ترى ماالذي يدفع بفنان عربي ذي أعتبار كبير في الوسط السينمائي للاعلان عن امنية لاتنسجم مع مكانته ومسيرته الفنية؟
أمنية الممثل المصري المعروف حسين فهمي تبدو غريبة جدا، اذ لم نسمع بفنان واحد في العالم استخدم رمي الأحذية سلاحا ضد خصومه، ولنأخذ المخرج الأميركي الشهير مايكل مور نموذجا باعتباره من ألد خصوم الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في الوسط الفني، فقد عبر هذا الفنان عن مواقفه المناهضة لسياسة بوش عبر الانتاج السينمائي او من خلال الكلمات التي ألقاها في المهرجانات السينمائية،، فهذا المخرج الكبير يؤمن بالفن السابع كأفضل وسيلة للتعبير عن مواقفه وافكاره، وكان حريا بالسيد حسين فهمي أن يعبر هو الآخر عن امتعاضه وكراهيته لبوش من خلال عمل سينمائي، أما رمي الأحذية تجاه الخصوم فهو سلوك عديمي المواهب الذين لايجيدون وسيلة غير أخذيتهم للتعبير عما يدور في أذهانهم، ومن المعروف ايضا ان هذا السلوك متجذر في شخصية الشقاوات والبلطجية وحثالات المجتمع.


من المؤسف جدا ان سفير النوايا الحسنة قد عبر في تصريحاته المنشورة في صحيفة الوفد ذات التوجه الليبرالي quot;النسخة العربية لليبرالية quot; عن أمنية سيئة وعدائية قد تدفع السلطات المصرية لمنعه من ارتداء الأحذية بحضور المسؤولين الأميركيين الكبار وهذا شأن مصري لن أخوض فيه، ولكن أتمنى على هذا الممثل البارع ان يعيد قراءته للحدث العراقي دون تأثر بالغوغائية الحذائية العربية، وأن يتأكد جيدا أن مسيرة الديمقراطية في العراق تتجاوز مثيلاتها العربية بسنين ضوئية على الرغم من كل المحاولات الاعاقية التي نفذها الارهابيون يدا بيد القومجيين والصداميين الذين اتخوا من بعض العواصم العربية محطات لفضائياتهم المعادية للشعب العراقي.

يقول حسين فهمي في اشادته بالزيدي:quot; إن قذف الصحافي العراقي منتظر الزيدي بوش بحذائه في بغداد، quot;صار رمزاً لوطن ثار ضد الظلم والقهرquot;.


ولم نعلم متى ثار هذا الوطن، هل هناك ثورة حذائية سرية وقعت في العراق استشعر بها حسين فهمي دون غيره، ومالذي يخول هذا الفنان المصري ان ينطق باسم الشعب العراقي؟


مثلما يحترم العراقيون خيار المصريين في اقامة علاقات على جميع المستويات مع الكيان الصهيوني فعلى الأخوة المصريين سواء صحافيين كانوا أو فنانين ان يحترموا ارادة الشعب العراقي بالاستنجاد بالأميركان للتخلص من أبشع دكتاتور في تاريخ العراق، اما موضوع الاحتلال وانهاء تواجد القوات الاجنبية في العراق فهذه امور يقررها العراقيون عبر المؤسسات الدستورية التي تمثلهم، وهي في كل الاحوال أكثر شرعية من نظيراتها في الوطن العربي، واخيرا اقترح على هذا الممثل القدير أن يقارن بين المناخ الديمقراطي في العراق والمناخ الديمقراطي في سائر البلدان العربية فذلك خير له من أن يشغل ذهنه برمي الأحذية.

محمد الأمين
صحافي عراقي
[email protected]