187(.
هنا علينا ان نفرق بين نبوة موسى وعيسى(ع) من جهة ونبوة محمد(ص) من جهة اخرى، فالاولى جاءت بآيات بينات مفصولة عن الكتاب المنزل عليهما في كتابي التوراة والانجيل، بينما نبوة محمد كلها ايات بينات بكتاب واحد غير مفصولٍ عن الايات البينات يقول الحق:( ان الله وملائكته يصلون على النبي،يا ايها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما،الاحزاب آية 56 ).والمقصود هنا بكلمة يصلون هي الصلة بين الله والمؤمنين وليست الصلاة الاعتيادية المعروفة لان الله لا يصلي على احد بل الاخرين هم الذين يصلون عليه، هنا اختلط الامر على الفقهاء قي التفسير. لان القرآن يؤول لا يفسر،( ولما لم يأتهم تأويله،يونس 39).،ولم يقل الله جلت قدرته تفسيره وبين اللفظتين فرق كبير،فالتفسير يعني تفسير النص لغويا،بينما التآويل هو تأويل النص علميا. وهناك فرق بين الفقهاء والعلماء،فالفقهاء هم الذين يفقهون الناس في علم الشريعة (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين،التوبة 122).اي ليكونوا فقهاء فيه.وليس في العلوم البحتة التي أحتوى جزء منها القرآن كما في نظريات جدل الكون والانسان، يقول الحق: ( ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثلٍ وكان الانسان اكثر شيء جدلا،الكهف54).وآيات اخرى كثيرة تتطرق الى الجبال والامطار والحركات الكونية وتكوين الاجنة،كلها بحاجة الى تأويل علمي بحت بعيدا عن عاطفة الفقهاء ورأي الاخرين.

فالعلماء هم المتخصصون في العلوم البحتة(انما يخشى الله من عباده العلماء،فاطر 28 ). فأذا علمنا.ان القرأن هو كتاب الوجود المادي والتاريخي،والمقيد بقواعد البحث العلمي والتفكير الموضوعي،رغم كونه ليس كتابا في النظريات العلمية، فهل تنطبق عليه عبارة quot;هكذا اجمع الفقهاءاوما قاله السلفquot;ليعتمد تفسيرهم في النص القرآني بشكل شمولي.هذا غير جائز ابدا لكون القرآن حقيقة موضوعية خارج الادراك الانساني. من هنا فقد ترك التأويل مفتوحاً للعلماء مجتمعين لا مفردين وليس للفقهاء الذين ليس من حقهم التحدث بنص الاية الكريمة،(وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم،آل عمران آية 7). والاية جاءت بصيغة الجمع للعلماء وليست بصيغة المفرد،اذ ليس بأستطاعة العلماء تأويل القرآن الا مجتمعين لاحتواء الاية الواحدة على تخصصات علمية متعددة،وهذا ما يتعذر على الفقهاء فهمه،لذا فهم اساؤا الى النص اكثر من ان احسنوا اليه،وهذه اشكالية كبيرة لابد لنا من الالتفات اليها لحلها لنتخلص من التفسير القرآني الاحادي وفق نظرية الترادف اللغوي الخاطئة الذي بنيت على الحدس والتخمين وبه أضاعوا المعنى العلمي واللغوي للنص القرآني وجعلونا في تيه لا نعرف له من نهاية.

اذا تتبعنا الايات القرآنية وتعمقنا في دراستها نجد ان القرآن الكريم هو كتاب هداية وعقيدة أساساً،وليس كتابا في العلوم النظرية او التطبيقية، ولا يَقصد ان يضع نظريات او حقائق علمية مجردة،وأنما يسوقها في معرض الهداية والارشاد.لذا لايصح ان يحشرالقرآن الكريم حشرا في تفسير الاتجاهات العلمية المختلفة،لان العلم في تطور مستمر قد يضع القرأن في موقف الحرج رغم ثبات النص وحركة المحتوى.

هنا نحن بحاجة الى دراسة مقارنة كما فعل الباحثون في الديانات الاخرى دون حرج من آثم،وكذلك عند دراسة الظواهر في أنقى أشكالها. نعم نحن بحاجة الى مثل هذه الدراسات حتى لا نسمح لسلمان رشدي وغيره من الطعن بالشريعة التي اعتبرها ناقصة او محدودة الاهمية ولانسمح للخنجر الباكستاني الملوح لنا بقطع الرقاب على كل من يفكر برأي جديد ان يهددنا باستمرارتحريضا من المنتفعين بالتخلف وسلطة الدولة.

