لا أعلم لماذا يحاول الكثيرون التشكيك بالمواقف السورية على الصعيدين الاقليمي والدولي؟ لا أعلم لماذا يحاول البعض تهميش الدور السوري في استقرار المنطقة وإحلال السلام؟ لا أعلم لماذا لا يقتنع الكثيريون بأن سوريا هي أساس العملية السلمية في المنطقة العربية والشرق الاوسط؟ فلا أحد يستطيع أن ينكر أن سوريا هي عماد وأساس السلام في المنطقة والوطن العربي...
لقد كانت سوريا وستبقى سندا وعونا للعرب والامة الاسلامية... فها هي سوريا العرب ثابتة بمواقفها تجاه الجولان رافضة التنازل ولو بشبر واحد من أرضه في الوقت الذي تنازل ويتنازل الكثير من القادة العرب عن مواقفهم السياسية وعن قناعاتهم دونما مقابل مقابل... مقابل لا يتعدى الحفاظ على كرسي الرئاسة... إن استقبال الرئيس السوري بشار الاسد للجنرال ميشال عون لدليل على أن خلاف الاشقاء لا يمكن أن يطول مهما كانت الاسباب...
استقبال القائد الاسد للجنرال عون لدليل واضح على أن القيادة السورية طوت صفحة طويلة من صفحات الماضي وطوت صفحة الخلافات التي يحاول البعض أن يشعلها بهدف زعزعت العلاقات السورية اللبنانية التي بدأت بصفحة جديدة وبحسن نوايا من الطرف السوري على أن لبنان بلد شقيق مستقل بسيادته وحكومته وشعبه وأن الشعبين السوري واللبناني شعبان شقيقان لا يمكن أن تفرق بينهما محاولات البعض والتي يسعون من خلالها الى تعكير صفو العلاقات السورية اللبنانية ليس إلا لأهذاف خاصة يسعون من خلالها لمصالح شخصية...
أما فيما يتعلق بالرأي السابق للجنرال ميشال عون حول القيادة السورية وتغيير في هذه المواقف ما هي الا ظاهرة صحية تهدف الى جمع الشمل السوري اللبناني خصوصا والشمل العربي عموما... إن صحوة الجنرال عون عن مواقفه السابقة لهي خطوة على الطريق الصحيح في شأن العلاقات السورية اللبنانية والتي من الممكن أن تقود الى علاقات ومصالحات أوسع لتشمل كافة الفصائل والاحزاب اللبنانية مع الجارة الشقيقة سوريا...
فها هي سوريا ورغم الجراح والمواقف العدائية التي طالتها من بعض الاحزاب السياسية اللبنانية فإنها أرسلت طائرة الرئاسة لاستقبال الجنرال عون كإثبات حسن النوايا وتم استقباله رسميا من قبل القيادة السورية لا لشئ إلا لجمع الشمل وفتح صفحة جديدة من العلاقات السورية اللبنانية ليس على المستوى الرسمي فقط بل على كافة المستويات السياسية والحزبية والشعبية... فهنيئا لسوريا بحكمة قيادتها هنيئا لسوريا بقائدها الذي أثبت ويثبت يوميا أنه أساس المعادلة السلمية في المنطقة... هنيئا لسوريا العرب مواقفها الايجابية لجمع الشمل العربي وطي صفحة الماضي والسير قدما لعيش بأمن وسلام...
هنيئا لسوريا الاسد مواقفها التي ستبقى نبراسا ومثالا لقادتنا العرب علهم يحتذون به ويسعون لجمع الشمل العربي.
أنور الحمايده
كاتب وصحافي فلسطيني/كندي
التعليقات