لم أكتب رداًعلى التعليقات والمقالات التي كُتِبت بمواقع الإنترنت المختلفة تعقيباً على المقالات الثلاث التي كتبتها بذكرى اليوبيل الذهبي لجريمة 14 تموز 1958 الأليمة لأني آليت التريث قليلاً حتى تهدء النفوس وكي لايأتي رَدّي إستفزازياً وكي يكون بعيداً عن المهاترات وقررت كعادتي أن يكون كلامي عامّاً بعيداً عن التخصيص رغم أني سأشير بصورة غير مباشرة لمن أعنيهم واللبيب بالإشارة يَفهمُ أما غير اللبيب فلايهمنا إن قرأ المقالة أم لم يقرأها.. بدئاً لابد أن أشير الى أنني فرحت وحزنت بنفس الوقت فمن ناحية فرحت وأسعدني أن أثارت مقالاتي حراكاً فكرياً وثقافياً ومن ناحية أخرى حزنت حين وجدت أن هناك أشخاص يَدّعي أحدهم أنه مهندس ويَدّعي الآخر أنه صاحب مكتبة تحوي آلاف الكتب ينجرفون لسطحية التحليل وسذاجة الطرح وإنشائية الكلام ويبتعدون عن أبسط قواعد وآداب الحوار مع الآخر ويستخدمون جملاً ومصطلحات يأنف حتى الجهلة الأميون عن إستخدامها لكن وكما علّمتنا الحياة(مو كُل مدعبَل جوز) لذا ليس كل مهندس فاهِم ومُثقف فالدراسة الأكاديمية إختصاصية ولاعلاقة لها بالثقافة التثقّف مسألة شخصية كما أن ليس كل من إمتلك آلاف الكتب بات مثقفاً خصوصاً إذ لم يستوعب مابداخلها ويتفاعل معه فأمثال هؤلاء لايمكن بأي حال من الأحوال أن يُجروا مراجعة نقدية لذاتهم ولمعتقداتهم الفكرية التي باتت بالنسبة لهم مُسَلّمات مقدّسة ومُنزّلة من السماء لايأتيها البطل لذا نراهم ينتفظون بطريقة فَظّة وخارجة عن السيطرة واللياقة كلّما حاول أحد مُجرّد الإقتراب منها فكيف بتعريَتِها وغربلتها ومراجعتها وإثبات خطأها وبطلانها كما نحاول أن نفعل بقدر إستطاعتنا وسنبقى ولن توقِفنا أو تستفِزّنا طريقة الرد وإسلوب الكتابة الذي يَهبط أحياناً لمستويات لاتليق بالمكانة الإجتماعية والتحصيل الأكاديمي الذي يدّعيه كتابها فأنا لم ولن أتجاوز يوماً على أي منهم لأن أخلاقي وتربيتي الإجتماعية التي يصفها البعض بالأرستقراطية ويعتبرها البعض سُبّة علي لاتسمح لي بذلك.