ان القرآن الكريم يفتح لنا مجال الحرية التامة في الفكر والاعتقاد ( قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر،الكهف 29).كما اننا نرفض القول بأنه توجد آيات في الكتاب غير قابلة للفهم كما يدعي البعض،والا لو كانت كذلك فلا داعي لورودها في القرآن،او لاصبح القرآن حشوا لا لزوم لبعض اياته،وحاشى ان يكون القرآن كذلك.

من هذ المنطلق نجد ان الدين الاسلامي كان ديناً شموليا لكل الناس وحلا للمشاكل الحياتية لكل المجتمعات الانسانية،بينما عجزت الديانات السابقة عن تحديد هذا المسار الشمولي و الوعي الفكري والعلمي الذي رافق الحضارات القديمة والتي عجزت هي الاخرى عن تطبيق نظرية انسانية الانسان التي جاءت بالقرآن ملزمة التنقيذ وعندهم مشرعة بلا رقابة او تنفيذ.يقول الحق:(ومن يبتغِ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين،آل عمران 58)،اي ان على المسلمين واجب التنفيذ لحقوق الناس،حكاما ومحكومين والخروج عليها يستوجب المحاسبة والمسائلة دون تمييز،لا ان يجبر الانسان على اعتناق الاسلام بلا حقوق تذكركما اصبحنا اليوم نحن المسلمون اسما بلا مسمى. لذا فالنظرية الاسلامية ترفض التماهل بالتشريع مطلقاً كما في قول الامام علي(ع): كلكم أمام الله سواء). والالتزام بالمعاييرالحضارية في معاملة الناس وتقديس انسانية الانسان التي عجزت عنها الحضارات القديمة،وهنا يكمن سر تعدد الديانات السماوية للبشر اجمعين.
فالقرآن الكريم:

جاء بنظرية الاستقامة والحنيفية،فالاستقامة سلوك والحنيفية قانون،فهو يجمع بين السلوك والاخلاق والفضيلة والقانون المنظم لحياة الناس،فألاسلام دين الحنيفية المتغيرة حسب الزمان والمكان وحسب الاحوال الاجتماعية والاقتصادية،اي انه يتطابق مع فطرة الناس في التطور.هنا نحن بحاجة الى فقه جديد يلغي اصولية التفكير التي الغت الزمان والمكان واسقطت العقل والتاريخ،وأعتمدت علىنظرية( ما قاله السلف واجمع عليه الفقهاء)،فهم ليسوا من المخولين في الفتوى الدينية والزام الناس بها، بحسب نظرية الاستقامة والحنيفية.والفتوى يجب اعادة النظر فيها ما عدا فتاوى الشريعة الاسلامية،اما فتاوى السياسة فيجب الغائها واستبدالها بالقانون او النص الدستوري المعتمد في الدولة لضمان حقوق الناس دون تمييز من دين او مذهب، ان كل شيء ما عدا الله فهوهالك ومتغير(كلُ شيء هالكُ الا وجَهَهٌlsquo;القصص 88). وقابل للتأو،يل،لان الاسلام جاء ليحيا الناس به لا ان يحيا الناس من اجله.هنا نحن نمر بمرحلة الضعف المنهجي في الدراسات القرآنية ومعاهدنا الدينية بما فيها الازهر الشريف والحوزات العلمية في النجف الاشرف مع احترامنا وتقديرنا لهم لم يطرحوا لنا منهجا جديدا يتماشى مع حركة التطور الحضارية اليوم، ولم نسمع عنهم انهم انتجوا دراسات مقارنة ترشدنا الى كشف الغوامض في التنزيل الحكيم رغم آلاف المجلدات التراثية التي تصدر عنهم دون تغيير..فالديانات الاخرى عينية لا تستوعب الشمولية كما جاء في القرآن الكريم.اي في ديننا قوانين الحق والاخلاق والتشريع والعبادات والاعراف، التي كلها تنسجم مع الفطرة الانسانية ومع قوانين الطبيعة. ومن هنا جاء الالزام بتعدد الديانات وفقا لحاجة التطور الحضاري للانسانية جمعاء وكان الاسلام أخرها جامعاُ مانعاً.

