الغالبية النيابية بلبنان تتصدى لزوار سورية

عون: سوريا لا تتعامل معنا بالضغط ولن نلغي ذاتنا

عون يبدأ غدا زيارة إلى سوريا

جعجع: هدفنا هو حل المشاكل بين لبنان وسوريا

دمشق: يبدأ الزعيم المسيحي اللبناني النائب ميشيل عون رئيس كتلة التغيير والإصلاح اليوم الثلاثاء زيارة إلى سورية تستمر خمسة أيام يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد وعدد من كبار المسؤولين في البلاد، وهي الزيارة الأولى لعون إلى خصمه السابق منذ نحو من 20 عاماً. ورجّحت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات السورية أن يستقبل الرئيس الأسد النائب عون غداً الاربعاء، قبل أن يبدأ الأخير جولته التي تشمل عدة مدن سورية.

ويرافق عون وفد كبير يضم نواباً من كتلة التغيير والإصلاح وأعضاء في التيار الوطني الحر وإداريين وإعلاميين. ووفقاً لمصادر كنسية سورية فإن عون سيكرم في سورية على الصعيد الشعبي، حيث سينظم له اجتماع شعبي في صالة كبرى، كما سيقوم بزيارة قبر مار مارون (شمال غرب سورية)، ويدشن بدمشق أكبر كنيسة مارونية في البلاد مهداة من الرئيس السوري باسم كنيسة مار مارون، وتقول بعض المصادر عن برنامج الزيارة بأنه مشابه لبرنامج زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى سورية عام 2000، ويحاكي رحلة بولس الرسول.

وعون (73 سنة)، قائد الجيش اللبناني الأسبق، ورئيس حكومة لبنانية مؤقتة بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل الذي كلفه بتشكيل هذه الحكومة، قضى 15 عاماً في المنفى في باريس بعد مواجهات عسكرية دموية مع سورية. وكان قد أُجبر على الخروج من لبنان عام 1990 بعد هزيمته في مواجهات مع الجيش السوري وعاد إليها عام 2005 بعد أن أنهت دمشق 29 سنة من الهيمنة العسكرية على لبنان وإثر إغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وبدأت علاقته بسورية تتحسن بعدما أعلن تحالفه مع حزب الله المدعوم من قبل سورية.

وكان قد زار الولايات المتحدة من منفاه الباريسي قبل بضعة سنوات من عودته إلى لبنان وحرّض على سورية وكان مؤيداً للقرار 1959 الذي ندد بتجديد الولاية للرئيس اميل لحود، كما كان مؤيداً لانسحاب القوات العسكرية السورية من لبنان. ويطرح عون نفسه كزعيم أوحد للمسيحيين في لبنان، وقد غيّر كثيراً من مواقفه السياسية تجاه سورية وإيران خلال السنوات الثلاث الماضية وأصبح أقرب إلى التحالف معهما. كما قام قبل عدة أسابيع بزيارة إلى إيران وتزامنت زيارته مع زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان للسعودية.

وتعتبر زيارة عون لسورية مخالفة لرغبة رأس الكنيسة المارونية في لبنان البطريرك صفير الذي لم يزر سورية حتى خلال زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لها. فيما تؤكد أوساط عون نفسه أن الزيارة ستفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقة السورية ـ اللبنانية. وتأتي زيارته لسورية بعد شهرين من زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان لسورية والإعلان عن قرب تبادل التمثيل الدبلوماسي مع لبنان.

وتعارض الأغلبية النيابية والوزارية اللبنانية زيارة عون لسورية معتبرة أن النظام السوري هو الوحيد المستفيد من هذه الزيارة. ومما لاشك فيه فإن هذه الزيارة ستلقي بظلالها على الانتخابات اللبنانية النيابية المقبلة التي ستجري في الربيع المقبل، وخاصة على القوات اللبنانية وحزب الكتائب المتحالفان مع الأكثرية النيابية. ويرى معظم المراقبين أن الانتخابات اللبنانية النيابية المقبلة ستكون صراعاً بين الأطراف المسيحية باعتبار أن النتائج ستكون محسومة بالنسبة للسنة والشيعة منذ الآن.