حتى أصوات الحيوانات لها معان مميزة بين خوف وجوع وشبق وخلافه، أما بنى الإنسان فأحيانا أصواتهم وكلامهم خالى من المعنى وبعيد عن التعقل. ولأن العربان هم الذين أبالى بهم أكثر من غيرهم لأنهم أهلى ومواطنى لذا أقتصر الكلام (حيث التقصير إضطرارى) عليهم بالذات.

يلوك الأعراب خصوصا الفلسطينيون منهم مقولة مبناها quot;دولة فلسطينية... وعاصمتها القدسquot;! ما معنى quot;وعاصمتها القدسquot;؟ هل حرام قيام دولة فلسطينية عاصمتها الخليل أو رام الله أو حتى غزة؟ وهل لو تمكنوا من إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها جنين مثلا فهل يرفضونها؟ من جهة أخرى تقول إسرائيل أيضا أن عاصمة دولتها هى القدس، ولكن شتان مابين قولنا وقولهم، هم يعنون ما يقولون ويخططون ويتخذون خطوات علمية مدروسة من أجل التوصل لهدفهم. منذ عام 1967 والإسرائيليون يقولون ويدرسون ويخططون وينفذون. أما نحن فنكتفى بالكلام والصراخ والعويل ولوك الكلام quot;عاصمتها القدس.. عاصمتها القدس!quot; فماذا فعل الأعراب والفلسطينية من أجل quot;عاصمتها القدسquot;؟ مجرد كلام فى كلام...

مصطلح quot;حق العودةquot; للفلسطينيين أيضا من ضمن علكة الكلام التى يلوكها جميع الأعراب. عودة الفلسطينيين الذين هجروا من مدنهم وقراهم هو حق فعلا، ولكن هذا المصطلح يعاد ويزاد فيه وتلوكه ألسنة العربان منذ ستون عاما لم يفعل الأعراب خلالها شئا يحسب تجاه ذلك الهدف! فى تلك الأثناء عاش مئات الآلاف وماتوا وكأنهم لا عاشو ولا ماتوا ولا وجدوا يوما على هذه الأرض. فهل نظل نلوك مصطلح حق العودة لعشرات أو مئات أخرى من السنين يولد خلالها من يولد ويموت من يموت ولا كأنه عاش ولا مات؟
لماذا لا يبحث الفلسطينيون والعرب عن حل لهذه الأجيال التى تظهر وتضمحل كأنها دخان وكل فعلها فى الحياة ترديد quot;حق العودةquot;؟ لا عمل ولا زرع ولا تقدم، فقط quot;حق العودةquot;! لماذا لا يعطون قطعة من صحراء الأعراب المترامية وليبنوا فيها مدنا وزراعة وصناعة وليسموا تلك المدن مدن العودة أو مخيمات القدس أو فلسطين أو ما شابه حتى لا تموت quot;الحاجة قضيةquot;! لكن أن تعيش وتموت أجيال وراء أجيال فى مخيمات لبنان وسوريا وغيرها فهذا عجيب أمور غريب قضية...!

يجب على الفلسطينيين أن يصنعوا تماثيلا للملك عبد الله الكبير والملك حسين رحمهما الله وللملك عبد الله ملوك الأردن الذين فتحوا بلادهم للفلسطينية فأعطوهم جنسية وتعليما وطبابة وأبواب رزق ومراكز نافذة بدون تمييز بينهم وبين الأردنيين، للأسف كان جزاء هؤلاء الملوك النبلاء جزاء سنمار من بعض ناكرى الجميل وملوكى الكلام. ولا زلنا نسمع بين الفينة والأخرى أن بضعة عشرات من الفلسطينية عالقين على حدود دولة عربية! تخف كندا وأوروبا وأمريكا لنجدة هؤلاء quot;البدونquot; وتطيرهم لبلدانها ويؤمنونهم من خوف ويشبعونهم من جوع، أما الأعراب فكأنهم قد أقسموا على ألا يجيروا فلسطينيا فى أرضهم وحجتهم السخيفة فى ذلك هو أن فعلة كهذه تناقض حق العودة إياه... عجيب أمور غريب قضية!

* بالطبع ملوكى الكلام من المحللين الإستراتيجيين الذين إبتلينا بهم فى بلاد الأعراب والذين أعادوا وأزادوا وأقسموا أن غرض أمريكا من غزو العراق هو البترول، لم يبتلعوا ألسنتهم ولا أحسوا ببعض الخجل إذ بلغ سعر برميل البترول $108 وهو الذى كان سعره عند الغزو بين العشرين والثلاثين دولارا فقط! أيها الخجل أين حمرتك!

عادل حزين
نيويورك