حين انقطع كابل الإنترنت الدولي، تحدثت مع أصدقائي حول حلمنا بالحرية الفكرية التي يمكنها أن تقود عالمنا العربي إلى التقدم والرقي في كافة مجالات الحياة.


الناظر إلى الجرائد الورقية، يجد كَم ونوعية الإرهاب والضغوط التي تُمارس ضد الكثير من هذه الجرائد. هناك جرائد يُمارس ضدها الإرهاب الأمني، وهناك جرائد يُمارس ضدها الإرهاب الديني.


يساند في معظم الأحيان مواقف الإرهاب الأمني على الصحافة المطبوعة إرهاب ديني من خلال توظيف نصوص مقدسة، كذلك يلجأ الإرهاب الديني إلى الإرهاب الأمني لتحقيق أغراضه التي يسعى إليها سوء فرض أفكاره أو مبادئه أو عقيدة الجماعة الدينية على الآخرين. في جميع الحالات تقع كثير من جرائد وطننا العربي تحت نوع من هذا الإرهاب أو كلا النوعين.
كل هذا بجانب الجرائد المطبوعة الأخرى التي يتم طباعتها خصيصاً من أجل الإرهاب الفكري من خلال فرض عقيدة أو الازدراء بعقائد وأفكار الآخرين.

حين أرسل مقالة إلى جريدة من الجرائد المطبوعة في بلادنا العربية لنشرها ليقرأها قارئ الجريدة الورقية، ولا يتم نشرها لقوة أو لسخونة الفكرة، وحينما أجد الملاذ والملجأ في الكثير من الجرائد الإلكترونية، وقتها أعرف كم الضغوط والإرهاب الأمني والفكري الواقع على هذه الجرائد المطبوعة.

أحياناً كثيرة ألتمس العذر لرؤساء التحرير في عالمنا العربي الذين يحكمهم قانون المُصادرة والمنع من الإصدار من خلال رجال الأمن، وكذلك الإرهاب الفكري للمؤسسات الدينية التي أصبحت تتحكم في كل مناحي الحياة.

في الماضي، كان يتحكم القانون العسكري ورجل الجيش المُقيم في الجرائد المطبوعة ليراجع كل مقالة قبل نشرها. أصبح الآن بعض من رؤساء التحرير يتم تعيينهم من قِبل المسئولين الأمنيين عن البلاد لتفادي المراجعة، حتى تُصادر المقالات الممنوعة، أو التي تُغضب القيادة العليا، أولاً بأول.

لقد أصبح قارئ الجرائد المطبوعة العربي يقرأ ما يتم إملائه من قِبل أجهزة الأمن المتحكمة حتى في أنفاسه.

يساند الإرهاب الفكري لرجال الأمن وبعض صحفيين الجرائد الورقية، بعض رجال الدين الذين يشجعون سياسة الإرهاب الأمني بآيات مقدسات.

لكن.....
الحمد والتعظيم للمسئولين عن الكثير من الجرائد والمواقع الإلكترونية الذين يتيحوا لي ولغيري من الكتاب المحترمين فرصة النشر لإضاءة شمعة أمام المُغيبين بفعل المرهوبين نتيجة سياسة الكثير من رؤساء تحرير الجرائد الورقية المطبوعة.


لقد فتحت الجرائد والمواقع الإلكترونية الآفاق أمام القارئ في عالمنا العربي ليعرف كم التغييب الذي يعيش فيه بفعل إرهاب رجال الأمن الذي يسانده بعض رجال الدين بتوظيفهم لنصوص دينية مقدسة.

كل التحية للجرائد والمواقع الإلكترونية التي تسمو فوق المنع والمصادرة الأمنية والإرهاب الديني لتعطي للإنسانية قيمتها العظمى.

أيمن رمزي نخلة
[email protected]