لقد توصلت من خلال سجال المقالات التي كتبت عن النظام الملكي وعن ذكرى جريمة ومجزرة14 تموز 1958 سواء في هذه السنة أوالسنوات السابقة وبالمقارنة مع يكتبه بعض كتابها عن النظام السياسي الحالي الى حصيلة مِن الإستنتاجات:
أولها وأهمها- هو أن الصراع الدائر بالعراق منذ 100عام على الأقل هو صراع طبقي أولاً وطائفي ثانياً يَتلبّس تارة برداء اليسار وتارة برداء القومية وتارة أخرى برداء الوطنية لكن حقيقته هي كما ذكرت وهو ما يمكن إستشفافه من خلال ماكتبه البعض بهذه المناسبة ومايكتبونه دوماً عن النظام الملكي والذي يخفي ورائه كُرُه وعقدة طبَقيّة واضحة لديهم تجاه الطبقة المتوسطة المثقفة التي يصفها البعض بالبرجوازية ويحسبونها على النظام الملكي ويعتبرونه مسؤولاً عن وجودها وإستمرارها والعكس ونحن نقول لهم نَعَم لِكل شريحة بالمجتمع رؤاها فهناك شريحة تتمنى أن يحكمها (ملوك كِرام الحسب والنسب وسياسيون مثقفون ليبراليون ديمقراطيون وذوي خبرة وأكفاء) كجلالة الملك فيصل الأول وإبنه غازي وحفيده فيصل الثاني والأمير عبد الإله ونوري باشا السعيد والسعدون وجعفر باشا العسكري والجمالي ومحمد الصدر وأحمد مختار بابان والسويدي والمدفعي وغيرهم من جهابذة وحكماء السياسة وهذا حقها وهناك شريحة تتمنى أن يحكمها(رؤساء جمهورية دكتاتوريين متسلطين وسياسيون قليلي الخبرة محدودي الثقافة وغير أكفاء)كالزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم والمُشير عبد السلام عارف والأب القائد أحمد حسن البكر والقائد الضَرورة صدام حسين وهَلُم جرّا وهذا حقها وهنا تحضرني هوسة كان يردِّدها البعض زمن الرئيس السابق صدام تقول(صُفّن يالبيض شهود لنة صدام حسين يلوكلنة) توضح أن لكل شريحة بالمجتمع وجهة نظرها فيمَن تراه مناسباً لحكمها فهذه الشريحة على سبيل المثال كانت ولاتزال ترى أن صدام (يلوكِلها) كما إن هناك من يرون أن عارف (يلوكِلهم) فيما ترون أنتم بأن قاسم (يلوكِلكم) بالوقت الذي نرى فيه نحن بأن مَن (يلوكِلنا)هو فيصل الأول وفيصل الثاني وعبد الإله ونوري السعيد فلكل ذوقه النابع من قناعاته وثقافته وبيئته الإجتماعية ولكل وجهة نظره التي يجب أن تُحترم مِن الآخر.


أما الصراع الطائفي فهو قصة طويلة لايتّسع المجال للحديث عنها بهذه المقالة إلا أنني أود أن أشير فقط إلا أن البعض يحاول وعن طريق إدعائه إعتناق المباديء اليسارية أو القومية أو الماركسية أو الناصرية أو حتى الوطنية ومعاداة النظام الملكي التغطية على طائفية مقيتة تُعشعش بفكره وقلبه أفرزتها تراكمات تأريخية معقدة وتربية إجتماعية ودينية خاطئة ينَفِّس عنها من خلال معاداته للعائلة المالكة العراقية التي يرى أنها جائت وفق معادلة خاطئة غبنت حقوقه وحقوق طائفته كونها حسب خياله المريض محسوبة على طائفة أخرى غير طائفته في حين يرى بأن ماحدث في 14 تموز 1958 و9 نيسان 2003 كان تصحيحاً لهذه المعادلة وهو هراء لا أساس له من الصحة إطلاقاً.


ثانيها- هو أن البعض لايزال يعيش أوهام وأحلام لايريد أن يَصحوا منها فهم يَغطون بنوم عميق فاق نوم أهل الكهف الذين صَحُوا من نومهم فيما هؤلاء لايريدون ذلك فهم لازالوا يُكرّرون مصطلح الجماهير ويَدّعون وأحزابهم الحديث بإسمها ولاأدري عن أي جماهير يتحدثون فإن كانوا يقصدون بها الرعاع الذين قتلوا أفراد العائلة المالكة وسَحلوا جُثثهم ومَثّلوا بها والذين شدّوا شَعر الزعيم قاسم وبَصَقوا بوجهه أمام شاشات التلفاز فبأس الجماهير وإن كانوا يقصدون بها