كنا في مقالات سابقة نبهنا الى ثورة الجياع القادمة حين بدات تظهر طوابير العيش وراحت تزداد مع تجاهل النظام المعهود لكل مطلب شعبي وقلنا ان السادات كان يصف هكذا تحركات بانتفاضة الجياع لكنها ثورة امام انظام العالم وهو يرى المصررين الجياع يموتون في انتظار حصولهم على رغيف الخبز الذي بات للاسف قوت يومهم الغذائي بعد ان دمر نظام حسني مبارك ثروة مصر وهربها مع اولاده وحاشيته للخارج..

وبعد 26 سنة من حكم مبارك لمصر اصبح الوضع كارثة حقيقية حتى بات المواطن يسقط ميتا في طوابير العيش وبعض الرجال يقفون في طوابير النساء لاجل الحصول بوقت اسرع على ارغفة الخبز.. ولم يحرك النظام ساكنا لوقف هذه الماساة بل مازال منشغلا بنقل ثروة مصر للخارج ولم يبال بشعبه الجائع.. والكل يعلم ان مبارك بات منقادا ماليا للمتطرفين والوهابين الذي اوصلوا بلدنا بحماية العسكر لما وصل اليه من وضع كارثي.. ويردد اتباعه على الاعلام ان الحكومة تدفع 60 مليار جنية كدعم للسلع بما فيها الخبز وهو كلام لااساس له من الصحة فلو كان يدفع نصف هذا المبلغ في زراعة القمح ودعم الزراعة لما احتاجت مصر لاستجداء القمح من الخارج انما هو كلام يطلق على عواهنه لاسكات المنتقدين من منظمات حقوق الانسان العالمية التي تشاهد كارثة طوابير الخبز..

النظام في مصر يواصل عدم مبالاته بما يحصل بتحريض الناس في مصر على شتم من يصدر لنا القمح ليطبق مثل الحجود الذي يسود العالم العربي.. وقد حول مبارك شرم الشيخ منذ اربع سنوات لعاصمة له بدون اخذ موافقة الشعب او اجراء استفتاء بذلك.. ليهرب من زحمة العاصمة القاهرة المزدحمة بملايين الجياع والبيئة التي لوثتها مصانع حاشيته. ومقلدا اسياده من مموليه ومحرضيه على سحق شعبه كل يوم..

في وقت يقول دول العالم بتنويع غذاء المواطن في مختلف دول العالم واتباع سياسة اقتصادية نافعة للشعب نجد الوضع بمصر مخالفا كل الشرائع السياسية والاقتصادية فلو كانت هناك قيادة سياسية جيدة وحريصة على خدمة شعبها لانتجت بالنتيجة سياسة اقتصادية جيدة.. لكن اذا كان رأس النظام فادسا فكل ماياتي من سياسات ومسوؤلين هم بالنتيجة فاسدين اذ لابقاء في ظل نظام حكم فاسد لاي شريف.. وقد اشترت الاصولية العربية مصر لتخربها بسبب حقد متواصل ضد مصر وبمباركة الرئيس مبارك..

ابو الغيط قال لانقبل عطايا من اميركا وهو كذاب فكيف لايقبل عطايا اميركا وهو يستجدي العيش من اميركا ويشتمها في نفس الوقت.. هؤلاء حرامية وهم جماعة من عصابة احكت الخناق على مصر ومايحصل الان نبهنا عنه مرات ومازلنا ونخشى ان يتسلل اتباع الوهابية وبحماية النظام لحشود المتظاهرين من الجياع لتوجيههم لصالح النظام او مخططاتها كما فعلوا في مرات سابقة.

الحل كما كررنا في مقالات سابقة يكمن في ارجاع الجيش للثكنات وكتابة دستور مصري جديد من خبراء في مكان خارج مصر كي لايخضع احد للتهديد او الترغيب او التلاعب او التدخل.

اما مبارك فهو لايصلح لاي حل لانه اصل مشلكة مصر ولايمكن ان يعتبر حلا او جزءا من الحل بل هو المشكلة بذاتها.. وهو من فتح باب الرشاوى وجعل الرشوة سنة في مصر والناس على دين ملوكها.. ولاحل لمصر بوجود مبارك ابدا فهو المشكلة كلها..

المهندس عدلي أبادير يوسف

رئيس منظمة الاقباط متحدون

زيورخ