فالاسلام جاء ليضع الناس في طريق الاستقامة ويبعدهم عن طريق الاعوجاج او النقص قي مفاهيم الحياة الانسانية وقوانينها وليس كتابا في العلوم الطبيعية او الادبية،اذ ما فائدة العلم حين يفقد المجتمع الضبط والدقة والامانة وتحري الصدق في القول والعمل ويتخلى المسلم عنها حين يغريه المال والمنصب مؤيدا من فقهاء السلطان،كما نراها اليوم في اغلب المجتمعات الانسانية، ونحن المسلمون نقف في المقدمة منها حتى اصبح القرآن الكريم كلاما يقال لا تنزيلا ملزم عند العامة والخاصة معاً.،هنا يكمن سر تعدد الديانات ايضاً لتصل الى مرحلة الكمال كما في الاسلام والذي عجز الفقهاء عن ادراك النص وتأويله ونقله للناس اوقل تطبيقه،فظل عالم الاسلام في مرحلة التيه الفكري اللامحدود،واعتقد جازماً، لو فسر القرأن بما يتماشى ومعنى التأويل النصي الصحيح لدخل في الاسلام كل مترددٍ او مشككٍ في الاسلام،هنا تكمن المشكلة التي هي بحاجة الى توضيح وحل ونحن عاجزون عنها لان الحل يتضارب مع المصلحة الشخصية للسلطة التي نحن بها متمسكون؟لذا فأن كل ديانة نسخت الديانة السابقة لها ليستقر المطاف في الاسلام ليصل النص الى مرحلة الكمال،والكمال الذي لا يأتي بعده الا النقص لذا توقفت رسالات السماء.ومن هنا نستنتج ان النسخ جاء في الديانات وليس في الايات القصار،كما يدعي اصحاب نظرية الناسخ والمنسوخ،وان المسارالقرآني وان كان مشجعا للعلم والحضارة لكن النظرية الانسانية لتحقيق انسانية الانسان هي الغالبة عليه وهذا هو المهم.

نحن حاليا نعاني من مشاكل عديدة، هي اشكاليات بحاجة الى حل،فهل نحن بقادرين على حلها او على الاقل الدخول في محاورتها دون اعتراض سلبي من احد.ان مسئولية الحكومة الوقوف بصف العقل والمنطق،و ان تخترق الحواجز لتضع القانون والانسان في المقدمة وان تفصل سلطات الدولة عن حقوق الناس ليتحرر الفكر وتسود الحرية.
.
الاسلام ليس دينا للعبادة كما يتصور البعض،بل دين عبادة وثورة فكرية للانسانية جمعاء،نأمل ان يُقرأ ويُفهم ويُطبق الاسلام لنتخلص من كل ما لحق بنا من شوائب وأدران عوقت مسيرتنا الحضارية كل هذا الزمن الطويل.
. ان معوقاتنا واضحة للعيان،هي:

الخروج من المنهج التفليدي والتقيد بمنهج البحث العلمي الموضوعي الذي عدوه حراما.فلا حرام في المنهجية العلمية مطلقاً.
عدم اصدار الاحكام المسبقة قبل البحث فيما نريد بحثه،لذا فالبحوث كلها جاءت اما ناقصة او مشوشة.كما في حقوق المرأة في الاسلام.
عدم اهمال الفلسفة الانسانية لتحديد الحرية المطلقة،حتى وصل الحد بهم الى تحريم علم الفلسفة التي هي اصل العلوم،وما علومنا التي نتغنى بها اليوم الا من نتاج افكار فلاسفتنا العظام امثال الكندي وابن سينا والاخرين.
ايجاد وتحقيق نظرية في اسلامية المعرفة الانسانية مأخوذة حصرا من القرآن الكريم.وشطب الاتهام بالزندقة والهرطقة والكفر والالحاد لكل فكر نير يريد الاصلاح.
الازمة الفقهية،نحن بحاجةالى عصرنة الراي الفقهي والدخول بمناقشة اراء وطروحات الفقهاء الخمسة المعتمدين في الاسلام، واعطاء البديل للذي يستحق من اجتهاداتهم من تفيير بعد ان ابتعدنا عن عصورهم كثيرا ًوان كانوا هم الاساس الذي يجب ان لا يهمل.

اشكاليات بحاجة للمحاورة والمناقشة والاختراق بعد ان أكل علينا الزمن وشرب ونحن هنا قاعدون. سنبقى على حالنا الى ابد الابدين ان لم نحرك ساكناً،فهل من مجيب؟

د.عبد الجبار العبيدي
[email protected]

المصادر المعتمدة
---------------------
القرآن الكريم
كتب التفسير لابم كثير والطبري
كتاب الجامع الصحيح
التاريخ الصحي للرسول،د.حسن مؤن5
كتب الفقه للائمة الخمسة الكبار
الكتاب والقرآن د.محمد شحرور
7-المشروع الاسلامي، المحامي أبراهيم الغويل،مجلة المستقبل
8-الفلسفة والاعتزال،قاسم حبيب جابر
9-كتاب الفردية،للباحث زيد بن علي الوزير
10- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام،د.جواد علي
ومصادر اخرى معتمدة.