الطبقة المتوسطة التي تمثل أغلبية الشعب العراقي الصامتة فهي لم ولن تكون يوماً جماهيراً لتلك الأحزاب الشمولية والفئات الإنقلابية التي عاثت بالبلاد خراباً وكانت سبباً رئيسياً بدمارها وإيصالها للبؤس الذي هي عليه اليوم وهذه الشريحة لايمثلها ولايتحدث بلسانها أمثال هذا الذي يَدّعي أنه مهندس إستشاري أو ذاك الذي يَدّعي أنه صاحب مكتبة كبيرة الغُرباء بأفكارهم وتخيّلاتهم عن واقعها ثم ماذا يعرف هؤلاء وأمثالهم مِمّن يَجترّون ليل نهار مصطلح الجماهير والشبيبة عن جماهير وشبيبة عقد الثمانينات والتسعينات الذين نحن منهم ؟.. إن جماهير وشبيبة هذه العقود وبالذات محدودة الثقافة والإطلاع يغلب عليها اليوم نفس إسلامي فهل هذه هي جماهيركم ! إن كانت كذلك فبالعافية وبالخيرعليكم هذه أما المثقفون المطلعون من جماهير وشبيبة هذه العقود فهم ذوي توجهات يَغلب عليها طابع ليبرالي مع مَيل واضح نحو الملكية وسُخط شديد على من ساهم بإسقاطها من ساسة وأحزاب لذا ندعوكم أن تصحوا من نومكم وتهبطوامن أبراجكم العالية عَلّ أقدامكم تطأ الأرض التي يسكنها ويعيش عليها أهلكم وعَلّكم تعرفون حقيقة مايفكِّرون به ويتمنّونه لاماتريدون منهم أنتم أن يفكِّروا به ويتمنّونه.. إن الجماهير كمايصفها البعض تضُم أناس من كل أطياف المجتمع لها أيجابياتها وسلبياتها أما الرعاع فهم أمر آخر سلبي بطَبعِه وموجودون بكل مجتمعات العالم لكن نسبتهم بمجتمعاتنا أكبر بسب ظروفها الإجتماعية المعقدة وبسبب بعض أدعياء الثقافة الذين يعملون على تهييجهم ودغدغة مشاعرهم بشعارات فارغة زائفة بهدف الشهرة والمال حتى باتوا اليوم داءً خطيراً ومخيفاً يهدد مجتمعاتنا وتفشى للحد الذي لم يعد بالإمكان إيقافه إذا لم يتصدى لهم أناس حكماء عاقلون يقفون بوجههم وبوجه ثقافتهم الهمجية الوحشية.


ثالثها- وهو ما أشرت إليه بمقالات سابقة من أنه وبسبب طبيعة مجتمعنا القبلية والعشائرية فإن هنالك من يَخجَلون ويَتحرّجون القول بأنهم كانواعلى خطأ أو كانوا مؤمنين بأفكار خطأ أو ثبت فشلها أو أنهم شاركوا بممارسات خاطئة وكانوا أداة تحركها بروباغندا هذا الحزب أو ذاك خصوصاً أن أكثرهم قد بلغ من العمر عِتياً ورغم إدعائهم بالتقدمية والتمدن إلا أن أغلبهم يَنحدر من بيئات عشائرية ودينية ترى بأن الإعتذارعن ممارسات خاطئة والإعتراف بأخطاء سابقة سُبّة وعَيب وليس فضيلة!


أود هنا عرض نماذج عن ردود وكتابات سطحية كتبها البعض ليطّلع القُرّاء الأفاضل على نوعية بعض من يقفون مِنّا موقف العداء والضد رغم أننا لم نتجاوزعليهم يوماً.. (فالباش مهندس)كتب أول الأمر مقالة نارية مليئة بالسباب والشتائم ذكَرَني فيها بالإسم الى جانب أستاذنا الفاضل المفكرالكبير سيار الجميل ولكنه لما رأى أن المواقع العراقية رفضت نشر المقالة لركاكة إسلوبها وتجاوزها حدود اللياقة والأدب عاد ليكررنفس الترّهات ويَجتر نفس الكلام المبتذل بمقالة أخرى لم يذكر بها أسماء كما في الأولى إلا أنه أشار لأسماء المقالات فقال فيها وبإسلوب بعيد عن الأخلاق (ذهب البعض اليوم من النكرات سياسياً لأغراض لايعها سوى البيت الأبيض بواشنطن وأذنابه بقم وطهران ودمشق ممن غطوا رؤوسهم بالتراب كالنعامات طيلة عقود من الزمن كاشفين لنا فوهات عوراتهم الفاسدة فقط لوصف الثورة بأنها أبشع جريمة ومجزرة بتأريخ العراق الحديث!) وأقول له أولاً (اللّي على راسو بَطحة يحسّس عليهة) ونحن والحمد لله معروفون بعدم إرتدائنا لبَطحات فنحن لم ولن نكون يوماً أداة لتحقيق