1 ـ عواء ثقافة
quot;مثقّفquot;.. راح يعوي: quot;عَوْ عَوْquot;.
وسأله جاره في الساعة المتأخِّرة من الليل لو يكفّ عمّا هو فيه، فله طفل.. وكلّما يستيقظ مذعوراً.
وثارت ثائرة quot;المثقّفquot;.. فالجار يريد أن quot;يكمّمهquot;!.
وثارت ثائرة quot;مثقّفينquot;.. ووقّعوا على عريضة تدين الجار، وتتوعّد بتمزيق لحم كلّ من تسوّله نفسه أن يعترض على quot;العواءquot;!.

2 ـ ما بين السطور
كُتِبَ الكثير عن ثقافة quot;الواواquot; تحقيراً للمستوى الذي انحطّت إليه الأغنية العربيّة في quot;عصر الإنفتاحquot;.. أمّا شرارة ثقافة quot;الواواquot; فهي أغنية quot;الواواquot; ذاتها التي تؤدّيها الفنّانة الجميلة والمتملّكة...
إنّما quot;الواواquot; بحاجة لمسبِّب فطنَ له أيضاً quot;مثقّفونquot; باتوا يُعرَفون باسم مثقّفي quot;عَوْ عَوْquot;.. ولا يُخفى أنّ ناباً لمن يعوي فتكتمل أضلاع... فما أن يكون خطّ quot;عَوْquot; حتى يحضر خطّ quot;نابquot;.. وحين يحضر خطّ quot;نابquot; سرعان ما يحضر خطّ quot;واواquot;.
وهكذا.. فلبنان ابتدع ثقافة quot;الواواquot; ثمّ ابتدع ثقافة quot;عَوْ عَوْquot;.. وهما ثقافتان معجزتان. ومعروف أنّ القدّيس لا يُطوَّب حتى تكون له لا أقلّ من ثلاث معجزات. فلو نبتهل إلى الله لكي يلهم لبنان فيصنع المعجزة الثالثة... فيستحق، وهو الذي له quot;مجدquot;، لقب quot;القدّيسquot;. فلا نُعطى quot;مجدهquot; بعد وحسب بل أيضاً quot;قداستهquot;!.

3 ـ عَوْ عَوْ
quot;حزب التيوسquot; هو حزب عريق في سيدني... والرئيس عادة هو الذي يحتفظ بالقرنين الهائلي الحجم. وبما أنّ الحزب ليس الموضوع ـ قال ـ فلن أخوض في التفاصيل، ولكن على منواله أدعو إلى تأسيس حزب quot;عَوْ عَوْquot;.


وبعد أخذ وردّ أعترف أنّ الحزب واقعاً قد تأسّس وانضم quot;مثقّفونquot;... وجميعهم للصدفة حتى الآن من أركان quot;لبنان أوّلاًquot;.. وبعضهم ميوله quot;كولquot; وبعضهم ميوله quot;أشكولquot;.. وهؤلاء جرى تعيينهم قادة لأنّهم بلغوا أعلى مراتب quot;العواءquot;. وهناك أعضاء واحد منهم يغمز من الشاعر الراحل ممدوح عدوان لأنّه علوي ويعتقد في آن أن الراحل عدوان هو الوحيد بين العلويين الذي عنده بعض ثقافة وبعض شعر.. ولمّا جرى تذكيره أنّ أدونيس كبير مثقّفي العرب وشعرائهم هو علوي quot;زمّ بوزهquot;.. وواحد منهم متخصِّص بالتحريض الطائفي ويتوعّد من تسوّله نفسه quot;أن يلوي ذراع أهل بيروتquot; بالويل والثبور... وأهل بيروت بالنسبة له هم من أبناء طائفته دون غيرها.. ثمّ بلا ملل يؤكِّد أنّه يساري quot;قحّquot;.. وواحد منهم لم يأبه لسقوط أكثر من خمسين شاباً بين قتيل وجريح يوم الأحد الدامي... وفقط غضب لاحتراق الدواليب المسكينة.. وواحد منهم سخر من عشرين ألفاً من اللبنانيين والعرب الذين تظاهروا في سيدني إبّان حرب تمّوز ضدّ إسرائيل وأميركا مطالبينهما بوقف الحرب على لبنان... وهؤلاء كما تلاحظون ـ أردف ـ متدرّجون في ثقافة quot;العواءquot;.
ولمّا لم يأبه أحد لما يدعو إليه قال: quot;عَوْ عَوْquot;!.

شوقي مسلماني
[email protected]