أغراض البيت الأبيض والكرملين وقم وطهران كما فعل البعض سابقاً وكما يفعل اليوم ولم نتعاون مع قم وطهران وأمريكا لمحاربة بلادنا وتغيير أنظمة الحكم فيها كما فعل البعض لأن إنتمائنا وولائنا هو لفكرة العراق وفقط العراق وعقيدتنا هي الأمة العراقية ورمزنا هو البيت الهاشمي وسنبقى على هذا الطريق أمّا بمناسبة الحديث عن العورات فلن أجيب ولن أهبط لهذا المستوى إلا أن كل يعرف نفسه ويعرفه الناس والمجتمع العراقي والبغدادي الطيب الأصيل هو الذي يُزكّي أبنائه ويعرف مَن مِنهُم عورته طاهرة ومن منهم عورته فاسدة.. أما زميله (صاحب المكتبة العامرة) فلم يَدّخر سُبّة وشتيمة وجدها بين صفحات كتب مكتبته العامرة إلا ورَماني بها ولم يَدّخر صِفة سيئة وجدها بين سطور كتبه التقدمية إلا ونعتني بها فمَرّة ينعتني بالعميل ومَرّة بالرجعي ومَرّة بأنني من أذناب الإستعمار وغيرها وأقول له جواباً على ذلك أما العمالة والتبعية فقد بات واضحاً اليوم من هو التابع الذي كان لايتحرك ولايخطوا خطوة دون توجيهات الخارج حتى وإن كانت بالضد من مصلحته ومصلحة بلده ومن كان يعمل لمصلحة وطنه وشعبه ودفع حياته ثمناً لذلك وأما بالنسبة للرجعية فنحن لم ولن نكون يوماً رجعيين إذ كيف يكون رجعياً من يعشق فيصل الأول الكبير مؤسس الدولة العراقية الحديثة وصاحب المشروع النهضوي لتحديث العراق فكرياً وإجتماعياً وكيف يكون رجعياً من يعجب بعبد الإله الذي كان رمزاً للأناقةً ومحباً للفن وكيف يكون رجعياً من يهوى فيصل الثاني رمز الشباب والأمل والمستقبل راعي الفنون والعلوم فالرجعية هي التقولب ضمن إطار مفاهيم معلبة وإجترار أفكار عفى عليها الزمن دون مراجعتها يوماً وإعادة النظر فيها من وجهة نظر تختلف عن الزمان الذي ظهرت فيه وهذا هو ديدن من يَسُبّوننا ويَشتُموننا لمجرد أننا خدشنا القوالب التي صيغت بها مفاهيمهم والعلب التي تحتضن أفكارهم لكننا أبناء جيل تربّى على إحترام الكبير لذا لن نردعليهم بمثل ما قالوا ولن ننساق لنفس أسلوبهم الذي تأباه علينا تربيتنا.. أما ذاك الذي يدعي بأنه(دكتور وكاتب وفنان) فيتباهى ويتغنّى بكل برود أعصاب وضمير مرتاح بأفعال وحشية همجية حصلت صباح 14تموز1958 ويقول ويهدّد بأسلوب همجي (لكن الشعب الذي سحل نوري السعيد وعلّق جثته بتلك الساحات التي شهدت إطلاق النارعلى متظاهري الحرية والإستقلال وألغى حلف بغدادومعاهدات الإسترقاق وأزال القواعد البريطانية سيكنس كل معاهدة إسترقاقية جديدة وكل عميل جديد وسيعلق جثث الخونه والعملاء بائعي كرامة الوطن وسارقي ثرواته في شوارع الغضب العراقي الأصيل) وبمقالة أخرى ينهي الدكتورالمثقف مربي الأجيال كلامه بجملة(ثورة14 تموز ستبقى ثورة دائمة رغم أنف الكلاب الذين يسموها إنقلاب) ويقول(لقد تغير شكل النظام السياسي الى جمهوري وقضي على ملكية مستوردة وعلى نظام وراثي تجاوزه التاريخ والباقي فقط لأن المستعمرين لازالوا يحتفظون بمَلكة لو نُحيّت لأفلست صُحُف الإشاعات الإنكليزية التي تعتاش على فضائح الأسرة المالكة المتعفنه) رغم أنه وفق سيرته الذاتية المنشورة بالمواقع العراقية عمل ببريطانيا التي يتطاول عليها وعلى عائلتها المالكة (التي تجاوزها التأريخ!)ويقيم منذ سنوات بدولة أخرى يحكمها نظام ملكي(تجاوزه التأريخ!) آوته ومنحته جنسيتها وهي تعتبر اليوم من أرقى دول العالم ومنها الجمهورية التي(لم يتجاوزها التأريخ!) التي لا ندري لم لايغادر إليها بدلاً من الأكل بصحون دول ملكية (تجاوزها التأريخ!) والبصق فيها!


ختاماً لابد لي أن أحيي أساتذتنا الكبار الذي كتبوا حول الحدث فكان منهم من إتفق معنا بوجهات النظر وتلقينا سوية تعليقات غير لائقة وغير مؤدبة فكُنّا وإياه بنفس القارب على حد وصفه هو كالمؤرخ والمفكر الدكتورالعزيزسيار الجميل الذي شرّفني بهذا الوصف كونه وضعني الى جانبه بقارب فكري وثقافي واحد وهي شهادة أعتز وأتشرّف بها كثيراً وأحيّيه وأحَيَّي المفكر والأستاذ العزيز فالح عبد الجبار لمشاركتهما معاً ولماقدماه من طرح موضوعي جريء بالبرنامج الجميل الرائع الذي أعدته وأذاعته قناة الحرة بمناسبة الحدث والذي كان بعنوان (ملكية وأربع جمهوريات) والذي قام بتقديمه الإعلامي المتميز الأستاذ علي عبد الأمير الذي كان متميزاً بأسلوب إدارة الحوار وبجرأة الطرح وموضوعيته كما أحيي أستاذي وصديقي العزيز الكاتب والفنان منير العبيدي على سلسلة المقالات التي كتبها على هامش المناسبة والمعنونة(القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية وموقفها من المجتمع المدني) ولايفوتني أن أحيي أستاذنا الفاضل الدكتور كمال مظهر أحمد الذي ظهر في برنامج آخر أعدته الحرة عن المناسبة حيث كان تقييمه للحدث موضوعياً إختلف فيه مع ضيف آخر قدمته القناة على أنه بعثي سابق معارض لنظام صدام كان في جبهة المدافعين عن(الثورة!) والمؤيدين لها والفخورين بإنجازاتها ويبدوا أن الأخوة الأفاضل من كُتّاب المقالات المدافعة عن (الثورة!) والذادّة عن حياضها لم يشاهدوا البرنامجين اللذين شاركت فيهما شخصيات لايمكن بأي شكل من الأشكال وصفها بالملكية بل جميعها معروفة بكونها يسارية وليبرالية وقومية لم تكن حصيلة رؤاها ونتيجة تقييمها للحدث في صالح (الثورة!) وعهودها الجمهورية بتاتاً فهذه الشخصيات وإن ذكرت بعض السلبيات التي رافقت تجربة الملكية بالعراق والتي نتفق مع الكثير منها إلا أنها خَلُصَت لتثمين هذه التجربة ووصفها بأنها كانت مرحلة متميزة من تاريخ العراق مايعني أن من نقصدهم بهذه المقالة بواد فيما أغلب العراقيين ببسطائهم ومثقفيهم ومفكريهم بواد آخر.. كما أحيي أستاذي العزيز الدكتور كاظم حبيب على مقالته (في الذكرى الخمسينية لثورة تموز/يوليو 1958) وكذلك الدكتورعبد الإله الصائغ على مقالته (الرابع عشر من تموز 1958 فتح باب الجحيم على العراقيين) اللتان وإن لم أتفق مع كل ماجاء فيهما إلا أنني أراهما خطوة نحو الأمام بإتجاه إعادة قراءة ومراجعة وتقييم ماحدث في 14 تموز 1958 خصوصاً أنها صادرة من شخصيتين كبيرتين لهما ثقلهما الفكري والثقافي ومعروفتين بتوجههما اليساري.

مصطفى القرة داغي
[email protected]